المختص في تكنولوجيات الإعلام والاتصال، يونس قرار:

الجائحة جعلت الجزائر تسجل حضورا في عالم الرقمنة

الجائحة جعلت الجزائر تسجل حضورا في عالم الرقمنة
المختص في تكنولوجيات الإعلام والاتصال، يونس قرار
  • القراءات: 595
رشيدة بلال رشيدة بلال

اتجه أغلبية المواطنين من موظفين وتجار وطلاب وباحثين وأساتذة جامعيين، وحتى ماكثات في البيوت، إلى قضاء حوائجهم عن طريق مختلف منصات التواصل الاجتماعي، الأمر الذي رفع معدل التواصل عن بعد، بعدما كانت الجزائر، حسب الخبير في تكنولوجيات الإعلام والاتصال، يونس قرار، تسجل حضورا ضعيفا في التعامل بمختلف الوسائط التكنولوجية، التي أصبحت في الدول الغربية أهم الوسائل المعتمدة في تسيير الأمور الحياتية، الأمر الذي يوحي بأن الجائحة علمت المواطن كيفية استخدام الأدوات الحديثة، حتى لا تتعطل المصالح.

أوضح يونس قرار في معرض حديثه مع "المساء"، أن منصات التواصل الاجتماعي كانت موجودة، غير أن الإقبال عليها من المواطنين، على اختلاف مستوياتهم الثقافية والتعليمية، كان قليلا، لأنهم كانوا متعودين على قضاء حوائجهم بالتنقل إليها، غير أن تفشي الوباء حرم عددا كبيرا منهم من الخروج من المنازل، الأمر الذي دفع بالكثيرين إلى الاستنجاد بالعالم الافتراضي، حتى لا تتعطل مصالحهم، وقال "أصبحنا نشاهد محاضرات مسجلة في بث مباشر، وطلاب يتابعون دراستهم عن بعد، وتجار يمارسون أنشطتهم في البيع عن بعد، بما في ذلك التداوي وتقديم الاستشارات"، لافتا إلى أن الجائحة ساهمت، إن صح التعبير، في لفت الانتباه إلى إمكانية تسيير الأشغال اليومية دون الحاجة إلى مغادرة المنازل، كما أنها أعادت بناء الثقة بين المواطن والعالم الافتراضي الذي كان من أهم العوامل التي جعلت عددا كبيرا لا يخوض التجربة، بسبب الخوف وافتقارهم للتجربة".

من جهة أخرى، أوضح المختص أن "كوفيد 19" أعطى المواطن  العادي والمثقف، وكذا المؤسسات، كشخصيات معنوية، فرصة دخول عالم الرقمنة واكتشاف ما يمكنها أن تقدمه من تسهيلات وخدمات في وقت قياسي، لافتا إلى أن ما ينبغي البحث عنه الآن، بعد المكسب الإيجابي الذي تم تحقيقه، التفكير في ما بعد الوباء، الذي يطرح فرضية العودة إلى استخدام الأدوات التقليدية، وجعل التكنولوجيا منصة تكميلية فقط، حيث نشهد مثلا، عودة الطلاب إلى المدارس والمعاهد والباحثين والأساتذة إلى جامعاتهم، والتجار إلى محلاتهم، هذه الفرضية، حسبه، يمكنها أن تدفع الكثيرين إلى التخلي عن هذه الوسائل المتطورة، التي تحولت إلى حاجة ملحة بفعل التطور التكنولوجي، لذا يقول "المطلوب هو عدم التخلي عنها نهائيا، خاصة بعد أن تعود المواطن عليها، من جهة، ومن جهة أخرى "حتى يكون مهيأ لاستخدامها في حال حدوث الكوارث التي تحول دون إمكانية مغادرة منزله، خاصة بعد أن تعلمها واكتشف ما يمكنها أن تقدمه من تسهيلات في حل ومتابعة التزاماته اليومية".

على صعيد آخر، أوضح المختص "أن تشجيع المواطنين على استخدام الأدوات الحديثة التي يقدمها عالم الرقمنة اليوم، يقابله عائقان اثنان ينبغي تسليط الضوء عليهما، إن رغبنا حقا أن  نرتقي إلى مصاف الدول التي يمكن القول، إنها تخلت عن الأدوات التقليدية في تسيير أمورها الحياتية، ويتمثل العائق الأول في البنية التحتية للأنترنت، والممثلة في وجوب أن تكون متوفرة لدى كل العائلات، وبتدفق عال، وأن تكون أيضا في متناول الجميع من حيث السعر، للتشجيع على استعمالها كبديل فرضته وتيرة الحياة اليوم، بينما العائق الثاني يتمثل في الدفع الإلكتروني، فإن أردنا حقا أن ننعش التعامل عن بعد، خاصة من الناحية التجارية، لابد من التسريع في تفعيل خدمة الدفع عن بعد التي لا تزال جد متأخرة في الجزائر.