يصرفون 450 مليون أورو سنويا

الجزائريون أول مستهلك للشكولاطة مغاربيا

الجزائريون أول مستهلك للشكولاطة مغاربيا
  • القراءات: 1406
حنان. س حنان. س

يستهلك الجزائريون ما يصل إلى 450 مليون أورو من الشكولاطة، وهو الرقم الذي يضع الجزائر في مقدمة بلدان المغرب العربي من حيث استهلاك الشكولاطة والبسكويت والسكاكر، حيث كشفت السيدة أسمهان أوكات، منظمة الصالون الدولي للشكولاطة، عن أن الاستهلاك الوطني لهذه المواد قفز من 250 مليون أورو سنة 2012 إلى الضعف في عام 2014، مما يحتم ترقية مرافقة قطاع الشكولاطة وإطلاع الجمهور والمهنيين على السواء بمهارة المنتجين والحرفيين من داخل وخارج الوطن.

افتتح الصالون الدولي الثاني للشكولاطة يوم الخميس المنصرم بقصر المعارض في العاصمة، وتطمح هذه التظاهرة التي تنظمها وكالة الاتصال "م.م.سي" من 11 إلى 15 فيفري 2016، إلى أن تصبح موعدا سنويا متجددا يجمع مختلف الفاعلين في مجال صنع الشكولاطة والحلويات بمنحهم فرصة التعريف بمنتوجاتهم، وكذا جس نبض المستهلك الجزائري الذي أصبح متطلبا جدا في مجال الذوق والشكل، بغض النظر عن السعر، حسبما أكده لـ"المساء" بعض المشاركين في الصالون. وتعتبر هذه الطبعة الثانية لصالون الشكولاطة في الأساس، فضاء لمختلف المشاركين سواء من داخل أو خارج الوطن، لعرض التنوع الكبير في مجال صنع الشكولاطة والحلويات والسكاكر، إلى جانب خلق ديناميكية اقتصادية.

الشكولاطة.. مضاد للكآبة وباعث للسعادة

الجزائريون أول مستهلك للشكولاطة في المغرب العربي، من أجل هذا جاء تنظيم الصالون في طبعته الدولية الثانية، بمشاركة مميزة لحرفي صنع الشكولاطة والحلويات من فرنسا وتركيا والمغرب، حيث كان الزوار على موعد مباشر لمتابعة أهم مراحل صنع الشكولاطة التي تأتي على رأس قائمة السكاكر ذات الطعم المميز، التي تمنح شعورا غريبا بالراحة.. والسعادة، كيفا لا وهي طارد القلق رقم واحد الذي لا بد أن يتم وصفه لمحاربة الكآبة والتوتر في الوصفات الطبية وليس الدواء، مثلما تشير إليه مواطنة تحدثت إلينا في الصالون.

من جهتها، تؤكد السيدة نادية بوعبد الله، حرفية في صنع شكولاطة طبيعية، أي دون مواد كيميائية مضافة، أن الشكولاطة مكافحة للقلق بامتياز لأنها تحتوي على المغنيزيوم، وعن مشاركتها في الصالون، تقول الحرفية بأنها فرصة للالتقاء بالمستهلكين وسماع أرائهم ومقترحاتهم بغية تحسين المنتوجات أكثر. ولا تخشى المتحدثة من المنافسة سواء المحلية أو الأجنبية، كون العلامة التي تسوقها تعود إلى سنة 1924، لكن ذلك لا يمنعها من تنويع المعروضات وتجريب أذواق جديدة باستعمال اللوز والجوز إرضاءً لمحبي الشكولاطة.

أما السيدة رشيدة بقريش، مديرة مؤسسة خاصة لاستيراد المواد الأولية لصناعة الحلويات، فقد أثارت إشكالية تعتبرها معيقة أمام ازدهار صناعة الحلويات والسكاكر بطراز عالمي منافس، ويتعلق الأمر بنقص اليد العاملة المؤهلة، حيث صرحت المتحدثة لـ«المساء"، على هامش التظاهرة، أن تطور صناعة الحلويات في الجزائر مرهون بتطور يد عاملة مؤهلة وغيورة على تطوير هذه الصناعة محليا، لتنافس العلامات العالمية، "وهذا ليس بالأمر بالصعب، يكفي أن تعمل مدارس التكوين المتخصصة في دعم المسار التكويني لطلابها عن طريق جلب الخبرات الأجنبية في المجال"، تقول المتحدثة وتضيف: "نحن نقدم خبرتنا هنا ونبدي استعدادنا للتعاون التام مع أية جهة غيورة على الجزائر، من أجل أن تتموقع ضمن البلدان المصنعة للحلويات، على غرار المملكة المغربية".

ورشات لصناعة الحلويات على المباشر

تكفلت مؤسسة السيدة رشيدة بقريش بإحضار خبيرين تركيين في مجال صناعة الحلويات الراقية، أمتعا زوار الصالون بما اقترحاه عليهم من حلويات تم تزيينها بطرق جد رائعة. نشير إلى أنه يحضر في هذا الصالون الذي سيسدل ستاره بعد غد الإثنين، ما لا يقل عن 20 عارضا، من بينهم ممثلو علامات دولية وراقية للشكولاطة والحلويات، وكذا مختلف المواد الأولية المستعملة في تحضير الحلويات، إلى جانب مدارس متخصصة في الطبخ والحلويات، فضلا عن تنظيم ورشات مفتوحة لتعلم صنع حلويات بقاعدة الشكولاطة، جلبت هي الأخرى الجمهور الناعم المحب للتجديد في الطبخ، حيث شكلت النساء بأجنداتهن أطواقا مستديرة ببعض "الحلواجيين" الذين لم يتوانوا في إعطاءهن وصفات طبخ حلويات اعتبرنها مميزة وجديدة.   

الجدير بالذكر أنه افتتحت الطبعة الأولى للصالون الدولي للشكولاطة في السنة الماضية، من طرف نفس الجهة المنظمة، التي أشارت إلى أن هذه التظاهرة باتت تعرف تحسنا واضحا من ناحية المشاركة والزيارة، بما يسمح لاحقا بالتفكير في توسيعها أكثر والسماح للمتعاملين الجزائريين بالاستثمار الأوسع في هذا المجال،  خاصة أن الجزائر تسعى إلى تنويع اقتصادها.