مكافحة فيروس ”كورونا”

الحركة الجمعوية الوطنية "تحارب" على قدم وساق

الحركة الجمعوية الوطنية "تحارب" على قدم وساق
  • القراءات: 993

انخرطت الحركة الجمعوية فور ظهور أولى حالات فيروس كورونا المستجد بالجزائر بشكل فعال، وثمين في إطار مسعى تشاركي في الجهد الوطني الرامي إلى الحد من انتشار هذا الوباء. وفي هذا الإطار، جاء تدخل جمعية سيدرا التي تعد من بين أهم الجمعيات الناشطة على المستوى الوطني والدولي، من خلال أعمال هادفة، ترتكز أساسا حول إيصال التجهيزات الخاصة بالوقاية لفائدة مستخدمي الصحة، وتنظيم حملات تحسيس وطنية وتكوين عن طريق الأنترنت، جمعيات وشباب، حول كيفية تسيير الفيروس، حسبما صرح به رئيسها، نسيم فيلالي، إلى جانب تصريحات رؤساء جمعيات أخرى.

في الشق المتعلق بالتحسيس، تم إبرام اتفاق تنسيقي مع جمعية ميدسا الجزائر، لإطلاق حملة وطنية بمضامين سمعية-بصرية ورقمية ورسومات، الهدف الأساسي منها، تقديم فيديو مرح وسهل، يكون في متناول الأشخاص من جميع الأعمار والمستوى الثقافي، من تنشيط الدكتور مراد واعلي، مختص في الإنعاش بالمستشفى الاستشفائي الجامعي بني مسوس.

كما أكد السيد فيلالي أن هذا الفيديو الذي انتشر بشكل واسع، على شبكات التواصل الاجتماعي، سجل أكثر من 1 مليون مشاهدة، قبل أن يبث بصفة متواصلة من طرف المؤسسة العمومية للتلفزيون، مشيرا من جهة أخرى، إلى طباعة ملصقات وتعليقها في الأماكن العمومية ببلدية محمد بلوزداد، وتصميم دليل حول الممارسات الجيدة من أجل تسيير فعال للأزمة، إضافة إلى بث إعلان على مستوى المحلات التجارية.

من خلال حملة التضامن في شهر رمضان، قدمت جمعية سيدرا مساعدات غذائية للعائلات المعوزة، وتلك التي مسها فيروس كوفيد-19”، إضافة إلى تنظيم مجموعة من الحوارات مع الجمعيات الملتزمة في حركة متطوعون ضد كورونامشاركة المتعاملين الاقتصاديين

أما جمعية ناس الخير، فإضافة إلى نشاطها على مستوى التراب الوطني، تعول على مساهمة متعاملين اقتصاديين متطوعين، بالتشاور مع مؤسسات الدولة بخصوص منح التراخيص والتسهيلات الأخرى، حسب المنسق العام للجمعية عبد الكريم زروقي، كاشفا عن أهم الأعمال التي تم القيام بها إلى غاية اليوم.

فمن خلال خلية أزمة أُنشئت غداة انتشار الوباء، قامت الجمعية بتكوين 12 شخصا بكل الولاية، على تقنيات تطهير المواقع الموبوءة وتوزيع حوالي 10 أطقم طبية لكل ولاية، من خلال إقامة ورشات عمل لتصنيع كمامات على مستوى 36 ولاية، بمعدل 20 ألفا إلى 30 ألف كمامة في اليوم يتم توزيعها مجانا على المواطنين. كما أنه -يضيف المتحدث- يتم إنتاج حوالي 600 لتر يوميًا من المحاليل المائية الكحولية، في مختبرات متاحة للمتطوعين من قبل مصنعي مستحضرات التجميل، في حين استفادت حوالي 2000 عائلة من حصص من اللحوم خلال عيد الأضحى، مؤكدا أن الأمر يتعلق خاصة بالعائلات التي تعيش على المهن الصغيرة، والتي تأثرت بشدة بالأزمة الصحية، مضيفا أن هذه الأخيرة استفادت خلال شهر رمضان، على غرار الطاقم الطبي، من 1500 وجبة يومية. وبفضل المتطوعين من الجالية الجزائرية المقيمة في الخارج، اقتنت الجمعية 85 جهاز تنفس قيد التوصيل، والتي ستخصص لدور الشيخوخة، ولهياكل صحية موجودة في المناطق النائية من البلاد.

كما أشار السيد زروقي إلى إن مسعانا يهدف إلى أن يكون فعالا، من خلال استهداف بؤر تفشي الوباء، لكن بمجرد أن يتم السيطرة على الوضع، فإننا سنستعيد هذه الأجهزة لفائدة مؤسسات أخرى، مؤكدا في السياق، على العمل التحسيسي الذي تقوم به مختلف وسائل الإعلام باتجاه المواطنين، حول ضرورة احترام الاحتياطات الواجب اتخاذها في مواجهة هذا الفيروس القاتل.

أما رئيس الجمعية، محمد تيتوم، فأوضح أن مؤسسة الدار البيضاء المتحدة، ومن خلال قيامها بهذا العمل الجواري، ركزت جهودها في نهاية شهر جويلية، على مستوى 5 مواقع بريد الجزائر التي شهدت توافدا كبيرا للمواطنين لسحب رواتبهم أو منح تقاعدهم، بالتنسيق مع هذه المؤسسة ومع المجلس الشعبي البلدي لهذه المقاطعة الإدارية. كما أكد أن المتطوعين استطاعوا على مدار الأيام، مد يد المساعدة لموظفي المجلس الشعبي البلدي المنهكين، من خلال تنظيم طوابير الانتظار من أجل احترام التباعد الجسدي، علما أن  بين 600 و800 شخص في اليوم قدموا أمام الشبابيك.  تم في هذا الصدد، توفير المواد الهيدرو كحولية لهم، والمياه المعدنية الموجهة للكبار سنا من بين الزبائن. وقد عدلت جمعية الدار البيضاء المتحدة التي تعد واحدة من بين 14 جمعية تنضوي تحت تنسيقية متطوعي الجزائر العاصمة، في مخطط نشاطاتها لتخصصه كُليةً لمكافحة وباء كورونا، من خلال تصنيع الكمامات التي وُزعت على المستوى المحلي، ومن خلال قافلة جابت بها شرق البلاد، بهدف توصيل أطقم كاملة لفائدة 400 ممارسا من ممارسي الصحة بولاية سطيف وأم البواقي... وغيرها.    

من جهتها، تستحضر رئيسة أمل الجزائر، مريم العريبي، الخطة الاستعجالية التي اعتمدتها الجمعية لاحتواء تطور الفيروس، بما في ذلك على وجه الخصوص، توزيع ما يزيد عن 1800 وجبة خلال الشهر الكريم، لصالح الأسر التي تأثرت بالوباء في الجزائر العاصمة، من خلال قافلة متنقلة،  إضافة إلى توزيع 5000 قفة بركة حتى الآن بولايات الجزائر والبليدة وتيبازة والبويرة، مع العلم أن هذه العملية لا تزال مستمرة.