يكثر عليها الطلب في الأعراس

الجبة القبائلية مطلب الباحثات عن الأصالة والجمال في الزي التقليدي

الجبة القبائلية مطلب الباحثات عن الأصالة والجمال في الزي التقليدي
  • القراءات: 4291
نور الهدى بوطيبة نور الهدى بوطيبة
يحظى الزي التقليدي القبائلي أو ما يعرف بـ”جبة القبائل" بشهرة واسعة بين النسوة، ويكثر عليها الطلب خلال موسم الصيف الذي يتزامن والأعراس، هذا اللباس الذي لم يعد ارتداؤه مقتصرا على النساء القبائليات وإنما امتد إلى غربها وشرقها. ورغم التغيرات التي طرأت على اللباس بشكل عام والموضة التي يتهافت عليها الجيل الجديد من الفتيات، إلا أن الجبة القبائلية لا تزال تحافظ على مكانتها أكثر من ذي قبل، حيث تتهافت الفتيات على شرائها من المحلات أو الورشات المختصة في صنع هذا النوع من اللباس التقليدي الأصيل، وفي المقابل تعرف تجارتها انتعاشا كبيرا في فصل الصيف المتزامن مع مواسم الأعراس والأفراح، حسب الحرفي علي سرير مشارك في معرض الصناعة التقليدية المقام بساحة أودان، أين كان يعرض المنتجات التقليدية القبائلية، حيث قال "إن ذوق الفتيات يتماشى دائما مع الموضات الجديدة، إلا أن ذلك لا يمنعهن من العودة دائما إلى عاداتهن وتقاليدهن، لاسيما خلال المناسبات".
وأوضح العارض أن هذا النوع من المعارض تكشف عن مدى ارتباط النساء بهذا الزي التقليدي الذي لا يكتمل جماله إلا بالحلي الفضية التقليدية، فهو لباس يتماشى مع الذوق العام والمحبين للتغيير والتجديد على الدوام، وجدت الفتيات في هذا اللباس حرية الإبداع، بجعله على تصاميم عديدة، وما عليهن إلا الإبقاء على تلك الألوان الفسيفسائية التي تميزه وتطبع جماله، بينما اهتدت أخريات إلى المزج بين تقاليد غرب البلاد وشرقها، مثل حياكة القفطان بتلك الخيوط الملونة والذهبية التي تعكس ميزة اللباس القبائلي.
وما يشد الانتباه في الجبة القبائلية التي عادة ما ترافقها الفوطة والحزام الحريري والمنديل الذي يغطي الرأس، تلك الألوان المتجانسة من الحاشيات مختلفة الأحجام والأشكال الممتزج بريق شكلها بألوان الطبيعة الجبلية التي اقتبست منها، حيث تعتمد عليها الحرفيات على إعطاء الجبة لمسة تنفرد بها عن باقي الفساتين التقليدية الأخرى. وعن تلك الألوان أوضح لنا سرير: "أن لكل لون دلالة، فهي لم تأتي مجردة أو صدفة وإنما اختارتها النساء بتمعن وحكمة، تبين من خلالها حبها وارتباطها الشديد بطبيعتها تيمنا بما يقدمه الله لخلقه من خيرات كثيرة، كاللون الأزرق الذي يميز السماء، والأخضر لخضرة الطبيعة، والأصفر الذي يعكس الشمس، في حين الأحمر يمثل المرجان وهو ما يعرف بالذهب الأحمر لجماله وندرته وارتفاع قيمته.
تتفنن في خياطة هذه الجبة أنامل الحرفيات، وللعروس لباسها الخاص ترتديه خلال اليوم الأول الذي يسبق عرسها أو ما يسمى بـ”يوم الحنة"، تختلف عن الجبة العادية، حيث تكون ممتلئة بالحاشيات ذات الألوان الجذابة لا يكاد يظهر القماش فيها، حيث  يكون عادة بلون أبيض ناصع لتلبسها مع الحلي الفضية، يقول الحرفي سرير ويضيف "أما الحلي فهناك أنواع عديدة بقي بعضها على الطابع القديم، في حين اعتمد بعض الحرفيين في  إبداعهم على ابتكار موديلات جديدة تحاكي التطور الذي يشهده عالم الموضة، ولعل تلك القطع الجميلة باتت أيضا بعض الأجنبيات تتزين بها  لجمالها، في حين يقتنيها البعض كهدية رمزية خلال عطلهم الصيفية، على غرار القلادة والأساور والأقراط وكذا "الجبين" التي توضع فوق الجبهة.