تشهد إقبالا على مدار السنة

الجزائريون يفضلون الأزهار الطبيعية

الجزائريون يفضلون الأزهار الطبيعية
  • القراءات: 4146
 أسماء بن جوال أسماء بن جوال
تحتل الأزهار والورود مكانة كبيرة عند الإنسان لجمالها وعطرها الفواح، فهي غداء الروح ولغة القلوب، لذا يقتنيها البعض لكي يقدمها كهدايا في المناسبات السعيدة والزيارات، والبعض الآخر يزين بها المنازل والمكاتب ومختلف المرافق، وأصبح الإقبال على اقتنائها طوال أيام السنة. ولمعرفة مدى الإقبال عليها، قمنا باستطلاع على مستوى بعض محلات بيع الزهور التي اجتهد أصحابها في عرض أنواع وألوان تسر الناظرين.
أثناء تجولنا بين محلات بيع الزهور ببوزريعة، شد انتباهنا جمال إحداها، فرغم أن المحل صغير وبسيط، إلا أن اختلاف الألوان ورقّة الزهور الموجودة فيه والمرصوصة تعطي إحساسا بالراحة والسعادة، وشدت انتباه كل من مرّ بجانب المحل، حيث اشرأبت نحوها الأعناق. وفي قلب ذلك المحل في بوزريعة، وجدنا هشام صاحب المتجر الذي قابلنا بابتسامة عريضة، سألناه عن أسعار الورود الطبيعية والاصطناعية والفرق بينهما، فرد قائلا: «بالنسبة للوردة الطبيعية يتراوح سعرها بين 100 دج و120 دج، أما الاصطناعية فبين 60 دج و70دج، وفيما يخص الباقة يصل سعرها إلى 3500دج للطبيعية و200 دج لباقة متوسطة الحجم اصطناعية» .
وحول أذواق الزبائن وما يفضلونه، رد محدثنا بأن الأذواق تختلف حسب نية الاستعمال، ففي المناسبات السعيدة، كالزفاف لتزيين سيارة العروس أو قاعة الحفلات، يفضل الزبائن الورود الاصطناعية لأنها أقل تكلفة، كما أن تركيبها لا يحتاج إلى وقت طويل، عكس الورود الطبيعية التي تستغرق وقتا طويلا لتحضيرها، فغالبا ما نحتاج إلى أزيد من 3 ساعات لتركيبها، حسب الشكل الذي يطلبه صاحب السيارة ونوعية الورود المطلوبة وألوانها.
جمال الزهور ونضارتها وجاذبيتها جعلتنا نستفسر عما إذا كان هشام يستخدم مواد للحفاظ عليها، فأجاب قائلا: «أضعها في الماء يوميا وأقوم بقطع أطرافها من حين إلى آخر، لتبقى على حالها ولا تذبل».
وفيما يخص المواسم التي يكثر فيها الإقبال على الورود، أشار المتحدث إلى أنه يبلغ الذروة خلال فصلي الربيع والصيف لأن الأزهار والورود الطبيعية تكون متوفرة بكثرة خلال هذين الفصلين وغالبا ما تجلب من بوفاريك وزرالدة، عكس فصل الشتاء، حيث يلجأ الباعة إلى استيرادها من المغرب وهولندا وكينيا»، مما يؤكد استحالة الاستغناء عنها في أي فصل من فصول السنة، فوجودها يضفي أجواء من الرومانسية والتفاؤل والبهجة على النفوس.
أما عن الأوقات التي يقبل فيها الزبائن على شراء الورود بكثرة، فقال محدثنا: «في مختلف المناسبات، على غرار عيد الأم، عيد المرأة، عيد الحب وكذا في العطل، حين تكثر الأفراح، وأردف صاحب متجر «زهور الأفراح» قائلا: لكن هناك من يشتريها ليقدمها في الزيارات العائلية أو زيارة المريض، فجمالها الخلاب يصنع المعجزات كونه يمنح الراحة النفسية ويرفع مسحة الحزن عن «الراقد في الفراش» بمجرد النظر إليها. لذا يقال؛ «امنح وردة تمنح ابتسامة».
صغر سن هشام لم يمنعه من اكتساب خبرة جيدة في تجارة الورود والأزهار، حيث لمسنا معاملته الحسنة للزبائن والرقة في إمساك الورود وتركيبها بلمسة جمالية في باقات يقدمها لطالبيها من عشاق الجمال. وختم هشام حديثه إلينا بقوله: «شخصيا أعمل بالمثل القائل؛ إذا كان لديك قرشان فاشتر بأحدهما رغيفا وبالثاني زهرة».