موروث ثقافي يعكس الهوية الأمازيغية

الحرفية مايا حميتي تدعو إلى المحافظة على ألوان الجبة القبائلية

الحرفية مايا حميتي تدعو إلى المحافظة  على ألوان الجبة القبائلية
  • 4741
نور الهدى بوطيبة نور الهدى بوطيبة

دعت الحرفية مايا حميتي، 24 سنة، مختصة في خياطة الجبة القبائلية من ولاية تيزي وزو، إلى ضرورة الحفاظ على الحرف التقليدية اليدوية لأنها مورث حضاري تناقلته الأجيال لتفادي زوالها واندثارها. وقالت الحرفية مايا التي التقتها "المساء" على هامش احتضان بلدية ابن عكنون المعرض الجهوي للصناعات التقليدية، مؤخرا، أنها تعلمت حرفة خياطة الجبة القبائلية منذ صغرها، فهذه الحرفة التي عشقتها جعلتها تبرز فيها ومكنتها من فتح ورشتها الخاصة في ولاية تيزي وزو، تجمع العديد من النساء اللواتي يعملن رفقتها، لتلبية طلبات الزبائن اللواتي يعدن بالمئات خلال السنة لخياطة هذا الموروث الشعبي، وأصبحن لا يجزئنه من تصديرة العروس، خصوصا أنه أصبح زيا يتميز بالجمال ويستميل الشابات بفضل اللمسات العصرية التي تعتمدها الحرفيات عند خياطتها. 

وتعتبر الجبة القبائلية من بين الفساتين التي تعتز بها نساء تيزي وزو، بمختلف مناطقها، حيث لا يخلو بيت من بيوت العائلات القبائلية من هذا اللباس التقليدي الأصيل الذي يحتل مكانته منذ العصور، وقالت الحرفية مايا: "لا يمكن لأية فتاة قبائلية الاستغناء عن الجبة مهما تعاقبت عليها أنواع الموضة الحديثة، وما عليها إلا تحيينها مع العصر حتى تتماشى مع اللمسات الحديثة، وأكدت أنها تتوافق مع الذوق العام للزبونات القبائليات. وأشارت المتحدثة إلى أنها تعتمد أسلوب التجديد في عملها، فبعض الزبونات يعشقن ذلك التقليد إلا أنهن يحببنه على طراز حديث وعصري، ولعل ما يشد الانتباه في الجبة القبائلية التي ترافقها "الفوطة" والحزام الحريري و"المنديل" الذي يغطي الرأس، تلك الألوان المتجانسة من الحاشيات مختلفة الأشكال امتزجت بشكل مدروس في الجبة لشكل متناغم وجميل، حيث قالت: "إن وضع الألوان وترتيبها يكون بشكل مدروس، فإذا تم مزجها بشكل عشوائي سوف تكون النتيجة فوضوية وغير جميلة لا تسر الناظر إليها، فأدعو الحرفيات المبتدئات واللواتي تخصصن في الجبة القبائلية إلى أن يعرفن طريقة تنسيق الألوان وتركيبها أمام بعضها البعض بالطريقة الأصيلة التي كانت تعتمد قديما، حتى وإن تم تغيير تفصيل الجبة إلا أن المحافظة على الألوان نفسها ضروري.

وأوضحت المتحدثة أن الوطن يزخر بتشكيلة فسيفسائية تعكس كل قطعة تقليدا وموروثا شعبيا ثقافيا لمنطقة معينة من ربوع الوطن، كل واحدة تكون حسب الثقافة السائدة بها وكذا حسب البيئة المحيطة، وأشارت إلى أن ما يميز الجبة القبائلية ويعطيها تلك اللمسة التي تنفرد بها هي الألوان المتعددة، كل ذلك لم يكن من باب الصدفة فقط، أو ألوان عشوائية لا معنى لها، بالعكس، فكل لون يرمز إلى جانب من الحياة بالبيئة القبائلية، معظمها مستمدة من ألوان الطبيعة الجميلة من شرق البلاد. 

وتحتل جبة "واضية" حسب الحرفية الصدارة في أنواع الجبات القبائلية التي تعرف رواجا كبيرا وسط الزبونات، بعدما اشتهرت عبر مختلف مناطق تيزي وزو، وحتى في باقي ولايات الوسط، نظرا لنوعية القماش المستعمل والحاشيات المعتمدة في حياكتها التي تضم عدة ألوان داكنة مثل الأحمر، البرتقالي، الأصفر والأزرق وغيرها من الألوان الأخرى، هذه الجبة التي تتفنن فيها أنامل الحرفيات تلبسها العروس خلال اليوم الأول الذي يسبق عرسها أو ما يسمى بيوم الحنة، لترفقها بالحلي الفضية من القلادة والأساور والأقراط التي تزيدها جمالا وأناقة.