فريدة شكري حرفية مختصة في اللباس التقليدي

الجزائر تملك تراثا هاما يحتاج إلى إعادة بعث

الجزائر تملك تراثا هاما يحتاج إلى إعادة بعث
فريدة شكري حرفية مختصة في اللباس التقليدي رشيدة بلال
  • القراءات: 1198
❊رشيدة بلال ❊رشيدة بلال

يتجه اهتمام الحرفيين المختصين باللباس التقليدي إلى التخصص في المجال، بعد أن عاد الاهتمام بهذه القطع التقليدية إلى الواجهة، حيث أصبحت الألبسة التقليدية مطلوبة جدا في الولائم والأعراس وحتى في المناسبات العادية، فضلا عن تمسك المقبلات على الزواج بها في "التصديرة"، وهو الأمر الذي دفع بالحرفية فريدة شكري إلى التخصص في الكاراكو العاصمي، بالنظر ـ حسبها ـ إلى الطلب الكبير عليه.

تقول الحرفية في بداية حديثها مع "المساء"، على هامش مشاركتنا مؤخرا في معرض نسوي بالعاصمة، إن فكرة التخصص في اللباس التقليدي لم تكن مطلقا ضمن اهتماماتها، لأنها كانت تحب الخياطة منذ طفولتها، حيث راحت تتعلم بالمراكز المتخصصة، كما  احتكت بالجدات لتعلم أسرار اللباس التقليدي، خاصة ما تعلق منه بالطرز، إذ كانت تخيط كل أنواع الألبسة في  مختلف الطبوع؛ الشاوية والقبائلية والعاصمية، بناء على طلب الزبونات.

الطلب الكبير على مختلف الألبسة التقليدية من طرف المقبلات على الزواج، دفع محدثتنا إلى تغيير طريقة عملها، خاصة أن الأمر يتعلق باللباس التقليدي الذي تعتبره تراثا لابد من الحفاظ عليه، وعلى مختلف تفاصيله، تقول "قررت بعد أن لاحظت ميولي إلى كل ما هو عاصمي، التخصص فيه لإعطائه حقه من الإتقان، وأكون وفية للباس التقليدي الذي يعتبر جزءا من هويتنا"، مشيرة في السياق إلى أن هذا القرار اتخذته أيضا بعد أن لاحظت صعوبة صناعة الجبة القبائلية، التي ورغم أنها كانت تخيطها، إلا أنها قررت العزوف عن صناعتها، بعد أن تيقنت بأنها تحتاج إلى التخصص فيها لإعطائها حقها، لاسيما أنها تعكس مورثا تقليديا وتمثل هوية من خلال ما تحمله من ألوان ورموز.

وحول أكثر القطع التقليدية التي يكثر الطلب عليها، خاصة من المقبلات على الزواج، أشارت محدثتنا إلى أن الطلب كبير على اللباس العاصمي، ممثلا في "البدرون" و"الكاراكو"، و"الجبة القبائلية" التي تحولت في السنوات الأخيرة إلى قطعة مهمة في "تصديرة العروس"، حتى وإن لم تكن قبائلية، موضحة أنه يمكن القول بأن إعادة الاعتبار للباس التقليدي يعود فيه الفضل إلى العرائس اللواتي أصبحن يطلبن هذه الألبسة التقليدية بكثرة مع بعض العصرنة، طبعا.

عن التوجه الجديد في اللباس التقليدي الذي انتهجه بعض الخياطين، والمتمثل في إدراج بعض اللمسات العصرية على اللباس التقليدي، أشارت محدثتنا إلى أنها تميل دائما إلى خياطة اللباس التقليدي والحفاظ على خصوصيته، حتى لا يتم الإساءة إليه، تقول "غير أنني أنزل عند طلب بعض الزبونات، إذ أبادر لإدراج بعض التعديلات الطفيفة على ما أقوم بخياطته، سواء البدرون أو الكاراكو دون أن أغير في شكله العام"، موضحة أن الغرض من ذلك، هو التشجيع على اللباس التقليدي حتى وإن كان معصرنا، ليظل دائما حاضرا، إلى جانب حمايته من الاندثار.

حب الحرفية للباس التقليدي، خاصة العاصمي منه، دفعها إلى البحث في  الموديلات القديمة لإعادة بعثها، وحسبها، تملك الجزائر تراثا هاما في مجال اللباس، يحتاج إلى إعادة بعثه، وبالمناسبة تقول "أنصح كل من قرروا التخصص في اللباس التقليدي، بضرورة البحث في تراثنا لإعادة بعث القطع التقليدية التي لم تعد معروفة اليوم"، مشيرة في السياق، إلى أن اللباس الجزائري القديم من مختلف الولايات، يعتبر من بين القطع المطلوبة كثيرا من  السياح الأجانب، وهو ما وقفت عليه لدى مشاركتها مؤخرا في معرض، حيث كان هناك طلب كبير على "الكاراكو"، تؤكد المتحدثة.

تسعى محدثتنا في إطار الحفاظ على الموروث التقليدي في اللباس، إلى المشاركة في التظاهرة الثقافية "يوم القصبة" في شهر فيفري المقبل، حيث  تقول "أواصل عملية البحث عن النماذج القديمة من مختلف متاحف العاصمة، وينتظر أن أشارك بثلاث أنواع من الكاراكو الذي يعكس لباس سكان القصبة قديما".