مظاهر الاضطراب الحسي السمعي

التوحد والحساسية السمعية المفرطة

التوحد والحساسية السمعية المفرطة
  • القراءات: 3810
❊أحلام. م ❊أحلام. م

تطرق الأخصائي الأرطفوني مسعود حويشي، في مدونته على وسائل التواصل الاجتماعي، إلى مظاهر الاضطراب الحسي السمعي المنتشرة لدى المصاب بالتوحد بأشكال متنوعة، إذ تطرق إليها وإلى طرق علاجها وكيفية التعامل مع الطفل المصاب بتلك الأعراض، على غرار تغطية أذنيه بيديه، الانزعاج لدى سماع صوت المكنسة أو مجفف الشعر.

أشار الأخصائي إلى أن الطفل الذي يغطي أذنيه بيديه، بسبب أصوات معينة تؤذيه، والمنزعج لدرجة تصل إلى البكاء والصراخ حينما يسمع صوت المكنسة الكهربائية، أو صوت مجفف الشعر، أو الذي لا يستطيع التركيز في مكان به أشخاص يتكلمون، فتصبح أصوات الناس من حوله كصوت المحرك النفاث في رأسه، ويضرب مثلا بالمريضة "تمبل جراندن" التي قالت، إن مربيتها كانت تعاقبها بتفجير كيس بلاستيكي أو ورقي أمامها، وكان صوت هذا الانفجار بالنسبة لها يشبه التعذيب.

أوضح الأخصائي أن المتوحدين يواجهون صعوبة بالغة في معالجة ما يسمعونه بشكل ملائم، حيث تتميز الأعصاب المتجهة من الأذن إلى الدماغ لديهم بحساسية شديدة جدا، إذ تشكل لهم هذه الأصوات المرتفعة أو المفاجئة ألما شديدا، الأمر الذى يجعلهم يصرخون أو يحاولون الهرب من المكان الذى يحدث فيه هذا الصوت، أو أنهم ينهمكون في القيام بحركات نمطية، ليشغلوا أنفسهم بها، حتى لا يسمعوا تلك الأصوات، لأنهم لا يستطيعون التركيز إلا على مثير واحد فقط أو حاسة واحدة فقط.

من الأشخاص ذوي التوحد من لديهم حساسية سمعية مرتفعة جدا، لدرجة أنهم يقضون وقتا طويلا وهم ينصتون إلى نبضات قلوبهم، وقد يقلبون رؤوسهم ليسمعوا تدفق الدم في آذانهم، أو يهمهمون بصوت ضعيف جدا يصل إلى حد الهمس مع أنفسهم.

أوضح الأخصائي الأرطفوني أن المتوحدين ذوي الحساسية السمعية الضعيفة، على النقيض من ذوي التوحد ذوو الحساسية السمعية المرتفعة أو المفرطة، حيث نجد منهم من يحاول دائما تقريب أذنيه من الأشياء ليسمع الأصوات بشكل قوي، وهناك من يظل فترات طويلة داخل الحمام، ليس بهدف النظافة، إنما للاستماع إلى صدى صوت المياه وهي ترتطم بالأرض أو بوعاء، وهناك من يحب سماع أصوات الصافرات أو أصوات السيارات ذات المحركات الضخمة، أو أصوات ارتطام الأمواج مع الصخور أو إغلاق الأبواب بعنف مرارا، بغية سماع صوتها القوى عند الإغلاق، هذا النوع من الأشخاص ذوي التوحد، تعاني لديهم الأعصاب المتجهة من الأذن إلى الدماغ من نقص كبير فى الحساسية السمعية، لذلك فقد ترد الأصوات عبر الأعصاب بمنتهى الضعف، وهم يحاولون بصعوبة الحصول على معلومات من تلك الأصوات الضعيفة.

يضيف الأخصائي، بشكل عام، لا يستطيع الشخص المصاب بالتوحد تحديد ما يجب أن يركز عليه، لذلك عليه إما أن يسمع كل الأصوات الداخلة إلى أذنيه، أو  يتفادى سمعها (من خلال شغل نفسه بحركات نمطية أو بالنظر إلى شيء)، فلا يسمع أي شيء مما يدور حوله، فها هي "تمبل جراندن" تقول "قد أكون مستمعة لأغنية مفضلة لدي في الراديو، ثم أكتشف بعد ذلك بأننى أضعت نصفها، حيث ينغلق سمعي في بعض الفترات".