وفق نظرة قدمتها محافظة الغابات بالبليدة:

التنوع السياحي يفرض إشراك الجمعيات في حماية الطبيعة

التنوع السياحي يفرض إشراك الجمعيات في حماية الطبيعة
  • القراءات: 900
رشيدة بلال رشيدة بلال

اقترح مدير محافظة الغابات لولاية البليدة، محمد مقدم، أن يتم مرافقة الجمعيات وتأطيرها، تتخصص في كل نوع على حدا من الحماية، بمناسبة مشاركته في أشغال الملتقى الوطني حول "دور المجتمع المدني في الترويج للسياحة الداخلية والحماية من حرائق الغابات"، بهدف إنشاء جمعيات متخصصة في السياحة الجبلية، وأخرى في السياحة الحموية، وأخرى في السياحة البيداغوجية، وحسبه، "فإن الوصول إلى إشراك المجتمع المدني في ترقية السياحة الداخلية، مرهون بمدى قدرته على أن يكون شريكا فعالا يعول عليه في حماية الثروة الغابية، ومنه المساهمة في ترقية السياحة الداخلية".

أشار مدير محافظة الغابات، محمد مقدم، في مداخلته بالملتقة المنظم، مؤخرا، في المركب الحموي "الزعيم" ببلدية حمام ملوان، إلى وجود نوعين من التضاريس على مستوى ولاية البليدة، سهل متيجة، الذي يشكل 65 بالمائة من المساحة الإجمالية لولاية البليدة، و44 بالمائة هي المساحة التي تشكل سلسة الأطلس البليدي والمساحات الغابية، التي تزخر بعدة مناطق سياحية هامة، تستقطب إليها أعدادا كبيرة من السياح.

وقال: "من أجل هذا، لابد من حمايتها بالاعتماد على مجهودات المحافظة الولائية للغابات، وكذا المجتمع المدني الذي أصبح شريكا فعالا في عملية الحماية"، غير أن الوصول إلى إشراك المجتمع المدني، حسبه، "يتطلب أن يكون متطوعوه مكونين في المجال، ليكونوا قادرين على تقديم إضافة تحمي الثروة الغابية، وتخدم السياحة الداخلية"، مشيرا إلى أن السياحة الجبلية مثلا، في ولاية البليدة، أصبحت في السنوات الأخيرة خلاقة، لفرص الشغل وتساعد على تحسين مداخيل سكان الجبال، بالنظر إلى نشاطاتهم الفلاحية، كغرس الأشجار المثمرة وإنتاج العسل وتربية الحيوانات، ومنه خلق الثروة، بالتالي، كما قال: "لابد أن يكون المجتمع المدني على دراية بكل هذه النقاط، حتى يساعد من خلال نشاطه الجواري التحسيسي على تشجيع السكان على البقاء في المناطق الريفية، وتعليمهم كيفية المحافظ عليها من مختلف المخاطر، مثل الحرائق".

مردفا: "من أجل هذا، أعتقد أن تكوين المجتمع المدني والعمل على التخصص في مجال السياحة، على اختلاف أنواعها، غاية في الأهمية، إن رغبنا في جعل المجتمع المدني شريكا فعالا في حماية الثروة الغابية، ومنه خدمة السياحة الداخلية".

من جهة أخرى، أشار المتحدث، إلى أن محافظة الغابات في السنوات الأخيرة، لمست نوعا من الوعي لدى سكان المناطق الجبلية عند التدخل لإطفاء الحرائق، أو القيام بعمليات الإنقاذ، بفضل نشاط أعوان المحافظة الولائية للغابات ودعم المجتمع المدني، خاصة الجمعيات ذات الطابع البيئي والكشافة الإسلامية، وحتى جمعيات الصيادين الذين كان لديهم دور هام في التبليغ عن عمليات الصيد الجائر ضد الحيوانات الحمية.

وأوضح المسؤول، أن "الوصول إلى ترقية السياحة الداخلية، يتطلب تنمية السياحة الداخلية، من خلال تكوين مرشدين سياحيين، ويكون لكل جمعية برنامجها الخاص الذي تعمل عليه"، ناصحا في تدخله بقوله: "مثلا على مستوى ولاية البليدة، حبذا لو يتم تكوين مرشدين في السياحة الجبلية والحموية، وفي مناطق أخرى من الوطن، أن يكون هناك مرشدون في مجالات أخرى، كالمرشد في السياحة الصحراوية، كل هذا من شأنه أن يساهم في ترقية السياحة الداخلية".

وحسب قوله: "يوجد على مستوى ولاية البليدة، ما يسمى بالمشجر، الذي يعتبر الأول الذي أنشئ في الجزائر سنة 1935، يضم عدة أصناف نباتية مدخلة من كل بقاع العالم، وهو ما يستدعي إعطاءه الأهمية، لأنه يستقطب الكثير من السياح، وحتى طلبة الطب، حيث يحتوي على 160 صنف نباتي من كل أنحاء العالم، كان آخرها جوز بلغاريا"، مضيفا: "من هنا يظهر نوع آخر من السياحة، وهي السياحة البيداغوجية التي تتطلب هي الأخرى، أن يتم توعية المجتمع المدني إليها، وتكوينه فيها، من خلال التعريف بالأصناف النباتية وكيفية حمايتها، دون أن ننسى السياحة الثقافية والدينية، من خلال التقرب إلى سكان المناطق الريفية، من عرش بني مصرا وزاوية بني مصرا، التي كانت تقوم بتحفيظ القرآن الكريم، بأعالي جبال الأطلس البليدي في منطقة سباغنية، وكذا غابة تازاريت".

ويختتم مقدم قوله: "إن كل هذه المؤهلات السياحية، تتطلب تكوين المجتمع المدني حولها، ليعرف كيف يساهم بنشاطاته في حمايتها وترقيتها، وهذا لا يتحقق إلا بالتخصص في مجال معين من مجالاتها، وإخراج المجتمع المدني من النشاط المكتبي، وتشجيعه على التواجد في الميدان والاحتكاك بالمواطنين".