المختصة النفسانية سهام بخاري لـ’’المساء":

الجمعيات مدعوة للتعاون مع المراكز للتكفل بالمدمنين بعد الشفاء

الجمعيات مدعوة  للتعاون مع المراكز للتكفل بالمدمنين بعد الشفاء
  • القراءات: 707
رشيدة بلال رشيدة بلال
يتجاوب عدد كبير من المدمنين على المخدرات من الذين يقصدون  المركز الاستشفائي الجامعي فرانس فانون بالبليدة مع العلاج ـ تقول المختصة النفسانية، سهام بخاري ـ بحكم أن أغلبهم يقصد المصلحة بإرادته، ولعل ما يحفزهم على العلاج هو التأكد من فعالية الخدمات المقدمة له والتي تزيل المعتقدات الخاطئة التي يتم إشاعتها من بعض الفئات غير الراغبة في العلاج من التي تقرر الانسحاب بمجرد إزالة السموم. ومن جملة هذه المغالطات المروجة أن المدمن الطالب للعلاج تقدم له نسبة من المخدرات يوميا ما يجعله يعزف عن العلاج، وبعد الاحتكاك بالمختص النفساني والاجتماعي يتم تصحيح هذه المعتقدات.
تقول محدثتنا: "تخطي مرحلة الإدمان والتماثل للشفاء أمر يتطلب توفر عنصرين هامين، أولهما أن تكون لدى المدمن رغبة جامحة في التخلص من الإدمان، والثانية الاعتماد على برامج علاجية قوية تمكن المدمن من اكتساب آليات وقاية تبعده عن الانتكاسة، وإن كنت أعتقد أن الانتكاسة مرحلة من مراحل العلاج، وأن أغلب المدمنين إن لم نقل كلهم ينتكسون ويضعفون عند أول عقبة، ولكن لولا هذه الأخيرة لما تمكنا من معرفة الأسباب المشجعة على الانتكاسة، وبالتالي إيجاد حلول لها’’.
وترجع المختصة النفسانية، سهام عودة بعض المدمنين إلى تعاطي المخدرات بعد نجاح علاجهم إلى افتقارهم لأجهزة تتكفل بهم بالنظر إلى ما يعانونه من مشاكل مختلفة تجعلهم يقررون عدم الرجوع إلى المراكز والعودة إلى حياة الإدمان، لذا تقترح أن يتم التنسيق بين مراكز علاج المدمنين وبعض نشطاء المجتمع المدني، بمعنى أن تتكفل الجمعيات بمرافقة المدمنين بعد أن يتماثلوا للشفاء بإدراجهم في أعمال تطوعية خيرية تبعدهم عن عالم الإدمان وتحميهم من العودة إلى مرحلة الصفر. وتعلق قائلة: "بحكم تجربتي، تبين لي أن الذين يقصدون المصلحة يتخطون المرحلة الأولى، وهي مرحلة إزالة السموم بنجاح، وعند الشروع في المرحلة الثانية التي تتعلق بمرحلة التكفل النفسي والاجتماعي نفشل في كثير من الأحيان لأن بعض الحالات هي حالات اجتماعية بالدرجة الأولى، أي تعاني من مشاكل اجتماعية تفرض عليها العودة إلى الإدمان للهروب، ولعل خير دليل على ذلك حالة من الواقع فمثلا شاب لا يملك مأوى وبعد نهاية العلاج طرح علينا الإشكال الذي نقف عاجزين عن حله كون مهمتنا تنتهي عند  مساعدته على تخطي الإدمان، لذا أعتقد أن العوامل الاجتماعية تفسح المجال واسعا لرجوع المدمنين إلى تعاطي المخدرات من أجل هذا أقول، حبذا لو أن الجمعيات تتكفل بهؤلاء المدمنين خاصة وأن لبعضهم إرادة كبيرة في التخلص من هذه السموم نهائيا’’.