جمال ناتش الحرفي في النفخ على الزجاج:

الحرفة نادرة و هي بحاجة إلى اهتمام

الحرفة نادرة و هي بحاجة إلى اهتمام
  • القراءات: 1065
حوار: كريم.ب حوار: كريم.ب
حرفة النفخ على الزجاج، هي من بين الحرف النادرة بالجزائر، بالنظر إلى صعوبتها وكذا غلاء المادة الأولية التي يتم جلبها من خارج الوطن، على الرغم من توفر الجزائر على كميات كبيرة منه، غير أنه يبقى غير مستغل. هذا ما يؤكده الحرفي في النفخ على الزجاج، "جمال نتّاش" في حديث جمعه مع "المساء" مؤخرا، مبديا استعداده لتأسيس مدرسة تلقن هذه الحرفة الآيلة للزوال.
❊ المساء: هل يمكنك أن تحدثنا عن حرفة النفخ على الزجاج؟
❊ جمال نتاش: هي حرفة اقترنت ببعض الدول ولها خصوصيات أمام وجود جهات وصية تقوم بتنظيم النشاط وتوفر المادة الأولية للحرفيين في ذات المجال، لكن هذه الحرفة جديدة بالجزائر، أمام وجود عدد قليل من الحرفيين المتمكنين منها، لكن يبقى الحرفي في مجال النفخ على الزجاج يجري وراء توفير المادة الأولية، وما يصاحب العملية من متاعب لإدخالها إلى الوطن، فحرفة النفخ على الزجاج في الجزائر هي حرفة نادرة، أما على الصعيد العالمي فهي في طريقها إلى الانقراض.
❊ كيف تعلمت هذه الحرفة؟
❊ تعلمتها من أبي رحمه الله، وأنا مستعد لتلقين الحرفة للراغبين في تعلمها، وقد قمت بتكوين شباب في هذا المجال وهم الآن ينشطون بفرنسا، كما قمت بتكوين إبني حتى يحمل المشعل من بعدي بعد أن أكمل دراسته وتكوينه، كما أملك حلما لأفتح مدرسة لتلقين حرفة النفخ على الزجاج، حتى يتواصل هذا النشاط بالجزائر.
❊ الكثير من الحرفيين لديهم مشاكل فيما يخص الورشات التي ينشطون بها، هل تصادف نفس المشكل؟
❊ أنا اشتغل في ورشة خاصة بي بوسط مدينة بومرداس، كوّنتها من مالي الخاص، ربما عندما أوسع نشاطي سأغير الورشة أوأبحث عن مكان أوسع، أما بالنسبة للمحلات الموجهة للحرفين فلم أكن من المستفيدين منها.
❊ هل يمكن القول أن صعوبة النفخ على الزجاج هي السبب الحقيقي في عدم انتشار هذه الحرفة؟
❊ لا، ليست صعبة بل هي نادرة، ولو تحدثنا عن تاريخ صناعة الزجاج فقد كانت موجودة بالجزائر، ففي مرحلة تواجد الأمازيغ بالجزائر، وجدت حيثيات وشواهد لوجود أشياء مصنوعة من الزجاج، من بينها قارورات العطور وكذا قارورات صغيرة للدموع في إطار ما يسمى بالخلود الأبدي مثلما كان يعتقده القدامى، إذن فهذه الصناعة ليست أوروبية، بل إن أصلها الأول من الصين لكن تطورت بشكل كبير في الدول الأوروبية، ويمكنني أن أقول إنها حرفة ليست صعبة وإنما نادرة.
❊ هل يمكنك أن تشرح لنا المراحل التي تمر بها عملية النفخ على الزجاج حتى تتحصل على تحف زجاجية؟
❊ يجب توفير درجة حرارة تزيد عن 450 درجة مئوية، ذلك حسب نوعية الزجاج، والزجاج يختلف منها العادي «البيراكس» و»الكريستال» وأنواع أخرى كثيرة، أما عن التقنية فهناك أشياء تستوجب النفخ وهناك أشياء لا تستدعي ذلك، ويبقى الحرفي يختار التصاميم التي تتماشى مع خصوصية كل نوع من الزجاج.
❊ هل هناك صعوبات في الحصول على المادة الأولية؟
❊ لحد الآن المادة الأولية يتم استيرادها، مع أنها موجدة بكميات كبيرة في الجزائر، وسعر استيرادها مرتفع جدا، والزجاج أصبح لديه سوق تشبه الذهب، فالجزائر لديها نوعية جيدة من الزجاج تضاهي الأنواع المتوفرة في « تشيكوسلوفاكيا» التي تعرف بنوعية الكريستال «بواام» الذي تتوفر عليها، ففي مناجم تبسة توجد كميات كبيرة من الزجاج ذو النوعية الجيدة، حوالي 90 بالمائة نوعية صافية وخالصة.
❊ بالنسبة للزبائن، هل تصنع منتوجات على الطلب أم تصمم المصنوعات من خيالك؟
❊ التصميم كله من عندي، وهذا يعجب الزبائن، ولقد تحصلت على عدة جوائز خلال معارض في أوروبا، من بينها إسبانيا وفرنسا عدة مرات، كما فزت بجائزة أحسن منتوج في فرنسا لسنة 2003، وتحصلت على نتائج مشرفة، فالإنسان المجتهد في وطنه أو خارجه يمكنه أن يصنع النجاح بنفسه.