فريد إيدير صانع شكولاطة رئيسي لـ ’’المساء":

الجزائري تغيب لديه ثقافة "حسن الاستهلاك"

الجزائري تغيب لديه ثقافة "حسن الاستهلاك"
  • القراءات: 727
نور الهدى بوطيبة نور الهدى بوطيبة

أكد فريد إيدير، صانع شكولاطة رئيسي، على هامش مشاركته في الطبعة الثانية من الصالون الدولي للشكولاطة والقهوة، الذي نظم مؤخرا، بقصر المعارض الصنوبر البحري، أن الجزائري ليس لديه مطلقا ثقافة استهلاك الشكولاطة، ويعني بذلك، افتقاره لتذوق النوع الرفيع منها، وهذا راجع إلى تاريخها في الجزائر، حيث لا تعد تلك المادة من العادات الاستهلاكية للمجتمع، وكانت في فترة ماضية، تعرف وجود بعض المصانع الحرفية لصناعة الشكولاطة، التي رغم شعبيتها، إلا أنها اختفت اليوم تماما، على عكس الدول الرائدة في هذا المجال، والتي تشهد بعض العلامات وجودها منذ عقود عديدة، يصل بعضها إلى 80 سنة       و 100 سنة من الوجود.

للعودة إلى بعض الإحصائيات حول العالم، تعد ألمانيا أكبر مستهلك للشكولاطة في العالم، حيث يستهلك كل شخص في السنة الواحدة حوالي 11 كيلوغراما، تليها بلجيكا، ثم سويسرا، وبعدها إنجلترا، فرنسا، الولايات المتحدة الأمريكية، إيطاليا، اليابان، إسبانيا، ثم روسيا بكيلوغرامين في السنة لكل شخص، وفق الاتحاد النقابي العالمي للشكولاطة.

على ضوء هذه الأرقام من الدول الأوروبية، يبدو أن بعض الدول تجعل من استهلاكها لهذه المادة واحدة من أولوياتها، حيث تعتبرها ثقافة، لها أصول ومبادئ تحكم حسن تذوقها واقتناء أرقى نوع منها، لاسيما أنها تتوفر في الأسواق أشكال وألوان لا تعد ولا تحصى، تتنافس فيما بينها من حيث المذاق، لسحرها وتأثيرها الكبير على مزاج الفرد، يتنافس أكبر صانعي الشكولاطة في تحضير أرقى الأنواع وأكثرها سحرا.

في هذا الصدد، قال فريد إيدير، إن ثقافة استهلاك الشكولاطة في الجزائر لا زالت "هاوية"، رغم أن غالبية الجزائريين إذا لم نقل كل الجزائريين، يحبون الشكولاطة، مثلهم مثل باقي شعوب العالم، لسحر هذه المادة في تعديل المزاج، فضلا عن فوائدها الكبيرة على الصحة، لاسيما تلك التي تحتوي على نسب عالية من الكاكاو الخالص، لكن لا زال تصنيع هذه المادة في الجزائر يحدد مدى انتشار ثقافة استهلاكها، وحسن اختيار النوع الجيد منها.

في هذا الصدد، قال المتحدث، إن المستهلك الجزائري وفي العديد من المحطات،  أثبت حبه لمادة السكر، فغالبا ما تجده يعشق تناول مواد تحوي نسبا عالية من السكر، وهذا بطبيعة الحال ما يسبب مشاكل صحية، ويجعل الجزائري يتوجه نحو اقتناء أكثر الأنواع "حلاوة" من الشكولاطة، وتلك الأنواع تحتوي على منكهات إضافية من فواكه، كاراميل مكسرات وغيرها، وهو ما يعتبر نوعا من الحلويات وليس شكولاطة.

تحديد نوعية الشكولاطة الجيدة يتم من خلال تحديد نسبة الكاكاو الأصلي الذي تحتويه القطعة، حيث يتم إضافة من 35 إلى 85 بالمائة من نسبة مادة الكاكاو في الشكولاطة، فكلما ارتفعت النسبة كلما كانت أفضل وذات مذاق أكثر أصالة، فمادة الكاكاو هي التي تحدد ذلك المذاق "المر" في الشكولاطة، والتي تخلق اعتدالا مثاليا بين المذاق الحلو والمر في 100 غرام منها، وعليه عند اقتناء نوع منها، لابد من اختيار تلك الأنواع التي تحتوي من 53 بالمائة فما فوق من نسبة الكاكاو، لاسيما أنها أكثر فائدة للصحة.