المؤسّسة العمومية للصحة الجوارية عنابة

التوعية بأهمية الكشف المبكر عن سرطان الثدي

التوعية بأهمية الكشف المبكر عن سرطان الثدي
  • 155
سميرة عوام سميرة عوام

تشهد المؤسّسة العمومية للصحة الجوارية عنابة، عبر العيادة متعدّدة الخدمات لوصافنا، فعالية تحسيسية مكثفة تركّز على أهمية الكشف المبكر عن سرطان الثدي، في إطار "أكتوبر الوردي"، الذي يُخصّص سنويا للتحسيس والفحص المبكّر لسرطان الثدي. وتمتد هذه الفعالية طوال الشهر؛ حيث تأتي كمبادرة هامة لتعزيز الوعي الصحي بين النساء، وتشجيعهن على الاهتمام بصحتهن، واتّخاذ الإجراءات الوقائية اللازمة.

تولى تنظيم هذه الفعالية الطبيبة المختصة في الأمومة والطفولة، الحكيمة محيي الدين، بمشاركة فعّالة من القابلات والطاقم شبه الطبي، بالإضافة إلى إشراف الطبيبة المسؤولة عن الوحدة، والطبيب المنسق؛ ما يعكس تعاونا طبيا متكاملاً لتقديم خدمة صحية متميّزة وفعّالة. ويهدف هذا التعاون إلى نشر ثقافة الكشف المبكر، الذي يعدّ من أهم العوامل الحاسمة في الوقاية من سرطان الثدي، وتقليل معدلات الوفيات المرتبطة به.

سرطان الثدي هو من أكثر أنواع السرطانات شيوعا بين النساء عالميا، وغالبا ما يكون الكشف المبكر هو المفتاح الأساسي لتحقيق نسب شفاء مرتفعة؛ لذلك تركّز الفعالية على توعية النساء بأهمية الفحص الذاتي الدوري، والفحص الطبي المنتظم، خاصة للنساء في الفئات الأكثر عرضة للإصابة؛ مثل من لديهن تاريخ عائلي للمرض، أو عوامل خطر أخرى. وتشمل التوعية شرح كيفية إجراء الفحص الذاتي بطريقة صحيحة، والتعرّف على العلامات والأعراض المبكرة التي تستدعي مراجعة الطبيب فورا.

كما تقدّم العيادة خلال هذه الفعالية خدمات الفحص المبكر باستخدام تقنيات طبية حديثة ومتاحة؛ بهدف تسهيل الوصول إلى التشخيص المبكّر في بيئة داعمة وآمنة. ويستفيد من هذه الخدمات جميع النساء الراغبات في الاطمئنان على صحتهن، خاصة اللواتي يعانين من نقص الوعي، أو الوصول المحدود إلى الخدمات الصحية.

ويهدف الفريق الطبي إلى إزالة الحواجز النفسية والاجتماعية التي قد تعيق بعض النساء عن الخضوع للفحص، من خلال توفير معلومات دقيقة، ودعم نفسي. وتتضمّن الفعالية أيضا، توزيع كتيبات ومنشورات توعوية مكتوبة بلغة بسيطة وسهلة الفهم، تتناول موضوعات متنوّعة؛ مثل عوامل الخطر، وطرق الوقاية، وأهمية نمط الحياة الصحي في الحد من خطر الإصابة بسرطان الثدي. كما يتم تنظيم ورشات عمل، ومحاضرات تثقيفية بمشاركة نساء من المجتمع، لتبادل الخبرات، وتحفيزهن على اتباع سلوكات صحية؛ مثل التغذية السليمة، وممارسة الرياضة بانتظام، والابتعاد عن التدخين.

وتشكّل هذه المبادرة جزءا من استراتيجية وطنية ودولية لتعزيز الصحة العامة، من خلال التركيز على الوقاية، والكشف المبكر بدلاً من العلاج المتأخّر؛ ما يسهم في تقليل التكاليف الصحية والاجتماعية الناجمة عن الأمراض المزمنة، والمعقدة. وتعكس هذه الجهود الوعي المتزايد بأهمية دعم صحة المرأة، التي تلعب دورا محوريا في المجتمع والأسرة.

وفي الختام تؤكّد الفعالية على ضرورة استمرار حملات التوعية والتثقيف الصحي، خصوصا في المجتمعات التي قد تواجه تحديات في الوصول إلى خدمات الكشف المبكر؛ لضمان تمكين النساء من اتخاذ خطوات فاعلة نحو صحة أفضل، وحياة أطول. ويبقى شهر أكتوبر فرصة سنوية لتسليط الضوء على قضية حساسة ومهمة، ولتجديد العهد بمواصلة العمل الجاد لمكافحة سرطان الثدي عبر كل الوسائل الممكنة، من التوعية إلى الفحص المبكر، والعلاج المناسب.