عبد القادر بن عزوز أستاذ بكلية العلوم الإسلامية لـ "المساء":

الثقة واجبة بين المتبرع بالأعضاء وطبيبه

الثقة واجبة بين المتبرع بالأعضاء وطبيبه
  • القراءات: 731
❊نور الهدى بوطيبة ❊نور الهدى بوطيبة

أشار عبد القادر بن عزوز، أستاذ بكلية العلوم الإسلامية بجامعة الجزائر 1، إلى أن ثقافة التبرع بالأعضاء في الجزائر، لاتزال ضعيفة جدا مقارنة بالاحتياجات الكبيرة للمرضى الذين هم في انتظار عملية زرع، سواء الزرع من الأموات إلى الأحياء أو بين الأحياء، مرجعا السبب إلى غياب الثقة بين المتبرع والمؤسسة الطبية إلى جانب غياب الوعي بالأهمية الكبيرة لذلك.

 

على هامش مشاركته في الملتقى الدولي حول جسم الإنسان بين الضرورة الطبية والضوابط الشرعية والقانونية، أوضح المتحدث أنه آن الأوان ليتبنى المواطن تلك الثقافة؛ نظرا للحاجة الماسة إليها وسط المجتمع، مشيرا إلى أن عوامل عديدة كانت سببا في منع ترسخ تلك الثقافة بشكل جيد، أولها عدم اعتماد أسلوب التحسيس والتوعية في الأوساط الدراسية.

وفي هذا الخصوص قال المتحدث لا بد على وزارة التربية من أن تأخذ بعين الاعتبار، أهمية المفاهيم في منظومتها التربوية، حتى ينشأ الطفل على قناعة بأهمية التبرع التي تدخل في أعمال الخير، والتي يجزى عليها صاحبها بحسنات من عند الله تعالى.

وعلى صعيد آخر، أوضح المتحدث أن الضبابية التي تخيّم على القانون الحالي الخاص بالتبرع بالأعضاء والذي يمنع التبرع إلا إذا كان الشخصان "المتبرع والمريض" أقرباء من الدرجة الأولى، جعلت من هذه الثقافة تغيب عن الأفراد رغم أهميتها في مساعدة المرضى، إذ تحصي الجزائر اليوم 24 ألف مريض في انتظار عملية التبرع بعضو أو نسيج..

وقال بن عزوز إنه إلى جانب كل تلك المسببات التي تجعل تلك الثقافة غائبة في المجتمع هناك مشاكل أخرى تجعل الفرد يتخوف من العملية، ومنها الثقة بين المتبرع والسلك الطبي. ويشرح المتحدث بأن الأمر راجع أيضا إلى كيفية التعامل مع المريض عند دخوله مصحة استشفائية أو أي مؤسسة صحية، مؤكدا أن طريقة التكفل بالمريض منذ دخوله المستشفى، لها أهمية كبيرة في حث الفرد على التبرع، قال: "لو صاحب شخص أحد أقربائه مثلا إلى المستشفى وأسيء التعامل معه أو مع المريض وشعر الفرد بأن السلك الطبي لم يبذل مجهودا كبيرا في إنقاذ المريض أو قام بخطأ طبي أو غير ذلك، فكيف للطبيب أن يتجه نحوه ليطلب منه إمكانية نزع أحد أعضائه لعملية الزرع لمساعدة شخص آخر؟! إذ إن ذلك سيخلق حساسية نفسية كبيرة، ويكون، بطبيعة الحال، الجواب بالرفض القاطع". وأشار بن عزوز إلى مشكل آخر، وهو غياب "طبيب الأسرة"؛ إذ إن لهذا الأخير دورا كبيرا في بناء الثقة بينه وبين أفراد العائلة. وفي حالة وقوع أي مشكل فللطبيب دور كبير في إقناع الفرد بعملية التبرع بالأعضاء.

ويضيف الأستاذ في العلوم الشرعية أن الإيمان بالفكرة هو تطبيقها، وإذا آمن شخص بفكرة اقتنع بها وتمكن بسهولة، من إقناع باقي الناس بها، ويقصد هنا المتحدث أن من يبني فكرة التبرع سواء من المجتمع المدني أو وسط السلك الطبي، لا بد أن يطبّق أولا هو تلك الفكرة ويقوم بعملية التبرع، لأن الفرد الذي تحثه على ذلك سيلاحظ كل تلك التفاصيل وتطمئنه العملية؛ فلن يرى فيها أي غموض. وقال: "تبقى هذه العملية منحصرة بشكل خاص وسط العائلة وبين أفراد الأسرة بدون تعميمها على كل العائلات، وعلى هذا لا بد من نشر الثقافة والتعريف بمحاسنها وفوائدها في مساعدة الآخرين".