حققت مصالح الحماية المدنية بباتنة، حلم الطفل سيف الحق يحي البالغ من العمر  8 سنوات، وهو يعاني من مرض النخاع الشوكي، وضعف البصر، وظل يطمح للالتحاق بسلك الحماية المدنية، وذلك تبعا لموضوع "المساء" الذي صدر يوم 15 جوان 2022 في صفحة المجتمع، والذي حمل رغبة الطفل. وحسب ما استفيد من خلية الإعلام والاتصال لمديرية الحماية المدنية بباتنة، فإن الطفل سيف الحق قضى يوما رفقة مصالح أعوان الحماية المدنية بوحدة حملة 3، بزي رسمي برتبة ضابط خصص له شخصيا، وفصل على مقاسه بأمر من المدير الولائي للحماية المدنية بباتنة العقيد جمال خمار. 

شعر الطفل "ضابط الحماية المدنية" بسعادة وهو يمارس مهام الحماية المدنية الإنسانية، محققا بذلك حلمه الذي راوده طويلا، ولو ليوم واحد. وجرى الترحيب بعائلة الطفل الذي رافقه الوالد موسى يحي، من مسؤولي وحدة الحماية المدنية بحملة 3، في أجواء رائعة انضباطية، راجين له الشفاء، والعمل يوما ما في هذا القطاع، وتولي رئاسة خلية الاتصال والإعلام لذات السلك، خاصة أن له ميولات لممارسة مهنة الصحافة والتعليق الرياضي. وشارك الطفل مناورات وتمارين تطبيقية. واطلع على مهام الحماية المدنية الإنسانية، وكيفية التعامل مع كل الحالات التي تتطلب تدخل أعوان الحماية في الإجلاء والإنقاذ، وتقديم المساعدة للمواطنين، وإخماد الحرائق. كما حل بملعب "كوندورسي" لأداء وظيفة الأعوان في الملاعب.

وحسب المكلف بالإعلام الملازم زهير نكاع، فإن الطفل سيف الحق أدى أدواره بإتقان وسط إعجاب الأعوان، الذين تلقوا منه تعليمات صارمة لتنفيذ هذه المهام النبيلة. واستطاع توزيع المهام باحترافية تبعا لتوجيهات مسؤولي الوحدة، الذين لم يبخلوا عنه بأداء واجبه. ونوه الضابط نكاع بقوة الحس الإنساني الذي يتمتع به الطفل سيف الحق، وبدور والده الذي وجهه وجهة سليمة متحديا إعاقته. ويرى محدثنا أن الطفل المبدع الناجح يمتاز بشغفه للنهل من الكتب وقراءتها لكسب المعارف بنظرة مختلفة خاصة به. واستطرد: "إن نظرة الإبداع تميزه عن الآخرين، وتترك بصمته، مما تجذب الجميع بالتمعن في صورة الإبداع عند هذا الطفل النابغة، الذي كان نموذجا حيا للطفل المميز، الذي يفيض وطنية منذ صغره، وهو ما تمت ملاحظته عند وقوفه لتحية العلم".

كما تم تكريم سيف الحق بشهادة شرفية، تتويجا لنشاطه وأدائه المميز في أجواء بهيجة بمناسبة زيارته الوحدة وتحقيق حلمه. وأهديت له شاحنة إطفاء صغيرة. واغتنم الفرصة لتقديم تشكراته للسيد المدير الولائي للحماية المدنية، والضابط زهير نكاع، ومدير وحدة حملة النقيب عصام مسعودي، وكل أعوان الحماية المدنية من الجنسين الذين رافقوه في هذه المهمة. كما أثنى على معلمته براهيمي أمينة بمدرسة خيري بن بلقاسم حملة 2، التي تشجعه في تحسين نتائجه الدراسية، كما تمكنه في المناسبات من الهدايا الرمزية التحفيزية، وكذا الطبيبة النفسانية نسرين سلطاني، التي خصصت له حصصا طبية، لمساعدته في الاندماج بسهولة في الوسط المدرسي، بفضل الرعاية الطبية النفسية التي يتلقاها منها، ومدير مدرسته الأستاذ بومقران الصالح.  ولم ينس جريدة "المساء"، مثنيا على مراسلها من باتنة، والسيدة رئيسة قسم المجتمع على تقديمه في "بورتريه" نشر له مؤخرا، مرر من خلاله رسالته، وحقق حلمه.