عالجت داء الكلب وجبرت الكسور

الحاجة «بركاهم ميزي» اسم مخلد لدى سكان الوادي

الحاجة «بركاهم ميزي»  اسم مخلد لدى سكان الوادي
  • القراءات: 1002
جمال ميزي جمال ميزي

من الصعب جدا اختزال مسيرة سنوات في بضع كلمات، لأنك ببساطة قد لا تعطي الفرد حقه، فكم تزخر الجزائر بأسماء سيدات خلدهن التاريخ من مقاومات للاستعمار بشراسة، إلى شاعرات وكاتبات وطبيبات، منهن الراحلة بركاهم ميزي المولودة سنة 1902، التي مازال اسمها محفورا في ذاكرة منطقة أهل الوادي بالمسيلة.

التقينا السيدة أم الخير التي روت لنا قصة امرأة ليست ككل النساء، ليس في جمالها أو مالها بل فيما قدمته لأبناء جيلها، فقد كان فضولها شغفها وبحثها الدائم عن شيء تقدمه في مجال خدمة الناس، وهي ميزة اكتسبتها رغم عدم دخولها المدرسة بسبب للظروف السائدة آنذاك.

فقد ساعدت المرحومة بركاهم زوجها على تحمل متاعب الحياة، كما كانت تقوم بالأعمال الفلاحية من أجل توفير لقمة العيش، وعملت «قابلة» ولد على يديها ما يقارب الألف طفل، فكانت لا تدخر جهدا إذا طلب أحد المساعدة، وما إن تسمع طرق الباب حتى تقوم مسرعة ملبية النداء.

حتى زوجها الشيخ موسى كان من وجهاء وأعيان المنطقة محترما لشخصيتها، لم يمنعها يوما من هذه المساعدات.

ويقول أحد أحفادها في حديثه إلينا: «لم يتوقف عمل بركاهم عند هذا الحد، بل كانت تعد وصفة سماها البعض بالسحرية، وهي جيدة في معالجة داء الكلب، حيث كانت تقوم بجمع حشرة طائرة عادة ما توجد في نبات «الرتم»، وهو نبات يشبه الحلفاء، ثم تجمعها في إناء محكم الإغلاق، فتبدأ هذه الحشرة في أكل بعضها البعض، ثم تيبس وبعدها تبدأ بخلطها مع مادة «الغرس» أو التمر المجفف وبعدها تقوم بعملية «حجب» المصاب بعضة الكلب عن أعين الناس لمدة 40 يوما، وتعطى له كمية من الخليط المذكور كل يوم على أن لا يرى الماء، بل يعطى له في إبريق.

وبانتهاء المدة، يكون المصاب قد تعافى تماما، وبتلك الوصفة تمكنت العجوز من علاج المصابين حتى في مراحل متقدمة من إصاباتهم،  وبهذا ذاع صيتها في ربوع الولاية وحتى في بلديات الولايات المجاورة، إذ كانوا يقصدونها للعلاج من عدة أمراض كالتهاب الكبد الفيروسي، كما كانت تجبر الكسور.