اعتبرته متخصصة فرصة لمراجعة الذات والتعرف عليها

الحجر الصحي فتق المواهب وأعاد ربط الصداقات

الحجر الصحي فتق المواهب وأعاد ربط الصداقات
الحجر الصحي فتق المواهب وأعاد ربط الصداقات
  • القراءات: 818
سميرة عوام سميرة عوام

برزت خلال فترة الحجر الصحي، التي فرضت على الجزائريين، إلى جانب سكان باقي البلدان التي شهدت انتشار وباء "كورونا"، عدة إبداعات ومواهب لدى العاملات، وكذلك الفتيات اللواتي يدرسن في الجامعة، والمتمدرسات في الأطوار التعليمية الأخرى، حيث تحولن في فترة وجيزة، إلى حاملات مشاريع متنوعة، منها الطبخ، الخياطة والرسم على الزجاج، وهناك من النسوة من تخططن بعد رفع الحجر الصحي مباشرة، لفتح محل صغير وتجسيد مواهبهن على أرض الواقع.

صونيا إحدى المحترفات الجدد، اقتحمت عالم الخياطة بعد إعطاء فرصة لنفسها خلال الحجر الصحي، حيث كانت تتابع دروسا على شكل ورشات على الأنترنت، ووجدت فيها إمكانية تطوير موهبتها الدفينة في داخلها لسنوات، بسبب العمل في الشركة وتربية أطفالها، وخلال فترة الحجر الصحي، استطاعت صونيا أن تخصص لنفسها وقتا للاشتغال على ماكينة الخياطة، حيث تمكنت من خياطة عدة قطع جميلة روجت لها عن طريق مواقع خاصة بالبيع، وحسب هذه السيدة، فإنها ستواصل نشاطها الذي تخلت عنه في وقت سابق، بسبب ضيق الوقت.

من جهتهما ليندة ولاميا وأخريات، استغلن الحجر الصحي في الطبخ، لأن هناك من ستزف إلى بيت زوجها، وقد وجدن أن تعلم تقنيات الطبخ الصحيحة وترتيب البيت، فرصة لتنظيم بيتها في المستقبل القريب، مع إعداد أشهى الأطباق، في هذا السياق، قالت خديجة التي ستتخرج هذا العام من جامعة باجي مختار بعنابة، بأن الحجر الصحي كان إيجابيا عليها، إذ بفضله احترفت صناعة الحلويات والرسم على الزجاج، وقد جنت خلال أيام العيد مصروفها اليومي، لأنها صنعت أنواعا وتشكيلات من الحلوى، أخذتها من مواقع الأنترنت.

في نفس السياق، أعطى الحجر الصحي وقتا للم شمل العائلة و الأصدقاء والجيران، خاصة في شهر رمضان، إذ كانت النسوة يجتمعن ويتبادلن الحكايات والبوقالات، وحتى في الأيام العادية مازالت العائلات مجتمعة، خاصة بعد صلاة العشاء، حيث تمتد السهرة داخل الحوش الكبير الذي يجمع عدة مباني سكنية إلى منتصف الليل، وهو ما أجمعت عليه بعض النساء اللواتي التقت "المساء" بهن، حيث وجدن أن هذا الحجر له محاسن كبيرة في إعادة لم شمل العائلة والأصحاب، وبقاء الأم مع أبنائها لأطول فترة وفتح حوار معهم والاستماع لانشغالاتهم.

الأستاذة فوزية.ق، متخصصة في علم الاجتماع، أكدت أن الحجر الصحي في بدايته، كان سلبيا على نفسية بعض الفئة من النساء، خاصة اللواتي يخرجن باستمرار للعمل، حيث ضيق عليهن إخراج الطاقة الداخلية الإضافية، لكن بعد شهر من هذا الحجر الذي أصبح من عاداتنا اليومية، تحول إلى نعمة على الكثير من الناس، خاصة الأمهات اللائي اقتربن أكثر من أبنائهن، وهو مؤشر إيجابي وقوي لمعرفة اهتمامات وانشغالات الأبناء من صغار السن، وتوجيههم بعد إيجاد وقت لهم، والجلوس معهم طوال الوقت، في حين اضطرت بعض الفتيات إلى دخول المطبخ وتعلم فنيات الطبخ، وعدم إهمال بعض النشاطات الأخرى، مع تعلم حرف جديدة. كل هذه الأنشطة أعطت وجها لائقا للمرأة مرة أخرى، لمعرفة نفسها والبحث عن مواهبها من جديد.