يدعو إلى تسهيل إشرافه على تكوين نزلاء سجن تيجلابين
الحرفي حميد لعجالي يحمل مشروعا لإعادة إدماج المحبوسين

- 615

دعا الحرفي في السلالة حميد لعجالي، إلى تمكينه من الإشراف على تكوين نزلاء المؤسسة العقابية لتيجلابين بولاية بومرداس، في هذه الحرفة التي تتطلب متسعا من الوقت، وقال في لقاء مع «المساء»، بأنه على استعداد لتكوين المساجين وتسويق منتجاتهم وتمكينهم من ربح مبلغ مالي، تسهيلا لمرحلة إعادة إدماجهم بعد انقضاء فترة عقوبتهم.
اعتبر عميد حرفي السلالة، حميد لعجالي، ابن مدينة دلس العتيقة، أن تمكين نزلاء المؤسسات العقابية من تكوين متخصص في السلالة التقليدية، من شأنه ملء أوقات فراغهم من جهة، وتسهيل عملية إعادة إدماجهم بعد انقضاء مدة عقوبتهم من جهة أخرى، وكشف لـ»المساء» في لقاء خاص، أنه على استعداد لوضع خبرته في مجال هذه الصناعة التقليدية للإشراف على تكوين المساجين.
كما دعا المتحدث الجهات المختصة إلى التفكير في إدراج نزع الدوم، المادة الأولية لصناعة السلالة من الغابات المترامية بالولاية، ضمن عقوبة النفع العام، على اعتبار أن هذه المادة الأولية متوفرة في الوطن، لكن الحرفيين يعانون من ‘فقدانها’ أو نقصها بسبب نقص اليد العاملة المسخرة لنزعها وتوظيبها، مما سبب تقلصا في عدد محترفيها على مر السنين وبقيت في نطاق الأسر الواحدة هنا وهناك.
الحرفي يعتقد أن مشروع تكوين المساجين في السلالة مهم، على اعتبارها حرفة تتطلب وقتا لإنتاج مختلف المصنوعات «والمسجون لديه متسع من الوقت ليتعلم هذه الحرفة التي تسهل عليه اندماجه مجددا في مجتمعه بعد الفراغ من قضاء عقوبته، وأنا مستعد لتكوينه وحتى تخصيص مبلغ مالي له مقابل المنتوج الحرفي»، يقول الحرفي لعجالي، مؤكدا أن غيرته على حرفة توارها عبر أجيال متعاقبة جعلته يفكر في تلقينها للمساجين كجمهور مستهدف، من أجل تعميمها نظرا لفائدتها المادية، على من أخطأ في حق مجتمعه بإعطائه فرصة التكفير عن أخطائه.
يعتبر لعجالي من أقدم الحرفيين في السلالة التقليدية، وقد أكد في معرض حديثه، أن هذه الحرفة التقليدية تعد مورده الأساسي للاسترزاق، بحيث توارثها عن الأجداد ويمارسها منذ أزيد من 60 سنة، كما يمارسها جميع أفراد أسرته المعروفة بجودة المنتجات وتنوعها وتميزها بلمستها الإبداعية. ومنها القفف بمختلف أحجامها التي أضفى عليها لمسة إبداعية بإضافة الجلد الطبيعي، لاسيما في اليدين، لتكون أكثر صلابة، وقد صنع منها أحجاما صغيرة تستعمل في الأعراس لتوزيع الحلويات، نفس الشيء بالنسبة لبعض الأطباق المستعملة في حفظ الخبز، إلى جانب صنع القبعة من الحجم الكبير أو المعروفة بتسمية «مظلة الرأس» التي تتميز بجودتها وطول صلاحيتها ومقاومتها للحرارة. وكذا صناعة «الحصائر» المستعملة في الصلاة أو للزينة من كل الأشكال والأحجام. وهناك أيضا «المدواسة» أو المكنسة التقليدية التي تستعمل لتنظيف الأرضيات.
ويختم الحرفي حديثه إلى «المساء»، بدعوة الجهات المختصة إلى مرافقته في مشروعه لتكوين المحبوسين، من أجل ترقية السلالة التقليدية أكثر، إلى جانب تخصيص معارض لتسويق المنتوج، لأن الحرفي في بحث دائم على فضاء لترويج منتوجه وتحقيق ربح من صناعته اليدوية.