الدكتورة صحراوي الباحثة في علم النفس بجامعة بلجيكا لـ"المساء":

الجانب النفسي ضروري في علاج المدمنين

الجانب النفسي ضروري في علاج المدمنين
  • القراءات: 2943
حاورها: كريم.ب حاورها: كريم.ب
دعت الدكتورة الباحثة في علم النفس بجامعة بلجيكا، سارة صحراوي، إلى ضرورة الاهتمام أكثر بميدان علم النفس، وعدم تغييبه في عملية علاج الحالات المرضية، خاصة فيما يتعلق بحالات الإدمان، مؤكدة على ضرورة توفير مراكز متخصصة لمتابعة المدمنين على الصعيد النفسي، وكذا تفعيل دور الطبيب النفسي والأخصائي الاجتماعي.
المساء: هناك تركيز على المعالجة الجسمانية للإدمان دون التكفل بالجانب النفسي، هل تعتقدين أن هذه العملية عادلة؟
الدكتورة سارة صحراوي:  الإدمان هو اضطراب سلوكي، وعلاج المدمن يجب أن يكون على ثلاثة جوانب وهي المجتمع، توفر المنتوج والجانب النفسي مع وجود الاستعداد، فعادة ما يتم إخراج السموم من جسم المدمن، مع إغفال الجانب النفسي للمريض، فالعملية لن تكون كاملة، لذا فالتكفل النفسي ضروري جدا، إذ يجب دراسة شخصية المدمن من كل الجوانب، هل هي انطوائية، اكتئابية، سنكوباتية، ليتم وضع بروتوكول علاجي موجه لكل حالة، عملا بالفروق الفردية لكل مريض والمرافقة الخاصة بالمدمن يجب أن تكون من خلال المتابعة الطبية الجسمية، النفسية والاجتماعية، كما أن إعادة تأهيل الشخص المدمن يجب أن تكون بطريقة مدروسة وتحت إشراف أخصائيين اجتماعيين.
^ ماهي أهم الطرق العلمية الحديثة في علاج الإدمان باعتبارك أستاذة باحثة في جامعة بلجيكا؟
^^ هناك طرق علاج متعددة، من بينها طريقة "بيك" وهو العلاج المعرفي، وهي أن تحاول تصحيح معتقدات المريض، لأن المشكل جاء من اعتقادات خاطئة للمريض، مثلا بالنسبة للمريض ذي الشخصية الانطوائية، هو ليس لديه شجاعة لمقابلة المجتمع، ويعتقد بذلك أن تعاطي المخدرات يمده بالشجاعة لمواجهة الغير أوغثبات الذات، لذا الاعتقادات الخاطئة هي السبب الرئيس في حالات الإدمان، وهو يهرب إلى شيء قاتل لتحرير نفسه. وهناك طريقة "كارل لورنجس"، ويتم من خلالها تتبع الشخص المريض من كل الجوانب والتركيز معه. وهناك طريقة "نيزار"، وهي طريقة تعتمد على الإجهاد الطاقي، وهي تحاول أن تترك المدمن يستغني عن ذلك السلوك باتباع سلوك آخر، وكأنه علاج سلوكي، وتحاول إجهاده طاقويا. وهناك إجهاد عن طريق ممارسة الرياضة، وفي دول شقيقة بات هناك علاج جديد عن طريق تمكين المدمن من المشي على مسافة 2500 كلم، للذهاب لآداء فريضة الحج، عن طريق تنمية الوازع الديني، ومنه يتم استرجاع الذات والثقة في النفس.
^ بصفتك أستاذة باحثة في بلجيكا، ماهي أهم الفروق الموجودة بين المجتمعين، الجزائري والبلجيكي؟
^^ نحن لدينا الوازع الديني، نستغله دائما في عملية العلاج، لكن يجب أن نعرف إذا كان هناك استعداد لتقبل الوازع الديني، ليس الكل يرحبون بهذه الفكرة، لكن أنا استعمل هذا المنطق كثيرا في معالجة العديد من الحالات، أما في الدول الغربية، توجد لديهم حالات مرضية ليست موجودة عندنا بسبب الفراغ الروحي، لكن ما نأسف له أنه في الجزائر لازلنا نفتقد للدورات التكوينية، ولا يوجد اهتمام بالجانب النفسي، حتى مع وجود أخصائيين في مراكز معالجة المدمنين، غير أن الأخصائي النفساني يكون مغيبا في الميدان، وحتى الأخصائي الاجتماعي، لذا يجب أن يتم اعتماد برنامج عمل يعطي كل الجوانب حقها في عملية علاج المدمنين ومتابعة كل الحالات المرضية.