يوضح تفاصيلها المختصون:

الحياة اليومية النوعية لمريض السكري

الحياة اليومية النوعية لمريض السكري
  • القراءات: 652
أحلام محي الدين أحلام محي الدين

أشار كل من الدكتور علي طراد ومصطفى لغويني، في كتابهما "الكافي في داء السكري" إلى أن المريض يمكنه العيش مثل الأصحاء، شرط التقيد بمجموع الشروط التي من شأنها حمايته من أية مضاعفات صحية خطيرة.

أشار المختصان إلى أن المرضى غير الخاضعين للأنسولين مجال عملهم واسع، لأن خطر الإصابة بالإغماء الناتج عن الهبوط المفاجئ لنسبة السكر في الدم ضئيلة، أما الخاضعون للأنسولين فهم ملزمون بالابتعاد عن المهن الشاقة كمعامل الحديد والنجارة والبناء والكهرباء وسياقة الوزن الثقيل لأن هذه الأعمال لا تتوافق مع نوبات الإغماء التي تصيب العامل نتيجة هبوط السكر في الدم، ومنه يستوجب على المريض التقيد بنصائح الطبيب وأن يحمل معه لوازم العلاج والاستعجال، خاصة قطع السكر بالنسبة للمريض الخاضع للأنسولين ومن الأفضل أن يختار زميلا له في المهنة يكون له عونا عند الحاجة. ومن الضروري أيضا أن يعرف أرباب العمل والمسؤولون الحالة الصحية للمستخدم ومنه السماح لهذه الفئة بتناول التصبيرات والدواء في الأوقات المحددة، خاصة بالنسبة للمعالجين بالأنسولين وعدم التميز بين هذه الفئة وغيرها من العمال لأن المصاب بالسكري يستطيع القيام بمهامه كغيره. 

الرياضة عنصر فعال 

تعتبر الرياضة جد هامة وجزءا فعالا بالنسبة للمرضى غير الخاضعين للأنسولين، لما لها من دور فعال في إنقاص الوزن، أما بالنسبة للمرضى الخاضعين للأنسولين، فيمكن ممارستها لكن بتحفظ، إذ يستوجب عليهم ممارسة الرياضات غير الشاقة كركوب الدراجة، السباحة، المشي لمدة 12 دقيقة على الأقل في اليوم، وأن يكون وقت ممارسة الرياضة بعد الوجبات الغذائية، وإلا يجب تناول القليل من المأكولات أو المشروبات الحلوة من حين إلى آخر أثناء التمارين الرياضية لتفادي السقوط في الغيبوبة المرتبطة بالهبوط المفاجئ لنسبة السكر في الدم. 

بإمكان مريض السكري سياقة سيارة من الوزن الخفيف، لكن يستوجب عدم السياقة في حالة الدوخة أو الإحساس بالجوع، ومن المستحسن أن لا تستمر في السياقة لأكثر من ثلاث ساعات متتالية دون أخد قسط من الراحة وبعض المأكولات الخفيفة وأن يأخد المريض معه لوازم العلاج، وعند السفر الطويل كزيارة البقاع المقدسة، يجب وجود مرافق مطلع على مرضه حتى يكون سندا له عند الضرورة، يجب أن يحمل المريض دفتره الصحي المدونة عليه كل المعلومات الطبية اللازمة وبعض الوصفات الطبية لاقتناء الدواء هند الحاجة. كما لا ينسى أخد كمية الدواء الكافية للرحلة على أن ينقلها في مبردات يدوية وخاصة الأنسولين.

 النظافة عنصر أساسي 

نبه الدكاترة إلى أن النظافة عنصر الهام والأساسي لأنها جزء لا يتجزأ من علاج مريض السكري، لكن مع أخد الحيطة لدى استعمال المواد المساعدة، على غرار تجنب مشط الشعر الحديدي والمجفف شديد الحرارة، تجنب الأصباغ الصناعية التي غالبا ما تكون سببا في الالتهابات وبالمقابل يمكن استعمال الحناء خاصة لدى النساء، كما يستحسن استعمال ماكنة الحلاقة عوض الفرشات لتفادي الجروح المتكررة ويفضل تقليم الأظافر بعد الحمام والانتباه أثناء التقليم مع عدم قصها كلية لتحاشي الجروح والالتهابات، وإذا كان المريض يعاني من ضعف في البصر يستحسن أن يقوم غيره بالعملية. كما يجب غسل القدمين بالماء والصابون يوميا وتجفيفهما جيدا بين الأصابع، خاصة بعد الوضوء، مع اقتناء الحذاء المناسب لمقاس الرجلين لا واسعا ولا ضيقا وأن لا تكون به مسامير بارزة حتى لا يسبب جروحا تعرض صاحبها إلى الخطر وعدم استعمال أحذية أو جوارب النيلون، مع تجنب السير حافي القدمين لتفادي الإصابات العديدة. أما بالنسبة للسيدات فينصحن بعدم استعمال الأحذية ذات الكعب العالي مع مراقبة القدمين مع العلاج المبكر لأية جروح تظهر بسيطة.

ومن المعروف أن مريض داء السكري أكثر عرضة من غيره للإصابة بأمراض اللثة وتسوس الأسنان وزيارة طبيب الأسنان مرة أو مرتين في السنة، استعمال المعجون الطبي بالفرشاة يومين في اليوم مع الحرص على أن تكون الفرشاة ناعمة قصيرة القاعدة ولها شعيرات متساوية وضرورة المراقبة الطبية الجيدة لحاملي الأسنان الاصطناعية.

وفيما يخص الحمام يستحسن استعمال المرش أثناء الحمام عوض حوض الغسيل أو المغطس، وإن كان لابد من استعماله، ينصح بإضافة مادة كاربونات الصودا، ولأصحاب الأوزان المفرطة يجب استعمال الحمامات الباردة مع بعض التدليك حتى لا يفقد الجسم رشاقته. 

للحامل المصابة بالسكري 

ينصح المختصان الحامل المصابة بالسكري بضرورة المحافظة على النسبة اللازمة من السكر في الدم، لحماية الأم وجنينها من خلال اتباع نظام غذائي أساسه النشويات والبروتينات بالقدر المحدد، خاصة خلال الفترة الأولى من الحمل وبالتحول من الأقراص إلى الأنسولين بالنسبة للمرأة المصابة سابقا، المحافظة على الوزن المطلوب "زيادة بمعدل كيلوغرام في الشهر من بداية الحمل إلى نهايته، مع القيام بفحوصات دورية مرة في كل شهر على الأقل، ثم مرة كل أسبوعين خلال الشهرين الأخيرين، مع الإسراع في استشارة الطبيب عند حدوث أي عارض ويستحسن أن تكون المرأة في المستشفى أسبوعين قبل ميعاد الوضع لمراقبتها والعناية بها جيدا.