الخبير الدولي عبد الحميد القضاة:

الحرية الجنسية وراء تفشي فيروس فقدان المناعة المكتسبة

الحرية الجنسية وراء تفشي فيروس فقدان المناعة المكتسبة
  • القراءات: 781
رشيدة بلال رشيدة بلال

أرجع الخبير الدولي عبد الحميد القضاة، مختص في علم الجراثيم من الأردن، أسباب الانتشار الرهيب لفيروس فقدان المناعة المكتسبة في العالم الغربي والإسلامي على حد سواء، إلى ثلاث ظواهر خطيرة ممثلة في الشذوذ الجنسي، تفشي الزنا وانتشار المخدرات. يرى الخبير الدولي بمناسبة إشرافه مؤخرا على تنشيط محاضرة بعنوان "سبل وقاية الشباب من الأمراض المنقولة جنسيا والآيدز"، أن داء فقدان المناعة المكتسبة أو السيدا الذي يعتبر من بين الأمراض المنقولة جنسيا والعابرة للقارات، أصبح يمثل مشكلا حقيقيا بعد أن فشلت منظمات الصحة العالمية في مواجهته كداء، لأن الأمر لم يعد يتعلق بعلاج أو محاربة فيروسات وإنما بسلوكيات الناس من الناحية الجنسية، التي تجاوزت الفطرة نتيجة كثرة الاختلاط والحرية الجنسية والفشل في حسن تربية الأفراد، الأمر الذي نتج، يقول، "بعد أن كنا نحصي خمسة أمراض فقط من تلك المنقولة عن طريق الجنس، يجري اليوم عد 50 مرضا والسيدا أحد هذه الأنواع، وبالرجوع إلى الإحصائيات المصرح بها من طرف منظمة الصحة العلمية، فإن العالم يحصي كل يوم إصابة مليون شخص بالأمراض المنقولة جنسيا".

يقول الخبير الأردني؛ ما جعلني أذكر الأمراض المنقولة جنسيا، ويعتبر السيدا واحد منها، الصفات التي تختص بها جراثيمها وتشابهها من حيث الخطورة، فهي ليست كباقي الجراثيم من حيث أنها لا توجد في الطبيعة، وإنما توجد في أجسام الأشخاص المرضى وهي نعمة، فلو كانت موجودة في الطبيعة فمعنى ذلك أنها تمس شريحة أكبر، كما أنها جراثيم لا تصيب البهائم وهي حكمة إلاهية، لأن أسباب انتقالها نهى عنها المولى عز وجل كالزنا ونبه منها، والبهائم غير معنية لأنها لا تملك عقلا، بالتالي لابد من لفت الانتباه إلى خطورة كل الأمراض المنقولة جنسيا وعدم الاهتمام فقط بالآيدز الذي يعتبر واحدا منها فقط، فمثلا الجنس الفموي يعتبر هو الآخر من أخطر أنواع الجنس لأنه يؤدي  بسبب جرثومة إلى ظهور سرطان اللوزتين والعنق.

وحول أهم الأسباب التي يعتبرها الخبير الدولي وراء تفشي داء فقدان المناعة بالعلم كله، هو الشذوذ الجنسي الممارس عن طريق الشرج في المقام الأول، يليه عن طريق المهبل ويدخل في إطار الزنا، ومن ثمة تأتي باقي الأسباب الأخرى، كالوشم أو ما يسمى "التاتو" والحقن الملوثة الناجمة عن إدمان المخدرات، بينما يأتي في المقام الأخير الدم الذي كان فيما مضى من أبرز أسباب انتقال الفيروس، وهذا يعني أن الأسباب التي أدت إلى تفشي انتقال داء فقدان المناعة هي تلك التي تدخل في خانة المحرمات في نظر الإسلام، أما بالرجوع إلى الدول الأوروبية التي شجعت الشذوذ الجنسي، فهي تحاول في كل مرة إبعاد هذا العامل الذي أصبح من مكتسبات حقوق الإنسان التي ينبغي الدفاع عنها وإلقاء اللوم على الأسباب الأخرى، كالزنا وتعاطي المخدرات، فيما أضحى الدم يسجل أرقاما ضعيفة كأحد الأسباب في انتقال الفيروس.

السؤال الذي ينبغي أن يطرح في ظل ارتفاع عدد المصابين بداء السيدا اليوم؛ كيف ينبغي لنا أن نحمي الشباب في ظل توسع دائرة الحرية الجنسية التي يجري تعلمها من مختلف الوسائل التكنلوجية وعلى رأسها الأنترنت؟ يقول الخبير في علم الجراثيم، ويجيب؛ "إذا أردنا أن نكون صادقين مع أنفسنا، علينا أن نعلم ونربي أبناءنا منذ الصغر على ضرورة تجنب كل ما نهى عنه المولى عز وجل في كتابه ونهى عنه نبيه، خاصة أن الإحصائيات الصادرة عن منظمة الصحة العالمية كلها تشير إلى أن أسباب انتشار مثل هذه الأمراض الوبائية الخطيرة، مرجعها الإقبال على ما يعتبره الإسلام محرما وتحديدا الشذوذ الجنسي الذي أصبح في بعض الدول الأوروبية محمي بموجب القانون".

يعتبر الخبير عبد الحميد أخطر أنواع المرضى هؤلاء الذين يصابون بفيروس السيدا في الفترة الممتدة بين 6 أشهر والعشر سنوات من تواجد الفيروس في أجساهم، في ظل غياب بعض الأعراض التي تنبئ بالمرض، لأن قابليتهم لنقل الأمراض تكون كبيرة، بحكم أنهم قادرون على التنقل ما دام جهازهم المناعي لم يتحطم بعد، لذا اتجهت توجيهات الصحة العالمية إلى ضرورة الشروع في تقديم العلاج منذ اللحظة التي يفتك فيها الفيروس بالجسم، هذه العلاجات على الرغم من أنها لا تشفي من المرض، إلا أنها تساهم في التقليل من عدد الفيروسات وإن كانت هذه العلاجات هي الأخرى غير متوفرة في بعض الدول الفقيرة، مما يجعل التحكم في انتشار الداء صعبا.

ومن أكثر الحلول المقترحة لوضع حد أمام الانتشار الرهيب لداء فقدان المناعة المكتسبة، اقتراح ما يسمى "الجنس الأمن" بالاعتماد على العازل، غير أن هذا الحل حسب الخبير الأردني، يعتبر من العوامل المشجعة لانتشار الفيروس، لأن التحقيقات الميدانية أكدت أن العازل أو الواقي يحوي في تركيبته على أنسجة تسمح بتسرب الفيروس إذا كان الشخص مصابا، مما يعني أن العازل يحمي من احتمال الحمل لأنه يمنع مرور الحيوانات المنوية التي يعتبر حجمها أكبر من فيروسات الآيدز، من أجل هذا يعتبره من بين الحلول الفاشلة والدليل على ذلك  الانتشار الرهيب في الدول الأوروبية للداء رغم استعمال الواقي الذي أؤكد أنه من الحلول المشجعة على تفشي الداء والتي أعتبرها من الأسباب التي تسيء إلى الإسلام، لأنها تشجع الشباب على الدخول في علاقات جنسية خارج إطار الزواج".

لا يبعث ـ حسب الخبير الدولي ـ واقع انتشار داء فقدان المناعة بالمجتمعات العربية على الاطمئنان، فمثلا في الجزائر، يقول المحاضر؛ يجري إحصاء  كل 10 ساعات إصابة واحدة بالسيدا وإن كانت الأرقام المصرح بها جد متضاربة ولا تعكس الواقع الذي ينبئ بوجود أكثر من إصابة واحدة، وهذا ما يدعونا إلى بذل المزيد من الجهد لإحاطة الأبناء قبل بلوغهم مرحلة الشباب، بتربة جنسية إسلامية علمية صحية لحمايتهم من الوقوع ضحية لما يجري الترويج له في العالم الغربي،  ويختم المحاضر كلامه بالقول؛ إن حماية العالم ككل من مختلف الأمراض الوبائية لا يتحقق إلا بالعلم والإيمان والعمل.