رمضان في بشار

الحمص والدشيشة وخلطة التوابل سر المطبخ

الحمص والدشيشة وخلطة التوابل سر المطبخ
  • القراءات: 2708
 أحمد بوسعيد أحمد بوسعيد
تشهد الأيام الجارية تحضيرا للشهر المبارك انتعاشا في تجارة بيع التوابل والأواني التي اكتسحت جل طاولات الأسواق الشعبية، هذا ما لاحظته "المساء" خلال جولتها الاستطلاعية في محلات زنقة فليج الخاصة ببيع التوابل؛ إذ لاحظنا ازدهارا في تجارة التوابل، وعلى رأسها الكمون و"رأس الحانوت" الذي لا تستغني عنه أي أسرة بشارية، ضف إلى ذلك الحضور القوي للدشيشة والفريك، الخضر الجافة، الزبيب والمشمش الجاف والبرقوق، وغيرها من مستلزمات الشهر الفضيل.
مع حلول رمضان، تنتعش تجارة بيع كتب الطبخ والتي نجدها متوفرة بكثرة هذه الأيام، فجولتنا الاستطلاعية قادتنا إلى مختلف المكتبات وبعض المحلات الموجودة في بشار، فوجدنا حضورا لافتا لهذه الكتب بمختلف أنواعها المحلية والعربية والعالمية لجذب أكبر عدد من النساء، كما لاحظنا ارتفاع مؤشر الإقبال عليها من طرف النسوة اللواتي يتهافتن على الكتب بغية التنويع في الأطباق الرمضانية. ولفت انتباهنا اهتمام الكثيرات باقتناء كتب الطبخ والحلويات السورية.
اقتربنا من عائشة التي اشترت كتب الطبخ السوري، قالت لنا إنها تعتزم التنويع في الأطباق مع الحفاظ على الأطباق التقليدية كالحريرة، مشيرة إلى أن رمضان أصبح يتزامن قدومه مع فصل الصيف، وأنها تسعى لتحضير أطباق خفيفة وقليلة الدسم، وأنها وجدت مبتغاها في وصفات الطبخ السوري. كذلك قالت "نعيمة" إنها تريد التنويع في أطباقها لمائدة الإفطار، مضيفة أنها قامت بشراء كتاب طبخ جزائري وآخر للحلويات السورية، مشيرة إلى أنها تسعى لتعلّم بعضها لتقديمها في السهرات الرمضانية لعائلتها وضيوفها لأن موضة الحلويات هذه السنة هي الحلويات السورية.
من جهة أخرى، يزيد طلب العائلات البشارية على بعض أنواع المواد الغذائية الجافة وغيرها على غرار "الحمص" و"الدشيشة" والتوابل، حيث تقوم النسوة باختيار واقتناء أجود الأنواع أياما قلائل قبل رمضان المعظم، وهو ما يُصطلح عليه في الدارجة بـ"الخزين" فلا تكاد تخلو الأسواق الشعبية من طالبي هذه المواد حتى خلال الأسبوع الأول لرمضان، والتي تُعتبر حسبهم سّر كل الطبخ البشاري التقليدي، واستعمالها الصحيح يضفي لذة لا مثيل لها. وغير بعيد عن سرّ الأطباق البشارية فـ"الدشيشة" واحدة من أنواع المواد الغذائية الذي تتصدر قائمة المبيعات عند حلول رمضان. فالحريرة عند الأسر البشارية أكلة ضرورية وهامة وأساسية، وقد يصل سعر الكيلوغرام الواحد من "الحريرة" في هذه الأيام إلى 150 دج حسب نوعية الدشيشة وحجمها، والحبوب مثل الحمص والفول و"تادلاقت" التي تعتبر ضرورية لربّات البيوت، لأنها المكمل الوحيد لطبق الحريرة، كما لا تخلو المائدة من المعقودة، طاجين لحلو والزيتون ... بالإضافة إلى "السفة" التي تستهلكها الكثير من العائلات البشارية كطبق لا يُستغنى عنه عند السحور.

 الجمعيات الخيرية شريك فعّال في العمل التضامني

 يمثل شهر رمضان الكريم أهم موعد لنشاط العديد من الجمعيات التي تسعى خلال الشهر الكريم لتقديم المساعدات والإعانات والخدمات للعائلات الفقيرة والمعوزة، حيث تجند هذه الجمعيات أعضاءها وتكثف من نشاطها واتصالاتها قبل حلول الشهر الكريم بحملات لجمع التبرعات العينية والمالية والاتصال بالمحسنين لجمع ما يجود به أهل الخير، و في هذا الإطار شهدت ولاية بشار هذه السنة تنافسا خيريا كبيرا بين الجمعيات الناشطة مما جعلها شريكا أساسيا وبقوة ونجاعة في الفعل الخيري بالولاية، ما يعد تطورا كبيرا في مجال النشاط الخيري الهادف، و من خلال التواصل والزيارات التي قمنا بها لعدة جمعيات، ارتأينا أن ننوه بهذا النشاط الكبير بولاية بشار، من خلال تنوير الرأي العام بما تقوم به الجمعيات و دورها في عملية التكافل خلال هذا الشهر  ونسلط الضوء على جمعية "ناس الخير" في انتظار التواصل مع جمعيات أخرى.

الجمعية الولائية "ناس الخير" بشار

رغم حداثة التجربة فقد نجحت "جمعية ناس الخير" لولاية بشار في تسطير برنامجها احتفاء بالشهر الكريم والذي يشمل خرجات ميدانية وقوافل خيرية لكل بلديات الولاية، كما وزعت الجمعية أكثر من 200 قفة على العائلات الفقيرة بالولاية مع التحضير لتنظيم عملية ختان جماعى على 4 مراحل بالتنسيق مع المستشفى العمومي ترابي بوجمعة وستختتمها بعملية توزيع كسوة العيد على أكثر من 1000 مستفيد، و هي سابقة في الفعل الخيري لم تشهد مثلها الولاية. وحسب رئيسها فإن الجمعية راضية تماما على ما ستقدمه طيلة الشهر الكريم، مؤكدا أن التجربة ستكون مفيدة جدا وتمكن من وضع تصور مستقبلي لتنشيط الفعل الخيري ببلديات الولاية التي يعيش بعضها عزلة وتقطن بها عائلات كثيرة في حاجة لالتفاتة ومرافقة دائمة.