التحرش والاعتداء الجنسي على الأطفال..

التوعية والمراقبة أساسا الحماية

التوعية والمراقبة أساسا الحماية
  • القراءات: 504
❊نور الهدى بوطيبة ❊نور الهدى بوطيبة

قدمت المديرية العامة للأمن الوطني مؤخرا، على هامش اليوم العالمي لمكافحة المخدرات، مجموعة من النصائح والإرشادات للأولياء في موضوع جد حساس، يتمثل في الاعتداء الجنسي على الأطفال، أي البراءة التي تعجز عن حماية نفسها، وهي مجموعة من القواعد التي لابد أن يعلمها الأبوان لصغارهما من أجل حمايتهم من شر المجرمين، وهي عبارة عن مطويات تم توزيعها على المواطنين خلال تلك المناسبة.

تعد قضايا الطفولة والأحداث من أولويات السلك الأمني في الجزائر، إذ يتم التعامل معها بجدية كبيرة وصرامة لا مثيل لها، والدليل على ذلك كل التشريعات المعدلة في هذا الباب، والتي جاءت بهدف تشديد العقوبات على كل معتد على حق من حقوقهم، لتعزيز القوانين الموجودة.

تمت الإشارة إلى أن التعامل مع الشخص الذي يتم الاعتداء عليه أمر جد حساس، بسبب صعوبة التعامل مع الطفل الذي لا يسهل الحديث معه حول هذه الأمور. كما أن التعامل مع أولياء الطفل في تلك المرحلة جد صعب، لاسيما أنهم يشعرون بالذنب لفشلهم في حماية ابنهم بشكل فعال، وفي بعض الحالات لا يتم الإبلاغ عن الواقعة خوفا على سمعة الضحية عندما يكبر، أو أنه في أحيان كثيرة، الضحية لا يبلغ أسرته أساسا، ربما خوفا من التعرض للوم من طرفهم، أو بسبب تهديد من المعتدى بإيذائه أو إيذاء أسرته، أو الإحساس بالخجل والعار لعدم قدرته على رفض الاعتداء وعجزه عن حماية نفسه، أو لأي سبب آخر.

عن طرق التعامل مع الطفل، جاءت في المطويات مجموعة من النصائح التي قدمها خبراء في علم النفس والاجتماع للأولياء، أولها أن يفتح حوار دائم مع الصغير منذ السنوات الأولى التي يبدأ فيها بفهم بعض التفاصيل، وهذا منذ الخمس سنوات، على أن تتحدث الأم أو الأب مع الطفل ويتم تعليمه الأماكن الحساسة في جسمه وأماكن العورة، التي يجب التشديد على منع أي أحد بلمسها، مع تعليمه بعض الوسائل الذكية للدفاع عن نفسه في حالة محاولة التحرش به أو الاعتداء عليه.

كما ذكر في المطويات أهمية تحصين النفس وتعليم أذكار الصباح والمساء لحماية ربانية من كل شر، مؤكدين على حقه في أن يصرخ أيضا في وجه من يحاول الاعتداء عليه بقول "لا"، ومحاولة إثارة انتباه المارة ومن يحيطون بهم، ويحاول الهروب والركض إلى مكان تواجد  الناس وإخبارهم بما يحصل.

كما يعد من الضروري تعليم بعض القواعد للأطفال الأكبر سنا، خصوصا أهمية مصارحة الطفل والديه عندما يبوح له شخص بأسرار سيئة، كما يجب تعليمه الفرق بين اللمس السيئ في الأماكن الحساسة من جسمه واللمس الصحيح، مثل المصافحة أو لمس الرأس أو التربيت، مع تنبيهه بأن لا يصادق من هم أكبر سنا منه، وتعليمه رياضة الدفاع عن النفس وأن ينتبه إلى أن لا يستجيب لشخص كبير يطلب منه شيئا سيئا أو مجهولا.

كما جاء في المطويات بعض التصرفات السلوكية النفسية للأطفال الذين تم التحرش بهم، حتى يمكن للأولياء مراقبتهم، فالطفل الذي تعرض لتحرش جنسي ستظهر عليه بعض الأعراض، مثل رفضه للمشاعر الأبوية وعدم الارتياح، كما تكون لديه مشاكل في النوم، مثل الأحلام المزعجة والكوابيس، أو رفض النوم إذا كانت الأنوار غير مضاءة، مص الأصبع أو التبول أثناء النوم، إلى جانب تعلق الأطفال بالوالدين والخوف من الابتعاد عنهم، وضعف الثقة في النفس والسلوك العدواني أيضا، وهو من الآثار التي يخلفها الاعتداء الجنسي على الطفل، فضلا على الغيرة والأنانية والحزن والبكاء الشديدين، وعدم محبة الآخرين، وغيرها من السلوكات التي تصبح ردود أفعال طبيعية لشخص تم الاعتداء عليه، وملاحظة ومراقبة تلك التفاصيل مهم لمعرفة ما يعانيه الطفل، وعلى هذا الأساس لابد من الحوار معه والتبليغ عن أي فعل يمس بحق من حقوقه.

نور الهدى بوطيبة