الطبعة الـ16 لعيد الحلي بقرية آث يني

الحدث يستقطب أعدادا قياسية من الزوار

الحدث يستقطب أعدادا قياسية من الزوار
  • القراءات: 563
و. أ و. أ

تستقطب الطبعة السادسة عشرة لعيد الحلي لقرية آث يني بتيزي وزو، منذ انطلاقها يوم 28 جويلية الماضي، أعدادا قياسية من الزوار يوميا رغم حرارة الجو المرتفعة، و هو ما استحبه الحرفيون وصغار التجار بالمنطقة الذين استعادوا نشاطهم بعد تضررهم الشديد من وباء فيروس كورونا. و تعيش آث يني التي تدعى أيضا بني يني والتي توجد على مسافة 35 كلم جنوب شرق تيزي وزو، منذ أسبوع على وقع  الطبعة الجديدة لعيد الحلي الذي تشتهر به و الذي سيستمر حتى يوم 6 أوت.

وتشهد عدد المركبات والحافلات التي تصل الى القرية عبر طريقها الرئيسي على العدد الكبير لزوارها بهذه المناسبة، إذ يلاحظ بها الازدحام الكبير لحركة السير بسبب ضيق الطريق.

ولمواجهة الوضع، كان على مسؤولي المجلس الشعبي البلدي إعادة تنظيم السير عبر هذا الطريق لاستقبال الزوار الذين بلغ عددهم حوالي 2500 يومي، حسب المنظمين و ذلك بتحويل حركة المرور بمحاور معينة، لا سيما المكان المسمى بابا حمزة بالاتجاه المعاكس. كانت قاعات دار الشباب قداش علي، التي تضم المعرض الأول للتظاهرة، ممتلئة عن آخرها منذ اليوم الأول. و قال حرفي، أن الطبعات السابقة لعيد الحلي كانت تجلب عددا كبيرا من الزوار ابتداء من اليوم الثالث أو الرابع من انطلاقها، معتبرا قدومهم الكبير منذ اليوم الاول في هذه الطبعة دليل على وجود  رغبة حقيقية" لدى الجمهور لإحياء و إعادة التواصل مع هذا الحدث الذي غاب سنتين متتاليتين بسبب القيود التي فرضتها جائحة كوفيد-19. و لوحظ أن الجمهور الذي استقطبته الطبعة الجديدة لعيد حلي آث يني متنوع و يتشكل من كل الفئات و من مختلف الأعمار.

وبأحد أجنحة بمعرض الحلي التقليدية، كانت سيدة و ابنتها، التي يبدو أنها ستتزوج قريبا،  تتفاوضان على سعر ثلاث جواهر تقليدية هي أبزيم (بروش دائري، وتازيبا (قلادة) و أمشلوخ (سوار) وهو ثلاثي أساسي لتزيين الفستان القبائلي الذي ترتديه العروس يوم زفافها.

الحرف اليدوية المختلفة تشارك حلي آث يني عيدها

بالإضافة إلى الحلي التقليدية لقرية آث يني التي فرضت عيدها منذ سنة 2004، تشير الأرقام التي قدمها المنظمون أن 141 حرفي قدموا من عشرين ولاية بمنتوجاتهم الحرفية اليدوية المختلفة منها الدباغة والتطريز والمنسوجات والسيريغرافيا على جميع الدعامات والفخار والسلال. ويشكل عيد آث يني، لكل هؤلاء فرصة للترويج لإبداعاتهم الحرفية و لتسويقها.

ولوحظ أيضا عودة عيد الحلي للقرية، انتعاش نشاط الخدمات التجارية بالمنطقة بعد أن كادت أن تغيب تماما لفترة طويلة بسبب جائحة كوفيد -19. وفي هذا الشأن، قالت إحدى النساء وهي صاحبة متجر صغير: "لقد كنا فعلا ننتظر هذه اللحظة منذ فترة طويلة" وأضاف زوجها معبرا عن ارتياحه لعودة النشاط والزوار للمكان: "لقد مر علينا سنتان من التخوف والتساؤل متى سنرى الزبائن مرة أخرى". وقال الزوجان إنهما فكرا في غلق محلهما نهائيا لأن حجم المبيعات به كان راكدا لعدة أشهر،  فبالنسبة لهما كان عيد الحلي فرصة "أتت في أوانها لعودتهما للنشاط التجاري مجددا".

ومع ذلك، فإن الطبعة الجديدة لعيد الحلي التي ستستمر لمدة أربعة أيام أخرى، تحمل نصيبا من الصعوبات. فيرى بعض الزوار أن نظام توزيع الأجنحة "غير مريح" لأنهم كما قالوا يضطرون إلى التنقل من دار الشباب لمسافة تزيد عن 500 متر تحت أشعة الشمس الحارقة للوصول إلى الموقع الثاني من التظاهرة و الموجود بثانوية العربي مزاني، أين يضطرون الى دفع رسوم الدخول مجددا. للإشارة فأن تكلفة دخول الموقعين تبلغ 30 دج لكل واحد وللفرد الواحد و هذا المبلغ يعتبره المنظمون "رمزي" وهو كذلك منذ إرساء التظاهرة منذ 18 سنة، حسبهم. 

برنامج التظاهرة ورشات عمل ومسرحيات وأمسيات موسيقية، كما يتخلل الحدث سلسلة من اللقاءات الموضوعاتية من تنشيط مختصين أكفاء في التسيير والمسائل الثقافية والاقتصادية. ومن بين أبرز المختصين الذين ساهموا في نقاشات موضوعاتية، مدير المركز الوطني لأبحاث ما قبل التاريخ والأنثروبولوجيا والتاريخ، الدكتور سليمان حاشي، الذي تطرق في أحد تدخلاته بالمناسبة إلى الإجراءات التي اتخذتها الدولة للحفاظ على حلي آث يني كتراث وطني،  مؤكدا أن مركزه "يعمل منذ أربع سنوات على تصنيف حلي آث يني،  في اليونسكو ضمن التراث الإنساني العالمي".