حقيبة الإسعافات الأولية

الحلقة الأولى لتفادي المضاعفات الصحية في المنازل

الحلقة الأولى لتفادي المضاعفات الصحية في المنازل�
  • القراءات: 784
 نور الهدى بوطيبة� نور الهدى بوطيبة

تعرف ثقافة الوعي بأهمية الإسعافات الأولية انتشارا ملحوظا وسط المجتمع الجزائري، بفضل الحملات التحسيسية التي تكفلت بها مصالح الأمن الوطني، أو تلك التي تبث ضمن البرامج التلفزيونية، هذا ما أوضحته الصيدلانية زهية منصوري التي أشارت إلى أن الإعلام السمعي مطالب بتكثيف التوصيات والإرشادات خلال البرامج الصباحية، لتوضيح أهمية اقتناء علبة صيدلانية داخل البيت ومعرفة طريقة استعمال مختلف الأدوية التي تدخل في باب الإسعاف. 

وبالنظر إلى النسبة الكبيرة من الحوادث المنزلية التي تسجل على مستوى مصالح الحماية المدنية، كان من المهم زيادة وعي أفراد الأسرة بمهارات استعمال العلبة الصيدلانية، من خلال تقديم نصائح وإرشادات تشتمل المبادئ الأساسية في الإسعافات الأولية لتعزيز قدرة الفرد على القيام بالتصرف المناسب عند الحاجة دون الارتباك. 

تتمثل الإسعافات الأولية، حسب الصيدلانية، في معرفة أول ما يجب على الفرد القيام به لإنقاذ ومساعدة شخص مريض أو مصاب، ويمكن أن يكون هذا الفرد المسعف غير مختص في الصحة، غير أنه مطالب بالتزود ببعض المعلومات التي تساعد في مد يدّ المساعدة إلى حين وصول الإسعاف أو أشخاص أكثر خبرة. 

وفي هذا الخصوص، أوضحت الصيدلانية أن الرعاية الصحية للمرضى، أو المصابين بأية وعكات صحية مفاجئة أو حوادث طارئة، قد يكون لها مضاعفات خطيرة إن لم يتم التكفل بها بطريقة صحيحة، لذا يعد من أساسيات الحياة اليومية الاطلاع على أهمِ تقنيات الإسعافات الأولية، فضلا على تبني ثقافة وضع علبة صيدلانية داخل البيت لاستعمالها في الحالات الطارئة. 

وعلى صعيد آخر، أكدت المتحدثة أن الإسعافات الأولية والأدوية المستعملة لابد ألا تكون عشوائية أو اجتهادية، لأن الإسعاف الخاطئ للمصاب يمكن أن تمتد تأثيراته إلى وقوع تعقيدات حادة تودي بحياة الشخص المصاب، وعلى هذا يفترض أن يكون لمختلف فئات المجتمع وعي بأهميتها. 

ترتبط مفاهيم الرعاية الصحية الأولية ارتباطا وثيقا بثقافة شراء مختلف المواد التي تكون العلبة الصيدلانية وأهمها القطن، الكحول المعقم، الأسبيرين والأنسولين في حالة إصابة بعض أفراد البيت بداء السكري، الشاش والشريط الطبي اللاصق، والشاش الزيتي الخاص بالحروق... وغيرها من الأدوية، مع مراعاة طريقة استعمال كل نوع وعدم إغفال تاريخ صلاحيته. هذا الأخير، شددت الصيدلانية على ضرورة أخذه بعين الاعتبار بتجديد محتوى علبة الصيدلانية كلما استدعى الأمر ذلك، وقالت: «استعمال أدوية علبة الصيدلة يكون عند الحاجة فقط، وهي فترة كافية تجعلنا نتفاجأ بانتهاء مدة الصلاحية خصوصا إذا تم اقتناء تلك الأدوية قبل سنة أو سنتين أو أكثر قبل استعمالها، فيكون استعمالها خطيرا على الصحة، لذا من الضروري التنبه إلى الأمر. 

وحول مدى انتشار العلب الصيدلانية داخل البيوت، تقول الصيدلانية "س. ربيعة"؛ "اكتسبت الأسر الجزائرية في السنوات الأخيرة تلك الثقافة، ولم تعد تربط اقتناء علبة الصيدلة داخل البيت بأي عامل آخر، مثل القدرة الشرائية، أو أسلوب الحياة والنمط المعيشي لأن أساسيات وأدوية الإسعافات الأولية ليست مرتفعة الثمن، فهي في متناول الجميع، فضلا عن أنها لا تقتنى بصفة متكررة، فمثلا علبة أسبيرين واحدة قد تبقى لعدة أسابيع أو أشهر. 

استعمال محتويات العلبة الصيدلانية، توضح المتحدثة، من طرف أفراد البيت يكون باتباع خطوات محددة، وعلى المعالج أن يكون على دراية بمحتوياتها من الأدوية، إلى حين نقل المصاب إلى أقرب مركز صحي عند الضرورة. لذلك فإن زيادة الوعي المجتمعي بهذه الخطوة وتشجيع الأفراد على تعلمها يشكل الحلقة الأولى للعناية الطبية وتجنيب المريض المضاعفات السلبية.