قادت ستَّ قوافل إلى قطاع غزة مع جمعية البركة

الحاجة حفيظة شعابة.. من الجهاد إلى التطوع

الحاجة حفيظة شعابة.. من الجهاد إلى التطوع
الحاجة حفيظة شعابة
  • القراءات: 453
 رشيدة بلال رشيدة بلال

أطلقت جمعية البركة مكتب العفرون بولاية البليدة، حملة واسعة لجمع التبرعات لفائدة قطاع غزة؛ حيث تم بالمناسبة، تنظيم يوم مفتوح للتعريف بالجمعية على مستوى البليدة، وإلقاء محاضرات، تناولت الجانب الشرعي لأهمية التبرع لدعم القضايا العادلة، ومحاضرة أخرى قدمت فيها شهادة حية لسيدة جزائرية، كانت واحدة من اللواتي تكفلن بنقل المساعدات  المالية إلى قطاع غزة، وهي الحاجة حفيظة، التي أبت إلا أن تنقل صورة عن عملها التطوعي الذي امتد لسنوات، ولايزال رغم تقدمها في العمر. تحدثت معها "المساء" حول تجربتها كمتطوعة بجمعية البركة الإغاثية، وأهم الحقائق التي وقفت عليها خلال رحلتها إلى قطاع غزة المحتلة.

تقول الحاجة حفيظة شعابة البالغة من العمر 75 سنة، بأن انخراطها كمتطوعة بجمعية البركة، لم يكن صدفة وإنما جاء وليد تنشئتها الثورية في عائلة مجاهدة، ضحت، بالأمس،   بالنفس والنفيس؛ من أجل أن تحيا الجزائر حرة مستقلة. واليوم هي تناضل وتكافح بما أمكنها من عمل تطوعي، لنصرة القضية الفلسطينية العادلة. وتضيف بأنها ابنة "بلكور" التي قدّمت المجاهدين والشهداء بالعاصمة.

زوجها كان من بين المحكوم عليهم بالإعدام. وأخوها كان يصنع الدواء، ويرسل جزءا منه إلى المجاهدين بالجبال، إلى أن اكتُشف أمره، فالتحق بالمجاهدين، وكُتبت له الشهادة. وحسبها، فإن " وعيها بقيمة التحرر وانتماءها إلى عائلة مجاهدة، كلها عوامل، أهّلتها للدفاع عن كل القضايا العادلة؛ من خلال الانخراط في بعض التنظيمات، ومنها حركة مجتمع السلم للشيخ نحناح، رحمه الله، " الذي كان من أكثر الداعمين للقضية الفلسطينية".

ثم انتقلت إلى التنشط بجمعية البركة، كعضو بالمجلس الوطني، بعدما تمكنت من جمع مبلغ مالي كبير خلال نشاطها بالحركة، لدعم القضية الفلسطينية، والذي بموجبه تم الاتصال بها، وانخراطها بالجمعية؛ حيث كان نشاطها حول توعية الأمة بالقضية الفلسطينية، والإشراف على حملات جمع التبرعات.

دخلت الأنفاق ورأت كيف تُصنع الأسلحة

النشاط الدؤوب للحاجة حفيظة وإيمانها الكبير بالقضية الفلسطينية العادلة، شأنها شأن كل جزائري عاش ويلات الظلم والاستعمار، أهّلها لأن توكَل لها مهام أكبر من تلك التي تقتصر على تنظيم محاضرات وأيام تحسيسية ونشاطات لجمع التبرعات، وإنما امتدت ثقة رئيس الجمعية فيها، لتكليفها بمهمة نقل التبرعات، المتمثلة في مبالغ مالية كبيرة، إلى غزة؛  تقول : " حيث أشرفت على نقل ستة قوافل إلى قطاع غزة رفقة رئيس الجمعية الشيخ إبراهيمي، عبر معبر رفح"، مشيرة إلى أن واحدة من المحطات الهامة التي لا تنساها والتي عززت ثقة رئيس الجمعية فيها، أنها تمكنت من إدخال مبلغ مالي كبير بدون أن تخضع لأي رقابة في الوقت الذي أبدى رئيس الجمعية تخوفا من احتمال أن يُمنع تمريره، لكنها حملت عنه هذا العبء، وتمكنت من تمرير المبلغ بدون أن تخضع للتفتيش، وهو، حسبها، فضل من الله  تعالى، الذي سهل دخول المساعدات المالية، وإيصال الأمانة إلى أصحابها.

العودة إلى غزة حلم يراودني

وعما استشعرته بقطاع غزة عندما وطئت قدماها هذه الأرض المقدسة، أكدت الحاجة حفيظة أنها لم تشعر مطلقا بالغربة، وإنما أحست بأنها على أرض الجزائر المجاهدة، وبين أهلها وإخوانها، مشيرة إلى أن آخر رحلة كانت في سنة 2012؛ حين نقلت عددا من المساعدات المختلفة المالية منها والعينية، معربة عن أسفها للوضع الذي وصل إليه قطاع غزة؛ من تقتيل للأطفال والنساء؛ "حيث أصبح من الصعب إيصال المساعدات إليهم! ".

وحسبها، "فقد كان لها شرف الوصول حتى الأنفاق التي كانت بمثابة عالم آخر، والوقوف على الطريقة التي يتم بها تصنيع الأسلحة، والتعرف على قادة من كتائب القسام، والتحدث إليهم مباشرة وبدون أي قناع، مرجعة ذلك إلى حجم الثقة الكبيرة التي يضعها الشعب الفلسطيني، عموما، في الشعب الجزائري. هذه الثقة التي لا تقدَّم لأي شخص آخر من غير الجزائري.

وترغب الحاجة حفيظة بشدة، في العودة إلى قطاع غزة، محملة بالمساعدات. وعلى الرغم من كبرها بعدما تجاوزت عتبة السبعين، غير أن ذلك لا يمنعها من الإصرار على العمل التطوعي بجمعية البركة، والمشاركة في تنشيط الحملات الداعية إلى التبرع بالمال؛ من أجل دعم أهلنا في فلسطين، معلقة: "أهم الانطباعات التي سجلتها عن سكان غزة بحكم الاحتكاك الكبير بيننا وبينهم خلال زياراتنا، قدرتهم الكبيرة على الصبر والتحمل، وإيمانهم الكبير بنصر الله، وتشبّثهم بأرضهم. وهي صفات نجدها في الشعب الجزائري، الذي آمن بالثورة، فحقق النصر"