مرغمون لا مخيرون

الحجر المنزلي تحد أمام الأزواج

الحجر المنزلي تحد أمام الأزواج
  • القراءات: 1649
نور الهدى بوطيبة نور الهدى بوطيبة

أثرت المساعي الدولية لمكافحة الوباء القاتل "كورونا" المستجد، خصوصا بعد فرض الحجر الصحي المنزلي على العديد من الأشخاص حول العالم، على جميع الأصعدة حتى العلاقات الاجتماعية منها والزوجية، ففي الوقت الذي فرض فيه الحجر داخل البيوت وجد الرجل نفسه ماكثا في البيت لمدة 24 ساعة، في ظروف استثنائية لأيام متتالية دون معرفة متى سترفع هذه الحالة.

تحد رفع العديد من المواقع العالمية تساؤلا بشأنه، بما في ذلك "سي أن أن الأمريكية"، تحت سؤال؛ هل يصمد الأزواج تحت سقف واحد في مثل هذه الظروف، نفس التساؤل حملناه إلى العديد من الأزواج في الجزائر؛ لمعرفة مدى تأثير التواجد في البيت مع الزوج أو الزوجة طيلة اليوم، تساؤل أجاب عليه الغالبية بغير السهل، حيث يعد بالنسبة لهم تحديا صعبا لابد من اجتيازه بأقل الأضرار.في هذا الصدد، أجمع مجموعة من الشباب حديثي الزواج، أن الأمر ليس بالصعب إلى هذه الدرجة، لاسيما أنها فرصة للتعرف عن بعض، أما بالنسبة للآخرين، فأكدوا أن الأمر ليس سهلا، بل بالعكس، حتى أسعد الأزواج يمكنهم أن يجدوا صعوبة، وأجمعوا على أن حصار الزوجين في بيت واحد لفترة طويلة يجعلهم يركزون وبطريقة غريبة على عيوب بعضهم البعض، لاسيما أنها فترة تتميز بالتوتر الشديد والقلق بسبب الفيروس القاتل، الذي زحف ومس جميع دول العالم ولم يحترم أية حدود جغرافية.

في حين أشارت بعض الزوجات اللائي مسهن استطلاعنا، أنهن يشعرن أن الرجل يتعدى نسبيا بجلوسه طيلة اليوم في البيت، على المساحة الشخصية لها، ففراغ الوقت لديه يجعله يحاول البحث عن كل صغيرة وكبيرة ويعطي تعليقات وملاحظات عن كل شيء، لاسيما إذا تعلق الأمر بدخول المطبخ وحشر الأنف في مهام المرأة، على حد تعبير بعض الزوجات. قالت أخريات، إن خروج الزوج إلى العمل يوميا سواء كانت الزوجة تعمل أم لا، يخلق جوا من الراحة وتغيير الجو، حتى إن حدثت مشاكل في اليوم السابق، سيساعد الزوجين على كسر ذلك الجدار، من خلال طرح التوتر سواء في العمل أو في مهام أخرى.

أما مشاكل أخريات، فكانت بسبب الفوضى التي يخلفها بعض الأزواج، وهذا ما أشارت إليه يمينة، قائلة إن الزوج بطبيعته أقل ترتيبا من المرأة، وتواجد الرجل طيلة اليوم في البيت، يجعله يلقي بأدواته هنا وهناك، مما يرفع من التوتر وحدة الشجارات أحيانا، لأتفه الأسباب. أما الأزواج فتبريرهم للقلق والشجارات خلال هذه الأزمة، هي تواجدهم في البيت طوال اليوم دون وجود العمل الذي اعتادوا أن يبذلوا طاقتهم فيه.

وآخرون أبدوا تحملهم الموقف ولو كانوا أقلية، إلا أن الحديث معهم يوحي بالإيجاب، حيث أشاروا إلى أن الفرصة سمحت لهم بمشاركة المهام المنزلية مع الزوجات، ومساعدتهن في بعض الوظائف، ولما لا تمضية أوقات ممتعة في محاولة الطبخ، مثلا، كما سمح بتمضية وقت أكثر مع الأولاد، لاسيما بالنسبة للذين يعملون بعيدا عن البيت في الأيام العادية.