زياد الحسني دكتور التنمية البشرية لـ"المساء":

الحياة بدون تنمية بشرية كالزرع المهمل

الحياة بدون تنمية بشرية كالزرع المهمل
  • القراءات: 640
 نور الهدى بوطيبة نور الهدى بوطيبة

أوضح الدكتور زياد الحسني عراقي، أستاذ في التنمية البشرية، ومدير المركز العراقي للإبداع والتطوير، أن حضور "كورسات" حصص التنمية البشرية في السنوات الأخيرة بات واضحا، من خلال إقبال العديدين على تطوير مهاراتهم من خلال تلك الدورات التدريبية التي يلقيها مختصون في هذا المجال، نظرا لأهمية التنمية في الحياة الإنسانية، مشيرا إلى أن لتلك الحصص فوائد عظيمة تنعكس بالإيجاب على سلوكيات الفرد داخل مجتمعه، وتساعده في التعامل مع محيطه بشكل فعال.

أكد الدكتور الذي التقت به "المساء" على هامش البطولة العربية للذاكرة، أن حضور الفرد للحصص أو تكريس تعليمه كاملا في مجال التنمية البشرية له فوائد عظيمة، تطور الفرد في مختلف المجالات، حيث يرتكز هذا التعليم على تنمية مهارات نفسية قد نجهل تواجدها داخلها، كما أنها تحفزنا على استعمال عقلنا بطريقة كنا نجهل أنها ممكنة، وأضاف المتحدث أن التنمية البشرية هي تواصل لعلم النفس ويمكن للفرد أن يرتكز في تعلمه على التدقيق والتعمق في العقل الباطن. وأضاف المختص بأن قدرات الإنسان يمكن أن تُنمى، فهي تفيد في تكوين المعرفة عن كيفية التعامل مع الناس وكيفية تغير الناس أثناء حياتهم، وتزيد من فهمك للآخرين، ذلك ما يساعد في التواصل معهم بطريقة يصفها البعض بـ«السحرية".

موضحا أن كورسات التنمية البشرية التي تنظمها المراكز المختصة سواء في الإبداع، أو تطوير العقل أو فهم الذات أو غيرها، تفتح الباب أمام جميع الراغبين في الالتحاق، وفق برنامج محكم يضعه القائمون على تلك المراكز ـ يضيف المدير ـ مشيرا إلى أنه عند التحاق أحد الراغبين في الأمر يتم اختبار مهاراته وفق ما يسمى بـ«الاختبار الأولي"، ثم بعدما يحدد مستواها يدرج ضمن الدورات التدريبية، مقسمة إلى ثلاثة مستويات؛ الأول، الثاني والثالث، يتم من خلالها تخصيص برامج وفق شخصية كل منتسب، بمرافقة شخصية من أجل الوصول إلى المستوى المطلوب.

وقال المتحدث إنه من الضروري إيلاء اهتمام أكثر بهذا المجال من طرف الدول العربية ومجتمعاتها، خصوصا بعدما باتت الدول المتقدمة تهتم بشكل خاص بهذا المجال لتطوير مختلف قطاعاتها، فالتنمية البشرية تساعد على اكتساب رؤية جديدة وواضحة للعديد من الأشياء أثناء الحياة. مضيفا أن حصص التنمية البشرية تعتمد على ثلاثة مستويات، فهي تصوب المستوى الفكري والذهني يتم التركيز في هذا المستوى على موضوع الذاكرة، والذكاء ومهارات التفكير والتخطيط، ثم يلي ذلك مستوى الانفعالات هنا يحاول المدرب التركيز على التواصل والتحفيز وتطوير العلاقات الاجتماعية والقيم، وأخيرا يعتمد المستوى الثالث على تطوير مهارات الحياة الوظيفية التخصصية وتطوير فعالية الإنسان، ويقصد بذلك جعل من الفرد إنسانا فعالا أينما تم وضعه، أي يتسم بنوع من المرونة الإيجابية التي تعطي بثماره عند إدماج ذلك الشخص في أي مجال.

للتنمية البشرية فائدة عظيمة في الارتقاء بمستوي الأفراد والمساعدة في التقدم والتطوير، حيث يقول الدكتور زياد بأن الحياة بدون تنمية بشرية كالزرع المهمل، فهو مجال لابد أن يهتم به أصحاب الشركات والأعمال ملخصها أنه يجب على صاحب العمل أن تكون لديه القدرة على اختيار الأشخاص المناسبين لتعيينهم في شركته أو العمل الخاص به، لذلك ينصح الدكتور أصحاب الأعمال والشركات أن يحصلوا على دورات تدريبية في التنمية البشرية ليكونوا على علم بمهارات التنمية البشرية التي تساعد على انتقاء الشخص المناسب في مكان العمل المناسب.

وعن تأثيراتها على الفرد، قال الدكتور: "التنمية البشرية تساعد الفرد على التفكير بشكل إيجابي وإبداعي وتغيير نظرته من السطحية إلى أكثر عمقا وبشكل مختلف للحياة من حوله، فهي تثري تواصل الفرد بالمجتمع بشكل أخلاقي ومؤثر يعبر فيها الفرد عن نفسه ويتولد نوع من الارتياح بينه وبين المحيطين به من أصدقاء، أقارب، مديري عمله أو مجرد أشخاص يتعامل معهم في حياته اليومية.