الوكالات السياحية تدافع عن أدائها وتؤكد:

الحاج لا يتحلى بالصبر والتقصير وارد

الحاج لا يتحلى بالصبر والتقصير وارد
  • القراءات: 437
❊ رشيدة بلال ❊ رشيدة بلال

حاولت «المساء» من خلال الاحتكاك بعدد من الوكالات السياحية المشاركة في فعاليات الصالون الدولي للحج والعمرة بقصر المعارض، رصد آراء أصحابها في التهم الموجهة إليهم من قبل المواطنين، تم حصرها في التقصير وعدم الالتزام بالبرنامج والإهمال، فكانت ردودهم تصب في تحميل المعتمر أو الحاج لجزء من المسؤولية، نظير سوء الاختيار وبسبب عدم الصبر على بعض التقصير غير المقصود.

البداية كانت مع الوكالة السياحية «التوحيد»، حيث كشف المرشد إبراهيم بوروبي في معرض حديثه، عن أن الوكالة تراهن على الصدق لكسب ثقة الزبائن، موضحا أن أغلب الحجاج والمعتمرين الذين سافروا معهم تحولوا إلى زبائن دائمين، وأشار إلى أن ما تفعله بعض الوكالات من تقصير وعدم التقيد بالبرنامج أضر بباقي الوكالات النظامية، الأمر الذي جعلنا ـ يقول ـ»عوض التفرغ لتسطير البرامج والمنافسة على العروض، تجدنا نبحث عن كيفية إقناع المواطن بمدى مصداقيتنا كوكالة».

من جهته، أشار سفيان «د» عن وكالة السياحة الأبيار «شركة بهجة الدار التي تضم أكثر من 25 وكالة سياحية»، إلى أن أغلب ما يشتكي منه المعتمر أو الحاج هي الخدمات، غير أن بعض التقصير في حقيقة الأمر ـ يقول ـ «مرجعه البلد المضيف وليس الوكالة»، ويشرح «قد نجد مثلا غرف الفنادق بعد وصولنا غير مهيأة لاستقبال المعتمرين، لأن المعتمرين النازلين فيها لم يغادروا بعد، هذا الخلل في التنظيم يحمّل المعتمر مسؤوليته الوكالة، وفي حقيقة الأمر ليست الوكالة مسؤولة عنه، أو مثلا عندما يحدث أي تأخير في وسائل النقل، يردد بعض المعتمرين عبارة «هذا الي كنا خايفين منو وحكاولنا عليه وهو ما حدث لنا»، علق «بعد نزولنا من الطائرة، حدث تأخر في موعد وصول الحافلة، فشرع المعتمرون بالصراخ واتهمونا بالتقصير ولم يتفهموا أن بعض التقصير وارد»، مشيرا في السياق إلى أنّ بعض الحجاج أو المعتمرين الجزائريين يتميزون بالعصبية، وسرعان ما يثورون بمجرد تأخير بسيط أو تقصير غير مقصود، إلى درجة الشعور في بعض الأحيان بأن المعتمرين ينتظرون من الوكالة أي تقصير لاتهامنا، كأنهم يأتون بفكرة أن الوكالات لا تؤدي دورها، مما يقودنا إلى القول بأن الحاج الجزائري يفتقد إلى الصبر في البقاع المقدسة، رغم محاولاتنا الإرضاء إلى أقصى درجة.

من جهته، أرجع غازي باون، ممثل عن وكالة «زمزم»، السمعة السيئة التي ارتبطت بالوكالات السياحية وأضرت ببعض الوكالة التي اكتسبت اسما في السوق، إلى افتقارها للخبرة وسعيها إلى تحقيق أرباح تجارية دون الاكتراث بالحاج أو المعتمر، حيث تعدهم ببرنامج وخدمات معينة ولا تلتزم بها. مشيرا إلى أن وكالة «زمزم» أمام هذا الوضع تسعى جاهدة إلى التقيد بكل ما تعد به ليتسنى لها الاحتفاظ بزبائنها، عبر المراهنة على الثقة والصدق في التعامل، موضحا أن أكثر ما أساء إلى هذه المهنة، ما تقوم به الوكالات الصغيرة حديثة النشأة التي تحاول إثبات وجودها في السوق في وقت وجيز، وتنسى أن التعامل في مجال العمرة والحج يحتاج إلى سنوات لإثبات الوجود وكسب ثقة الزبون الجزائري.

بينما أرجع المدير الفرعي لوكالة «النجاح» للسياحة والأسفار، محمد رزوق، ما وصفها بالإشاعة التي تفشت في السنوات الأخيرة، والتي مفادها أن الوكالات السياحية تحيد عن برنامجها وتقصر في أداء واجباتها مع زبائنها، إلى ما يجري تسجيله من تجاوزات بالبقاع المقدسة، موضحا أنه من حق الزبون أن يصدق الإشاعة كونه يدفع مالا ويطلب في المقابل أن يستفيد من كل الخدمات النوعية التي وعد بها، وهو الالتزام الذي ينبغي ـ يقول ـ «أن تتقيد به الوكالة»، لذا يشير إلى أن وكالة «النجاح» تراهن على الأقدمية والخبرة، والزبون اليوم مطالب قبل أن يختار، أن يحسن الاختيار من خلال البحث عن الوكالة التي تملك اسما في السوق. مشيرا إلى أن القول بأن المعتمر الجزائري متطلب، مردود عليه، لأنه يدفع مالا ويرغب في الاستفادة من خدمات تضاهي ما أنفقه.

 

رشيدة بلال