عمر بوشناق (إطار في المدرسة التابعة للشركة الوطنية للنقل البري):

الحد من حوادث المرور مرهون بالتكوين الدوري للسواق

الحد من حوادث المرور مرهون بالتكوين الدوري للسواق
  • القراءات: 2235
رشيدة بلال رشيدة بلال

دعا عمر بوشناق، إطار في المدرسة التابعة للشركة الوطنية للنقل البري، كل من يملكون رخص السياقة إلى الخضوع لتكوينات مستمرة ودورية، وعدم الاكتفاء بالتكوين الأولي الذي عن طريقه حازوا على الرخص، مؤكدا أن تنامي حوادث المرور في الآونة الأخيرة راجع إلى بقاء السائقين بغض النظر عن نوعية المركبة التي يقودونها، رهينة ما تعلموه، و"سرعان ما ينسوه أو يغفلون عنه أو يتعمدون خرقه". يقول عمر بوشناق بأن مدرسة السياقة، إلى جانب الإشراف على تعليم القيادة، تركز أيضا على تكوين السواق الذين يقودون مركبات من الوزن الثقيل، كالشاحنات وتلك التي تتكفل بنقل السوائل سريعة الالتهاب، مشيرا إلى أن الوعي بأهمية إعادة تكوين السواق ضعيفة في المجتمع،  فهناك بعض الشركات التي تولي لتكوين سواقها أهمية كبيرة، إذ تحرص بصورة دورية على إخضاعهم لتكوينات ميدانية، في حين تأبى بعض الشركات الأخرى إرسال سواقها للتكوين، متحججة بعدة أسباب، منها أنها لا تهتم بإخضاهم للتكوين لأنهم سواق محترفون، في حين تبرر  أخرى بعدم وجود عدد كاف من السائقين، الأمر الذي يؤثر على سير المؤسسة إن تم إخضاعهم للتكوين، وغيرها من الأسباب التي تصب في وعاء واحد، وهو التقليل من أهمية التكوين.

ويضيف عمر قائلا: "الوصول إلى ما يسمى بالسياقة المحترفة لا يتوقف عند تحصيل الرخصة من المدرسة فقط، والقول بأن الخبرة في السياقة تأتي مع الممارسة، بل ينبغي أن يظل السائق على اتصال مباشر بالمدرسة للاستفادة مما يسمى بالتكوينات المتواصلة، فمن المفترض أنه كلما يكون للأفراد رخص سياقة، وأخص بالذكر؛ أولئك الذين يتكفلون بسياقة الشاحنات وغيرها من المركبات التي تنقل المواد الخطيرة أو سريعة الالتهاب، يكون إلى جانبها وثيقة تثبت احترافيته في مجال معين،  وهذا لا يتحقق إلا بالتكوين، وهو ما نسميه "بشهادة الإتقان"، غير أن الواقع يشير إلى العكس، بدليل أن حوادث السير تكشف عن افتقار السائقين للتكوينات المستمرة. وفي رده على سؤالنا حول عدد التكوينات التي ينبغي أن يخضع لها أي فرد لديه رخصة سياقة، جاء على لسان محدثنا أن التكوين يختلف حسب نوعية المركبة، فمثلا بالنسبة لمن يقودون مركبات من الوزن الثقيل، تكوينهم يختلف عمن يقودون مركبات صغيرة، كما تخضع أيضا التكوينات إلى نوعية المادة المنقولة، فلكل منهم تكوين خاص، فمثلا سائقو شاحنات المحروقات تكوينهم يختلف عن سائقي شاحنات المواد الصلبة من حيث عدد الساعات ونوعية البرنامج التكويني. والحد من حوادث المرور لا يتحقق إلا بالتكوين، وبحكم أننا مدرسة لا نملك إمكانية إجبار الأفراد أو الشركات على الخضوع للتكوين، نكتفي بالدعوة إلى مراجعة كل ما يتعلق بالسياقة والمركبة، فإعادة التأهيل مطلوبة في كل الأمور، فما بالكم بالسياقة؟.