موسى زروق إمام وأستاذ بالمركز الثقافي الإسلامي:

الجزائري أناني في الزواج

الجزائري أناني في الزواج
  • القراءات: 1846
رشيدة بلال رشيدة بلال

يرى موسى زروق، إمام وأستاذ بالمركز الثقافي الإسلامي فيما يخص إشكالية رفض الارتباط بالمرأة المريضة، ضرورة الرجوع دائما إلى ما تنص عليه القاعدة الشرعية التي تمنع الضرر "فلا ضرر ولا ضرار"، ويقول؛ "الأصل في الأمور أنه لابد لكلا الطرفين الإخبار بالحالة الصحية سواء كان المرض معديا أو غير معد، فإن قبلا فلهما ذلك، وإن رفض أحد الطرفين فلا يمكن إجباره وهو منطق الأمور، وفيما يخص المصابات بالأمراض غير المعدية حتى وإن كانت مزمنة، مثل المصابات بداء "السيلياك"، فيفترض أنه من باب التكافل الاجتماعي والتراحم أن يقبل الرجل الارتباط بها ويدخل هذا في باب الإعانة والرحمة".

من حق الرجل أن يرفض الارتباط بالمرأة المريضة ولا يعاتب على رفضه مطلقا وهو غير آثم، ومع هذا نخاطب الشباب القادرين على العيش مع هذه الفئة بالتساؤل: ما المانع إن كان المرض لا يسبب أية إشكالات؟ وأكثر من هذا؛ لم لا يتنازل الرجل عن شيء من حقوقه؟ خاصة إذا علم أنه مأجور على خطوته في الارتباط بفتاة مريضة بدلا من أن تضيع أو تظل عانسا، فإن تركنا المرأة المريضة بمرض غير خطير وغير معد ورفضنا تلك التي تجاوزت سنا معينة أو التي سبق لها الزواج ومطلقة بسبب الغير، فأين تذهب هذه المرأة؟ لذا أرى أنه من واجب المجتمع أن يتكفل بهذه الشريحة بطريقة شرعية لتحقيق نوع من العدالة الاجتماعية، يقول الإمام موسى.وردا عن سؤالنا حول اعتبار الرجال مجحفين في حق النساء المريضات، أكد محدثنا أننا لا يمكننا إجبارهم، ولكن الرجل الجزائري يتصف بنوع من الأنانية عندما يتعلق الأمر ببعض المسائل التي تعني مستقبله، وتحديدا في مسألة الزواج، لأنه يرغب دائما في الحصول على كل حقوقيه غير منقوصة، ولا يلقي بالاً للإحسان أو الشعور بالطرف الآخر، ولو كان هذا الإحساس موجودا لما طرحت مشكلة العزوف عن الزواج بالمريضات عموما أو بلوغ محطة الطلاق بعد أن تصاب نساؤهن بالمرض..

مشيرا إلى أن السبب الشائع في العزوف هو الخوف من عدم القدرة على تحمل التكاليف هروبا من الإملاق "الفقر"، ولو نظر إليها من ناحية الإحسان الذي يجازى عليه لكان موقفه مغايرا، غير أن النظرة القائمة مادية بحتة، للأسف الشديد.يقول الإمام موسى؛ نحث الشباب على التحلي بثقافة الإحسان وعلى البر والتقوى، فإذا كان قادرا بعد معرفته للحالة الصحية  للمقصودة من الزواج، وكان بإمكانه التعايش مع الوضع، فلم لا يرتبط بها، وبالنسبة للمصابات اللواتي تعرضن لألم نفسي، جراء الرفض، عليهن أن يكون رجاؤهن في الله كبيرا وأن يستخرن الله في أمرورهن، وإذا عرض عليهن الزواج، عليهن خوض التجربة ويكن على يقين أن رفض الارتباط ليس موقوفا على المريضات فقط وإنما حتى على السليمات من أي مرض يجري التخلي عنهن ومن دون سبب واضح.