الحرفية سعاد فراح لـ "المساء":

الحرفي بحاجة إلى فضاءات عرض على مدار السنة

الحرفي بحاجة إلى فضاءات عرض على مدار السنة
  • 637
كريم. ب كريم. ب

استطاعت الحرفية في "السيراميك"؛ سعاد فراح وضع بصمة خاصة بها، بعد أن ابتدعت تشكيلات تخص صنع الخزف عبر طريقة "غولياف"، وهي إخراج الرسوم فوق القطعة الخزفية، بعد تلوينها بالذهب والألوان المختلفة، رغم العراقيل التي تواجهها في التعريف بمنتوجها، والوصول إلى حلمها وهو نشر هذا الإبداع الفني، بعد أن أخرجته من أعماقها من باب الصدفة.

❊ الأكيد أن لكل حلم بداية، فكيف كانت بدايتك مع عالم "السيراميك"؟

— بدايتي لا تشبه باقي البدايات، فقد انتقلت من معجبة بفن "السيراميك" إلى حرفية في نفس المجال، ولم أتوقع أن لدي موهبة في هذا المجال، لقد رأيت بعض القطع المصنوعة من "السيراميك"، وأعجبت بها، ولم أشعر بنفسي، إلا وأنا أبحث عن تكوين خاص بهذا التخصص الحرفي، لذا خضعت لتكوين فيه، وبعدها التحقت بتربصات في عدة ورشات، كما عملت بها، وهذا قبل 15 سنة.

❊ كيف ابتكرت هذا النوع الخاص بك؟

— لقد قمت بابتكار نمط جديد في تخصص "السيراميك"، وهو صنع نماذج من الرسومات التي تكون خارجة القطعة الفنية، مثل تشكيل رسوم وأزهار تصنع أولا بالطين، ومنه يتم تلوينها، وقد كانت عبارة عن تجربة، ولقيت نجاحا كبيرا، كون القطعة مصنوعة من الطيبن كليا، وفي كل مرة أقوم بصنع تصاميم خاصة بي، سواء كانت في قسم الأثاث المنزلي، أو بعض القطع الفنية التي تستخدم في التزين أو الاستعمال اليومي.

❊  هل لديك ورشة خاصة بك؟

— بعد سنوات من العمل في الورشات، استفدت من محل مهني ببلدية براقي، وفتحت ورشتي الخاصة، لكن للأسف، المحلات التي استفدنا منها لا تليق بالحرفيين، فأغلب المستفيدين منها لم يلتحقوا، وبقية المحلات تحولت إلى أوكار للمنحرفين.

❊  هل شاركت في معارض بمنتوجاتك؟

— أنا ضد مشاركة الحرفي في المناسبات الصيفية فقط، فعلى الجهات الوصية أن تخلق فضاءات دائمة للحرفي على مدار السنة، حتى يتمكن من عرض منتوجه، والحصول على زبائن له، ويقدم دائما الجديد عندما يبدع، وأظن أنه من واجب المجالس المحلية، لكن للأسف مثل هذه المعارض الخاصة بالحرفيين لا تقام إلا مرة في السنة.

❊  ما الذي يحتاجه الحرفي بشكل كبير؟

— الحرفي يحتاج إلى الدعم المعنوي وبعده الدعم المادي، فهو بحاجة كبيرة إلى فضاءات للتعريف بمنتوجه، إلى جانب الدعم المالي، فيجب على الجهات الوصية أن تفتح المجال من جديد لدعم الحرفي الذي سار بخطوات إلى الأمام، عن طريق تدعميه مرة ثانية من أجل توسيع مشروعه، وكذا توظيف أكبر قدر ممكن من العمال.

❊  بالنسبة للمادة الأولية، ألا تجدين صعوبة في الحصول عليها؟

— للأسف، المادة الأولية هي الطين، وتستورد من الخارج، وكانت هناك وعود تخص فتح مصانع محلية في الجزائر، لكن إلى حد الساعة، لا يوجد أي جديد، ولكم أن تتصورا كيف ستكون الأسعار عندما تكون المادة الأولية مستوردة، على غرار الماء الذهبي وكذا الألوان.

❊...وهل أسعار القطع مرتفعة؟

— من المفترض أن يكون ذلك، لكنني أعمل جاهدة لكي تكون مناسبة للجميع، المهم عندي أن أربح زبونا وليس المال، وهذا ما نحتاج إليه بشكل أكبر.

- هل تعانين من عراقيل أخرى؟

— يوجد انشغال كبير، وهو نقص في اليد العاملة بالنسبة لمراكز التكوين المتواجدة في المنطقة، لتتوفر على تخصصات "السيراميك"، وهذا ما يوقع أغلبية الحرفين في أزمة توفير العمال، فمثلا هذا التخصص لا يوجد ببلدية براقي، ولا حتى في دور الشباب، وأنا شخصيا أفضل أن يكون العامل قريبا من المعمل.