باعتبارها برامج تنموية لتطوير المجتمع

التنمية البشرية علم جديد يقبل عليه الشباب

التنمية البشرية علم جديد يقبل عليه الشباب
  • القراءات: 1483
 نور الهدى بوطيبة نور الهدى بوطيبة

أدرج العديد من الشباب في الآونة الأخيرة في جدول يومياتهم، حصصا في التنمية البشرية تحت عناوين مختلفة، تتناول مواضيع عديدة يتلقى من خلالها المشاركون دروسا في الحياة تساعدهم على تخطي عقبات قد يرونها معقدة.

يعرف الشباب التنمية البشرية بالعلم الجديد، وهي تساهم في توسيع القدرات التعليمية وخبرات الشعوب، إذ تساعد الإنسان بمجهوده ومجهود ذويه على الحصول على مستوى مرتفع من الإنتاج والدخل، يتعلم من خلاله  سبل التعامل في الحياة بطريقة صحية، إلى جانب تنمية القدرات الإنسانية من خلال توفير فرص ملائمة للتعليم وزيادة الخبرات.

من خلال إجراء "المساء" لاستطلاعها وسط العديد من الشباب، التمسنا مدى اهتمام الشاب في السنوات القليلة الأخيرة في هذا الاتجاه، إقبالا شديدا على الحصص التي ينظمها مدربون من مختلف دول العالم العربي،  خصوصا من مصر والعراق، تخصص دورات تكوينية عادة لا تتعدى يومين أو ثلاثة أيام، ويكون حضورها مغلق، إذ يمنع خلال حضورها إدخال أجهزة الهواتف النقالة لمنع التصوير والتسجيل.

وقد تبين لنا خلال جولتنا أن الإقبال على تلك الحصص التكوينية أصبح يمس الجنسين من الذكور والإناث، لكن أغلبهم من الشباب، إذ أصبح الإقبال على تلك الدورات التدريبية بمثابة موضة ثقافية، بعدما أثبتت تلك الأساليب نجاحها في التعامل مع مختلف مشاكل الحياة.

وقد أجمع من مسهم استطلاعنا، على أن حصص التنمية البشرية بمثابة أسرار التعامل مع الحياة، غالبا تكون جد بسيطة ولعل تلك البساطة هي التي تجعلها رائعة. وأضاف آخرون ممن وصفوا الدروس بالحلول السحرية، إذ تعد تلك الدروس مزيجا بين "حكمة لتجارب حقيقية سابقة" مرفوقة بالعلم، وبالقيم الدينية، فذلك المزيج بين مختلف العلوم هو ما يجعلها أساليب فعالة في التعامل مع مشاكل الحياة وجعل منها مشاكل بسيطة تحل بطرق سهلة وسلسة.

من جهتها، أوضحت كميلة شابة "وفية" للدورات التكوينية في التنمية البشرية قائلة: "سبق أن حضرت العديد من الدورات التكوينة في مواضيع مختلفة، أهمها التدريب في الطاقة الإيجابية، إذ تعد تلك الدورات ـ حسبها ـ فعالة في مساعدتها على تبني الفكر الإيجابي في التعامل مع مختلف المشاكل التي تواجهها في حياتها، مشيرة إلى أن لا المسافة ولا المال يمنعانها من حضور تلك الدورات، قاطنة في ولاية تلمسان، إلا أنها تنتقل في كل مرة بين الجزائر العاصمة ووهران لحضور دورات تكوينية، بعد أن يتم الإشهار لها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، خصوصا "الفايسبوك". وأكدت المتحدثة أن الإقبال على تلك الدورات كبير، ولا يزال العدد يرتفع بين سنة وأخرى، وذلك دليل على فعالية تلك الدورات بالنسبة للمشاركين فيها، وقالت: "إن سعر الدورة التكوينية يصل أحيانا إلى 50000 دينار ليومين فقط، ذلك دون الحديث عن مصاريف، إذ يتلقى الشخص أساليب تبقى سرية" لا تتسرب من قاعة التدريب إلى حين يقرر المدرب في التنمية البشرية تنظيمها في ولاية أخرى مجانا، وهذا قناعة منه بأن تلك "النصائح" التي قدمها في الدورات مدفوعة الثمن سوف تصبح متداولة ويمكن للآخرين الاستفادة منها مجانا، إلا أن المشاركين في الدورة الأولى لهم فقط حصرية النصائح.

وقالت كميلة؛ دائما ما يكون التفاعل بين المحاضر أو المدرب والمشاركين جيدا، نظرا لمعرفته أساليب التحكم في الجمهور، حيث يجيد مدرب طريقة التعامل وتكوين الحضور، بتنظيم ألعاب واختبارات "ممتازة" يبقى الحاضر أمامها مندهشا، يجعله يلفت انتباهه طوال الحصة، مهما كانت الساعات طويلة. وتقول كميلة؛ إن التنمية البشرية عبارة عن برامج تنموية لتطوير المجتمع، مؤكدة أن الشاب الجزائري له استعداد عال للتطور ويحتاج فقط إلى من يأخذ بيده ويدله على الطريق، لإعطائه الخبرة بوسائل بسيطة وتوفير كل ما يحفز وينمي قدراته العقلية.