الشبكة الدولية لدراسة المجتمعات العربية

الخبراء يحللون آثار "كورونا" والمتغيرات الاجتماعية والنفسية

الخبراء يحللون آثار "كورونا" والمتغيرات الاجتماعية والنفسية
  • القراءات: 890
أحلام. م أحلام. م

أقامت الشبكة الدولية لدراسة المجتمعات العربية، حلقة نقاش عبر منبرها العلمي "حوارات إيناس"، بتقنية التحاضر عن بعد، تحت عنوان "الإغلاق التام وتأثيراته على المجتمعات في ظل كورونا"، شارك فيها كوكبة من المتخصصين في علوم النفس والاجتماع والاقتصاد والصحة، وناقشوا الآثار التي خلفتها جائحة "كورونا" على مختلف جوانب الحياة، وقد أدار الجلسة الدكتور فوزي بن دريدي، المنسق العام للشبكة الدولية لدراسة المجتمعات العربية.

تعد "حوارات ايناس"، منبر تأسس مؤخرا، من طرف الشبكة الدولية لدراسة المجتمعات العربية لمناقشة القضايا الراهنة فكريا ومعرفيا، من خلال استضافة مفكرين وعلماء من دول العالم، لمناقشة التحديات التي تعترض العالم العربي. أكد الباحث والخبير الاقتصادي الدكتور محمود جباعي، في بداية الجلسة، أن الاقفال التام أدى إلى زيادة البطالة وانهيار القدرة الشرائية، وتزايد الفقر الذي تجاوز على سبيل المثال؛ 50٪ في لبنان. معتبرا أن الحل هو بالتعايش مع الوباء واعتماد الوقاية والوعي المجتمعي، لأن ضريبة الإغلاق التام كبيرة جدا على المواطن العربي، واللبناني خصوصا، حيث أن اقتصاد هذا البلد يشهد انهيارا حادا.

من جهته، أكد الدكتور عزام أمين، أستاذ علم النفس الاجتماعي في معهد الدوحة للدراسات العليا، أن جائحة "كورونا" ولدت شعورا متزايدا بالعزلة، وازدياد العنف داخل المجتمع العربي، وارتفاع نسبة الطلاق، وهي مظاهر للأزمات النفسية المصاحبة لحالة الإغلاق التام. من جهتها، اعتبرت الدكتورة شيرين حسين، أستاذة سياسة الرعاية الصحية والاجتماعية، أن جائحة "كورونا" أثرت نفسيا واجتماعيا على كبار السن، الذين يخافون من المجهول. مشيرة إلى أن المجتمعات العربية تفتقر للعمل الرعائي المنظم، لكنها تمتاز بمبادرات فردية ومؤسسات ناتجة عن أعراف، ونبهت إلى أهمية وضع استراتيجيات مدروسة في المجتمعات العربية للسنوات القادمة، التي ستشهد زيادة أعداد المسنين، مما يتطلب تكفلا خاصا. بدوره، قال مؤسس مركز "ابن خلدون للدراسات والبحوث"، الدكتور دياب البداينة، إن "كورونا" تشكل تهديدا وعبئا أمنيا، نتج عن الفقر والبطالة وإغلاق المرافق الحيوية والحدود، بالتالي زيادة فرص الجريمة بمختلف أشكالها وأنماطها.

من مصر، أكد الدكتور أحمد موسى بدوي، عضو المجلس الأعلى للثقافة، أن المجتمعات يمكن أن تقاوم الوباء، من خلال اتباع القواعد الاجتماعية الصحية اتباعا طوعيا، مع الإدراك السليم العلمي للمخاطر، بعيدا عن القلق، وفي نفس الوقت، عدم الاستهانة والتساهل. في الختام، تطرق المشاركون إلى مرحلة ما بعد الوباء، مؤكدين أنه يمكن وضع سياسات تمكن من معالجة تبعات الوباء، إذا قرروا ذلك، بعيدا عن التجاذبات والتموقعات، كما نبهوا إلى أن العالم استفاد من تجربة التعليم والعمل عن بعد، وسيكمل في تطوير هذا المجال، لكن بعض المتغيرات الاجتماعية والنفسية ستبقى ملازمة للبشر.