يعرض إبداعاته اليدوية بكورنيش بومرداس

الحرفي أحمد بويدا: صناعات مغشوشة تهدد الإرث التقليدي

الحرفي أحمد بويدا: صناعات مغشوشة  تهدد الإرث التقليدي
  • القراءات: 609
حنان. س حنان. س

يشارك أحمد بويدا، الحرفي في صناعة الحلي التقليدية من ولاية تندوف، بمعرض الصناعة التقليدية المقام حاليا بكورنيش واجهة البحر لمدينة بومرداس، ولئن كانت مشاركته الأولى بعاصمة الصخر الأسود، إلا ان لديه 244 مشاركة في صالونات محلية، وطنية ودولية للحرف التقليدية، التي قال إنه لا يتقن غيرها، بل إنه حريص على توريثها لأبنائه مثلما ورثها هو عن أجداده.

صادفت "المساء" الحرفي احمد بويدا خلال موسم الاصطياف الحالي. بادرناه بالسؤال عن مشاركته في معرض الصناعة التقليدية التي تأتي بعد انقطاع طويل عن مثل هذه التظاهرات، بسبب تفشي جائحة "كورونا"، فقال الحرفي المنحدر من ولاية تندوف، بأن العودة للحياة العادية تبعث التفاؤل من جديد، من جهة، وتمنح الحرفي فرصة للانتعاش اقتصاديا بفضل ترويج منتوجه، من جهة أخرى. قال إنه يشارك في ولاية بومرداس لأول مرة ويعرض قطعا فنية من صنعه يديه، فإن كان موسم الصيف بالنسبة للكثيرين عبارة عن استجمام بهذا الشاطئ أو ذاك، فإن أحسن تذكار بعد اللحظات الجميلة للاستمتاع بزرقة البحر، أخذ تذكار جميل يختصر تلك اللحظات "وأعتقد أن أحسن تذكار هو تحف مصنوعة يدويا، تلخص كذلك جمال تقاليد الجزائر"، يقول الحرفي بويدا، مؤكدا في المقابل، أن الأجمل في الموضوع أن تكون التحفة التقليدية منتوجا جزائريا يحمل بصمة الحرفي الذي أتقنها وتعب في صنعها.

في هذا الصدد، تحدث أحمد بويدا عن عدة عناصر تهدد بقاء المنتوج الحرفي التقليدي الجزائري، حيث لفت إلى غزو كل من الفضة التركية والنحاس الصيني والجلود النيجيرية للسوق الجزائرية، بما يشكل تهديدا مباشرا للصناعة التقليدية الحقيقية للحرفيين الجزائريين. قائلا في هذا السياق بأن الكثير من هؤلاء الحرفيين، اضطروا إلى التخلي عن الحرفة والصناعة التقليدية أمام هذا الغزو "بالنظر إلى كون المادة الأولية مغشوشة فإن الأسعار تكون منخفضة كثيرا، وهذا تنافس غير شريف"، يضيف محدثنا ضاربا مثلا بالفضة التركية التي قال، إن قطعها المروجة - ويقصد بذلك الحلي- تصنع بآلات خاصة، ثم يقوم المستورد بجلبها للسوق، ولكونها –يضيف- مصنوعة بأشكال تشبه الذهب الأبيض، فإن الزبون يفضلها بشكل كبير عن الفضة التقليدية الجزائرية المصنعة يدويا، وفق تقاليد كل منطقة. "نحن هنا نطالب من المستوردين جلب آلات صنع هذه الحلي الفضية التركية، لنتمكن نحن الحرفيين المعلمين من تطوير صناعتنا وفق هذه الماكينة الجديدة، بما أن السوق المحلية تطلب ذلك، وحتى نقوم بتعليم تقنياتها للأجيال الناشئة وفق تقاليدنا أيضا"، يضيف أحمد بويدا، متحدثا في ذات السياق عن تهديد النحاس الصيني أيضا لصناعة النحاس التقليدية، وكذا صناعة الجلود النيجيرية التي غزت الأسواق، لاسيما بولايات الجنوب الكبير، متسائلا هنا إن كانت الصناعة النيجرية قد تأثرت بالصناعة اليدوية التمنراستية، لأن البلد الجار قريب جدا من ولاية تنمراست، مطالبا الجهات المختصة التدخل بشكل عاجل وإجراء تحقيق في الموضوع، حتى لا تندثر صناعة تقليدية وإرث اجتماعي كبير.

عن معرض الصناعة التقليدية بكورنيش واجهة البحر لمدينة بومرداس، قال الحرفي أحمد بويدا، إن هناك عناصر مهمة للغاية حتى يمتاز معرض بهذا الشكل بالنجاح المطلوب، لعل اعتماد أسعار معقولة في خدمة الإطعام، ناهيك عن اهتمام بتوفير المراحيض العمومية والكهرباء وكذا الإنارة بخيم العارضين، "وهي رسائل موجهة للجهات المختصة، حيث أن موعد انطلاق الموسم الصيفي كان محددا منذ أسابيع، فلماذا لم تتخذ الاحتياطات اللازمة... أم أن كل البهرجة تكون فقط حتى يراها المسؤولون؟!"، يختم الحرفي في الحلي التقليدية من ولاية تندوف أحمد بويدا دردشته مع "المساء".