بسبب السهرات الليلية المتواصلة

الجزائريون يعانون مشاكل الأرق واضطرابات النوم

الجزائريون يعانون مشاكل الأرق واضطرابات النوم
  • القراءات: 440
نور الهدى بوطيبة نور الهدى بوطيبة

يُعدّ النوم حالة طبيعية يلجأ إليها الإنسان لإعادة بعث الطاقة في جسمه والاستيقاظ في حالة نشاط تمكّنه من أداء أعماله اليومية. وتفويت ساعات النوم المحددة ليلا خصوصا، يصيب الفرد بإرهاق وتعب ينعكس بعدها على صحته كافة، وعلى هذا أقرت المنظمة العالمية للصحة، تخصيص يوم عالمي للنوم يوافق ثالث جمعة من شهر مارس؛ لتحسيس سكان العالم بأهمية تنظيم هذا السلوك وفق معايير محددة.

في هذا الخصوص، حدثنا محمد طاهير أخصائي في طب الأعصاب، قائلا إنّ النوم ظاهرة طبيعية تحدث لإعادة بعث نشاط الدماغ، مؤكدا أن الكثير من الجزائريين يعانون من اضطرابات النوم بدرجات متفاوتة تختلف بين الشخير والأرق؛ لعدم احترام ساعات النوم والاستيقاظ المفاجئ ليلا وضيق في التنفس وغيرها من المشاكل المصاحبة لذلك، وهذا ينعكس كثيرا على صحتهم عامة، وغالبا ما يرجع ذلك إلى العادة التي يتبنونها في النوم، والذين لا يدركون أهمية نظام ساعات النوم.

وقال المتحدث إن النوم من أكبر النعم التي أنعمها الله على الإنسان، حيث يقضي ثلث عمره نائما، فهذه العملية المعقدة تحدث خلالها العديد من العمليات الفسيولوجية، وأحيانا حالات مرضية. وأشار المتحدث إلى أن دراسات أثبتت أن ستة من كل عشرة أشخاص يعانون من مشكلة في النوم، فمنذ خمسينيات القرن الماضي بدأ النوم يأخذ جانبا مهمّا في الأبحاث العلمية وتأثيراته الحيوية في جسم الإنسان، وكذلك تأثيره على الساعة البيولوجية والنشاط التعليمي والذاكرة وصحة الدماغ والأعصاب عامة، حيث ثبت أن قلة النوم واضطراباته تؤدي إلى التوتر اليومي والتشتت الذهني والحوادث الخطرة، لاسيما حوادث المرور، وفي بعض الحالات القصوى قد تؤدي إلى الاكتئاب، وتزيد من احتمالية الإصابة بمشكل عضلة القلب أو السكتات الدماغية، بالإضافة إلى مرض السكري وارتفاع الضغط الشرياني وضعف الذاكرة.

وأوضح المتحدث أن الشباب عادة يعانون من مشكل في نظام النوم بسبب السهرات المكثفة التي تصيبهم بإرهاق شديد وتعيد برمجة ساعاتهم البيولوجية؛ حيث يصعب عليهم بعدها إعادة نظام حياتهم، لتجدهم يسهرون إلى غاية ساعات متأخرة من الليل، ويستيقظون بصعوبة في النهار، خاصة بالنسبة للعاملين المضطرين للنهوض في وقت محدد.

وأكد الأخصائي أن النوم له ساعات محددة يُعتبر فيها النوم مصلحا ويُعرف باسم "النوم المجدّد" والمقصود بذلك "تجديد الخلايا"، وهذا لا يتم إلا في مرحلة من مراحل النوم التي حددها الخبراء بين الساعة العاشرة ليلا والثانية صباحا، ولهذا يُعدّ النوم في هذه المرحلة ضروريا، فبعدها لا يمكن تعويض تلك الساعات حتى وإن نام الفرد ساعات إضافية صباحا.

وهناك نوع آخر مرتبط بالنوم، يقول الدكتور، وهو النوم الكثير، قائلا: "كلما زاد الشيء عن حده انقلب إلى ضده"، وهذه القاعدة تنطبق تماما على النوم أيضا، حيث إنّ النوم لساعات طويلة خصوصا الخارجة عن الساعات المحددة له؛ أي ليلا، أو نوم القيلولة تصيب الجسم بالخمول، ولا تمنحه الراحة كما يعتقده البعض، وعليه لا يعني النوم الكثير راحة للجسم أو الأعصاب، بل على العكس؛ يُدخله في حالة من الأرق والخمول، فيشعر بالتعب رغم استيقاظ متأخر. وأشار المتحدث إلى ضرورة مواكبة العالم في هذا اليوم العالمي للنوم، من خلال تنظيم ورشات توعوية تحسيسية، مفادها إثراء معلومات المواطنين بخصوص النوم، وأساليب خلق نظام مرتبط بهذه الظاهرة الطبيعية للاستفادة من منافع النوم، وحصد منه أكبر قدر من الراحة للجسم كافة.