يصيب الملايين عبر العالم

التهاب الجيوب الأنفية مرض تتفاقم حدّته في موسم البرد

التهاب الجيوب الأنفية مرض تتفاقم حدّته في موسم البرد
  • القراءات: 1268
 نور الهدى بوطيبة نور الهدى بوطيبة
كشف الدكتور عبد الحميد بلبشير طبيب أخصائي في الأنف، الأذن والحنجرة، أن التهاب الجيوب الأنفية مرض تشتد حدته خلال الموسم الشتوي؛ باعتبار أن من أهم أسبابه نزلات البرد الحادة، التي تؤدي إلى زكام، يتحول بعد ذلك إلى التهاب الجيب البكتيري ما لم يتم معالجته في أوانه.
تُعد نزلات البرد، الرشح والزكام أو الحساسية غير المعالجة، من أهم الأسباب التي تؤدي إلى إثارة مرض التهاب الجيب «سينيوزيت»، حسبما أوضحه الدكتور بلبشير، الذي أشار إلى ضرورة تشخيص السبب الرئيس الذي حفّز على ظهور هذا المرض قبل التطرق لأي علاج؛ إذ من الممكن أن يكون نخر الأسنان أو ما يُعرف بالتسوس غير المعالَج أحد أسبابه، كما يمكن أن يكون بسبب التعرض لحساسية مستمرة، أو بسبب زكام حاد، خصوصا خلال فصل الشتاء؛ لأنها الفترة التي يزداد فيها خطر الإصابة بهذا المرض بسبب درجة الحرارة المنخفضة، التي تؤدي إلى الشعور بالألم الشديد على مستوى الرأس، وبالتحديد الشعور بألم في الوجه على مستويات مختلفة، أهمها الجبهة أو تحت العينين أو داخل الأنف وكذا على مستوى الأذنين.
كما أوضح المتحدث أن مرض التهاب الجيب، كما يشير إليه باسمه العلمي، هو نوع من الأكياس الملتهبة على مستوى تلك الجيوب. ويزداد الشعور بالألم حين يقوم الفرد بطأطأة رأسه نحو الأسفل. وتكون أعراض هذا المرض، حسب المتحدث، الشعور بالألم على المستويات التي سبق ذكرها، إلى جانب انبعاث رائحة كريهة من الأنف يسببها سائل متعفن راكد على مستوى تلك الجيوب، كما يمكن أن يكون على شاكلة الشعور بألم حاد على مستوى الفك، ويشعر الشخص المصاب بتعب شديد وبالدوران.
وقدّر الدكتور عدد المرضى المصابين بهذا المرض بالملايين حول العالم، وبعدد معتبر في الجزائر، خصوصا في المناطق الباردة والثلجية؛ لذا شدّد على ضرورة اتخاذ الإجراءات الوقائية لتفادي الإصابة بهذا المرض؛ حيث قال: «يجب لبس قلنسوة أو قبّعة عند الخروج، والابتعاد عن الاستعمال المبالغ لمثبّت الشعر "الجيل". كما يُنصح بعدم الاستحمام بالماء البارد، خصوصا عند غسل الشعر؛ سواء خلال فصل الشتاء أو فصل الصيف؛ لأن ذلك يزيد من احتمالية الإصابة بهذا المرض حتى بعد سنوات عديدة».
وأوصى الدكتور بالابتعاد قدر الإمكان، عن محفزات الحساسية، مثل الحيوانات الأليفة الوبرية، التي قد تزيد من تفاقم خطورة هذا المرض.
وأرجع الدكتور إصابة عدد كبير من الأفراد بمرض التهاب الجيوب الأنفية، إلى التلوث؛ حيث أكد أن التعرض المستمر للتلوث البيئي في المناطق الصناعية يرفع من احتمال الإصابة بهذا المرض وصعوبة علاجه، خصوصا أن أعراض الالتهاب الجيبي البكتيري تتشابه غالبا مع أعراض نزلات البرد أو الحساسية، ولذلك لا يلجأ الكثير من المصابين إلى الطبيب المعالج أو الفحص والتشخيص المحدد والعلاج بالمضادات الحيوية. وبعكس نوبات البرد والحساسية، فإن التهاب الجيوب الأنفي البكتيري يتطلب تشخيص الطبيب، والعلاج بالمضادات الحيوية لعلاج الالتهاب ومنع أية تعقيدات مستقبلية.
وتشخيص الالتهاب الجيبي الحاد يتم عادة بالفحص وعمل أشعة للجيوب، أو يحصل على عيّنة من الإفرازات الأنفية للتعرف على نوعية البكتيريا الموجودة أو المسببة للالتهاب.
كما أوضح الدكتور أن مع تطور العلاج ووجود وسائل متطورة يمكن تشخيص المرض بكل سهولة، كما يمكن علاجه بشكل جذري؛ لأنه عندما يبقى التهاب الجيوب ولا يعالَج لفترة تتعدى 3 أشهر أو أكثر يصبح مزمنا ويصعب علاجه؛ إذ قد يؤدي إلى أمراض أخرى أكثر خطورة، أهمها التأثير على المخ؛ حيث يؤدي تسرب ذلك السائل «المتعفن» إلى الإحاطة بالمخ وإتلافه، كما قد يتسرب إلى الجفن والعين، وقد يؤدي في بعض الحالات، إلى الإصابة بالعمى، وقد يُتلف الجيوب وعظام الوجنتين، ويتطلب ذلك أحيانا إجراء جراحة للتقويم.ويتمثل العلاج الجديد المتطور في جراحة الجيوب عن طريق المنظار، حيث يمكن للجراح أن ينظر مباشرة في الأنف، وفي نفس الوقت إزالة الأنسجة المريضة، وأورام الغشاء المخاطي.وعن علاجه يقول الأخصائي إن التهاب الجيوب البكتيري لا بد أن يشمل علاجه مضادات حيوية مناسبة، بالإضافة إلى تناول المضادات الحيوية، واستعمال بخاخ الأنف أو قطرة مضادة للاحتقان، لتخفيف انسداد الأنف، «وهذا العلاج يتم باتباع حمية غذائية يحددها الطبيب المعالج، تكون عادة خالية من الأملاح، خاصة بالنسبة للأشخاص المسنين والذين يشتكون من أمراض مزمنة».