أمام استمرار تفشي الوباء

الحرفيون يمتهنون صناعة الكمامات

الحرفيون يمتهنون صناعة الكمامات
  • القراءات: 607
رشيدة بلال رشيدة بلال

اتجه عدد من الحرفيين، بسبب غياب المعارض وعدم القدرة على تسويق المنتوج، بفعل تفشي وباء كورونا، وما ترتب عنه من إجراءات وتدابير حالت دون الترويج لبعض الأنشطة في الساحات العمومية، لتجنب التجمعات، إلى تغيير نشاطهم، وممارسة بعض المهن التي تساهم في محاربة الوباء، من جهة، وتفتح لهم باب الرزق من أجل تلبية احتياجاتهم، والعينة التي استقيناها كانت للحرفية وهيبة قداح من ولاية البليدة، التي اختارت التخلي عن حرفتها والتفرغ لصناعة الكمامات والألبسة الواقية، وغيرها من المستلزمات التي تستخدم في محاربة الوباء.

حسب المختصة في صناعة الجلود، في عرض حديثها مع المساء، فإن ولاية البليدة وكما هو معروف، تعد من أكثر الولايات التي تضررت بفعل الوباء، حيث سعى كل الفاعلين في المجتمع، بما في ذلك الحرفيين، إلى مد يد العون من أجل المساهمة في محاربة الوباء، كل بما يقدر عليه، وفي المقابل، بادرت بحكم أنها حرفية، إلى التوقف على ممارسة حرفتها الممثلة في صناعة الحقائب الجلدية النسوية، والتفرغ لصناعة الكمامات التي عرفت طلبا كبيرا عليها، بعد تسجيل عجز في الأسواق، مشيرة إلى أن المبادرة في أول الأمر، كانت تطوعية، حيث سعت على غرار كل الحرفيين المتطوعين، إلى المساهمة من مالها الخاص، وبدعم من بعض المتطوعين، إلى خياطة كم كبير من الكمامات، غير أن استمرار الوباء في التفشي وعدم وجود الدعم جعلها غير قارة على مواصلة النشاط بصورة تطوعية، الأمر الذي دفعها إلى الاستثمار فيها باعتمادها كمهنة من جهة، لتلبي احتياجات السوق بما يكفي من معدات الوقاية، كالكمامات والألبسة الواقية، ومن جهة أخرى، تحصل على بعض المال لسد احتياجاتها الأسرية.في السياق، أوضحت المتحدثة بأنها لقيت التشجيع بشأن التخصص في صناعة الكمامات من جمعية الرازي، التي يرأسها الدكتور الجراح صحراوي، الذي لفت انتباهه النشاط الذي تقوم به، فبادر إلى دعمها بالمادة الأولية ممثلة في الأقمشة، لتتمكن من خياطة الكمامات والاستمرار في النشاط، نظرا للحاجة الكبيرة للكمامات والألبسة الواقية بالمؤسسات الاستشفائية خاصة، مشيرة إلى أنها اليوم، تحولت من حرفية مختصة في صناعة حقائب الحمام الجلدية للعرائس، إلى مختصة في صناعة الكمامات لفائدة الأطقم الطبية.

على صعيد آخر، أوضحت الحرفية بأنها تجدد العهد، على غرار باقي الحرفيين، أمام عودة الأرقام إلى الارتفاع، مواصلة خياطة الكمامات والألبسة الواقية، وغيرها من المعدات التي تستخدم للحد من تفشي الوباء، داعية بالمناسبة، الجهات المعنية إلى دعمها بالأقمشة اللازمة ليتسنى لها إنتاج أعداد كبيرة من الكمامات، على اعتبار أن بعض القطاعات في أمس الحاجة إلى مثل هذه الكمامات بصورة يومية، مثل قطاع الصحة والنظافة العمومية، بحكم طبيعة العمل.