استهدفت ربات البيوت بفصول محو الأمية عشية رمضان

الجمعية الوطنية للتوعية ضد الحروق تطلق برنامجها التحسيسي

الجمعية الوطنية للتوعية ضد الحروق تطلق برنامجها التحسيسي
  • القراءات: 1764
❊رشيدة بلال ❊رشيدة بلال

شرعت الجمعية الوطنية للتوعية والوقاية ضد الحروق، في برنامجها التحسيسي للوقاية من مختلف الحوادث التي تقع في رمضان، ينتظر حسب عمار بونيف  رئيس الجمعية لولاية الجزائر في حديثه لـ«المساء"، أن يستمر العمل التحسيسي للجمعية طيلة الشهر الفضيل، بهدف الوصول إلى توعية أكبر عدد من النسوة، والحد من الحوادث التي تقع عادة في شهر رمضان وتصيب الأطفال بحروق خطيرة.

استهدفت الجمعية في أول خرجة توعوية لها، مدارس محو الأمية لتوعية كبار السن من الأمهات اللواتي عادة ما يمضين جل وقتهن في المطبخ، وحسب رئيس الجمعية في معرض حديثه، فإن التفكير في توعية كبار السن، كان بالتنسيق مع جمعية محو الأمية لولاية الجزائر، حيث يتم تمكين الأمهات كل ثلاثاء من دروس تحسيسية، مشيرا إلى أن الوصول إلى الهدف المنشود، وهو تحقيق صفر حوادث، يتطلب بذل الكثير من الجهد لإقناع الأمهات بأن المطبخ مكان يشكل خطرا على الأطفال، بالتالي يمنع تواجدهم فيه، خاصة في شهر رمضان، حيث تمضي النسوة كل وقتهن فيه لتحضير الأطباق الرمضانية.

وحول البرنامج المسطر، أشار محدثنا في معرض حديثه، إلى أن الوصول إلى إقناع الأمهات وإيصال المعلومة يتطلب الاعتماد على الطرق البسيطة، من أجل هذا ارتأينا برمجة فيلم وثائقي عرضنا فيه، يقول "صور المحروقين المتواجدين في المستشفى ونوعية الحروق والأسباب التي أدت إلى وقوقع الحوادث"، ومن ثمة يضيف "ركزنا في برنامجنا التحسيسي على ثلاثة أنواع من الوقاية، وهي الوقاية الأولية التي قدمنا فيها جملة من النصائح والإرشادات التي تمنع وقوع الحوادث، كمنع الأطفال من اللعب مثلا في المطبخ، أما الوقاية الثانية، فتتمثل في تزويد الأمهات بجملة من الإجراءات التي ينبغي لهن معرفتها والقيام بها في حال وقوع حادث، بالمناسبة يعلق "اغتنمنا الفرصة لتصحيح جملة من المعتقدات الخاطئة حول كيفية التعامل مع الحروق عند وقوعها، كمعالجتها بالزيت أو القهوة، الأمر الذي يسيئ إليها "بينما يتمثل الإجراء الوقائي الأخير في طرق التكفل بالشخص المحروق، من خلال التوجه إلى المصلحة الطبية المختصة".

من جهة أخرى، أشار رئيس الجمعية إلى أن ارتباط الحروق بالشهر الفضيل راجع بالدرجة الأولى إلى لامبالاة الأمهات وانشغالهن بتحضير مختلف الأطباق،   إلى جانب الصيام الذي يقابله التعب والإرهاق، وبالنتيجة تحدث بعض الأخطاء التي تكون نتائجها وخيمة، من أجل هذا يقول "المطلوب من ربات البيوت أخذ الحيطة والحذر وتقسيم المسؤوليات مع رب الأسرة، فإن كانت مثلا المرأة مشغولة بالطبخ، على الأب التكفل بالأطفال من خلال اللعب معهم أو ربطهم ببعض البرامج الدينية، أو تعويدهم على بعض العادات المحمودة في رمضان، كقراءة القرآن".

ردا على سؤالنا حول أكثر الحوادث التي تقع في شهر رمضان، أكد رئيس الجمعية أن أغلب الحوادث تقع عادة في الأيام الأولى من شهر رمضان، عادة ما تتسبب فيها السوائل، كالماء المغلي أو الزيت، إلى جانب الطابونة التي تستعمل لتحضير "المطلوع" أو قلي "البوراك"، وبالمناسبة أشار محدثنا "إلى أن سنة 2017 سجلت فيها مصلحة المحروقين "باستور" بالعاصمة 5334 طفلا محروقا، تتراوح أعمارهم من سنة إلى 15 عاما، وكان من أهم أساب الحوادث؛ الغاز والسوائل و«الطابونة" ولهيب النار.

للإشارة، عرف اليوم التحسيسي تجاوبا كبيرا من ربات البيوت اللواتي تجاوبن مع كل التوجيهات التي قدمت، كما اعتبرن المناسبة فرصة لطرح بعض الانشغالات، خاصة ما تعلق منها بكيفية التكفل بالشخص المحروق، فيما تتمثل أهم الإجراءات الاستباقية التي ينبغي القيام بها لإيقاف ألم الحريق، وحسب رئيس الجمعية، فإن الحملة ينتظر أن تمس أكبر عدد من المتعلمات في فصول محو الأمية، بالنظر إلى حاجتهن إلى مثل هذه الخرجات التحسيسية لتوعيتهن  وإكسابهن ثقافة الوقاية من الحوادث المنزلية، التي لا تزال ضعيفة في مجتمعنا وتحكمها جملة من المعتقدات الخاطئة.    

رشيدة بلال