البروفيسور مجيد ثابتي رئيس مصلحة الأمراض العقلية بالعاصمة

الحجر الصحي أثر سلبا على أطفال التوحد في غياب تكفل نوعي

الحجر الصحي أثر سلبا على أطفال التوحد في غياب تكفل نوعي
  • القراءات: 671
رشيدة بلال رشيدة بلال

دعا البروفيسور ثابتي مجيد، رئيس مصلحة الأمراض العقلية للمراهقين والأطفال بمستشفى ”محفوظ بوسبسي” بالشراقة، في العاصمة، الجهات الوصية، التدخل العاجل من أجل إعادة النظر في المنظومة الصحية المتعلقة بالطفل التوحدي، بعدما أصبح مركز الشراقة عاجزا عن التكفل بكل الحالات التي تصله من مختلف ولايات الوطن، وحسبه،  فإن الأولياء أصبحوا عاجزين عن التحكم فيهم، نتيجة الانقطاع الذي حدث بفعل الحجر الصحي، الذي جعلهم يفقدون الكثير من المكتسبات، ورفع معدلات القلق والعنف والاضطراب لديهم.

أضح البروفيسور ثابتي في معرض حديثه مع ”المساء”، بأن الحجر الصحي كان له تأثير سلبي على أطفال التوحد، وهو ما عكسته الحالات الاستعجالية الكثيرة، التي استقبلها المركز ولا يزال يستقبلها، والتي تطلبت المرافقة والمتابعة العاجلة، بالنظر إلى حدتها، مما يطرح، حسبه، ”ملف ضعف التكفل بالمصابين بطيف التوحد، الذين يفترض أن لديهم عناية خاصة، والذي كشف عن سلبياته وباء ”كورونا” المستجد”، لافتا إلى أن عدد حالات التوحد عرف في السنوات الأخيرة ارتفاعا في الجزائر، حيث يجري تسجيل ولادة واحدة لطفل توحدي من بين 65 ولادة، وفي غياب أرقام رسمية حول العدد الإجمالي للمصابين باضطراب طيف التوحد، في غياب برنامج تكفل واضح.

من جهة أخرى، أشار البروفيسور ثابتي، إلى أن ما يعكس غياب استراتيجية وطنية للتكفل بهذه الفئة، هو البرنامج الوطني الخاص بهذه الشريحة، الذي تم ضبطه سنة 2016 وظل مجمدا، بحيث لم يجر تنفيذ أي بند منه من حيث المرافقة أو التكفل، موضحا في السياق، بأن مركز الشراقة الذي يشرف عليه، فاق قدرته على الاستيعاب، بالنظر إلى الإقبال الكبير عليه، في ظل نقص الإطارات المكونة التي ترافق هذه الفئة، والمراكز المتخصصة التي لا تتعدى الأربع مراكز على المستوى الوطني، الأمر الذي فتح الباب لجمعيات غير متخصصة من أجل لتكفل بهم، وهو ما تسبب في تأزم وضعهم، إذ يقول: ”من الأحداث التي وقعت مؤخرا، لأطفال التوحد بولاية قسنطينة، الذين تمت الإساءة إليهم”.

وحول المخاوف التي يحملها الأولياء نتيجة انقطاع أبنائهم عن المرافقة والمتابعة طيلة فترة الحجر الصحي، وما ينتظرهم بعد الدخول الاجتماعي الذي يعتبر غامضا في ظل استمرار الوباء، في حين ذكر المتحدث، بأن أولياء الأطفال المصابين بالتوحد، عاشوا معاناة حقيقية خلال فترة الحجر، بالنظر إلى صعوبة التحكم فيهم، خاصة الفئة التي دخلت مرحلة المراهقة، والتي تكون تصرفاتها أقرب إلى العدوانية”، مضيفا في السياق، أنه يتفهم هذه المخاوف التي لها ما يبررها، خاصة مع التدابير الجديدة المتعلقة بالعودة إلى الحياة العادية، وما تتطلبه من إجراءات صارمة، فيما يقول: ”أبواب المصلحة تظل مفتوحة لاستقبال الحالات الاستعجالية، ومرافقة الأولياء ودعمهم، وعلى الأولياء من جهة أخرى، أن يلعبوا دورهم، وأن لا ييأسوا أو يفشلوا، وعلى الجمعيات المتخصصة أن تلعب أيضا دورها في مشاركة الأولياء وعدم التخلي عنهم، بحجة عدم القدرة على التجاوب والإجراءات الصحية الجديدة”، مؤكدا بأن كل هذه الجهود تظل غير كافية، في غياب رؤية استشرافية لواقع الطفل التوحدي، والتي تحتاج إلى إعادة النظر فيها، سواء من حيث المرافقة أو التكفل الصحي والنفسي.