تحوّل إلى ظاهرة تهدد عقل الطفل وراحته النفسية

التنمر يبلغ أبعادا خطيرة في الوسط المدرسي

التنمر يبلغ أبعادا خطيرة في الوسط المدرسي
  • القراءات: 480
 نور الهدى بوطيبة نور الهدى بوطيبة

حذّرت الخبيرة النفسانية أمينة حناش من ظاهرة التنمر وسط الأطفال، التي باتت تأخذ أبعادا خطيرة جدا، تؤثر على نفسية الطفل الذي يعيش ضغوطات بسبب كلمات تسيء إلى مظهره أو شكله أو حتى ملابسه، مؤكدة أن هذه الظاهرة أصبحت تهدد السلامة النفسية والعقلية للطفل، خاصة في الوسط المدرسي، ومشيرة إلى أن انتشارها ذلك من مسؤولية الأولياء، الذين يفقد الكثير منهم الحس بمسؤولية التربية.

أوضحت المختصة أن التنمر من المشاكل الاجتماعية القديمة، والتي تشتد صورها خلال السنوات الأخيرة. وتظهر آثارها داخل المجتمع؛ بما تعكسه من آثار سلبية على الفرد مستقبلا، خصوصا الأطفال؛ مما يؤدي غالبا، إلى حدوث انطواء للطفل، أو الإصابة بالاكتئاب، بل ويصل أحيانا الأثر إلى حد الهروب من القسم، وعدم الرغبة في الالتحاق بالمدرسة؛ ما يؤثر على تحصيله الدراسي مع الوقت. ويمس التنمر، حسب محدثة "المساء"، العديد من النقاط التي قد تكون متعلقة بالجهوية، والشكل، والحالة الصحية أو حتى أحيانا بعض التفاصيل التي لا يغفلها أطفال لا يدركون خطورة الأمر، وأثره على زملائهم في القسم، خاصة أن أثر ذلك قد يصاحب الفرد إلى كبره، فتبقى لديه عقدة في شخصيته، ترافقه في مختلف مراحل حياته.

وأوضحت المختصة أن التنمر يأخذ أشكالا مختلفة أو بالأحرى مراحل؛ فقد يبدأ التنمر لفظيا؛ أي بالشتم، أو السخرية؛ أي التنكيت على شخص معيّن رفقة مجموعة. وقد يبلغ التنمر درجة أكثر تعقيدا وهي التنمر الجسدي؛ أي يصل إلى حد الضرب والتهديد، أو إلقاء أشياء على الفرد أو محاولات تعنيفه، تكون بين الصغار، وحتى بين المراهقين، بمحاولات منهم خلق جو من المرح بين الرفاق، وإثبات وجود وقوة ومحاولة إدارة مجموعة من خلال تخويف المحيطين به.

ونبهت المختصة إلى أن بعض حالات التنمر التي يعيشها الأطفال، تبلغ لديهم مراحل متقدمة من المشاكل النفسية، قد تُحدث اكتئابا وحزنا، وخوفا وحتى يأسا؛ مما يجعل الطفل عديم الرغبة في الذهاب إلى القسم. وقالت المختصة إن ملاحظة تصرفات الطفل بعد القسم، أمر ضروري؛ لمعرفة مدى راحته في المدرسة، والحديث معه لمعرفة ما إذا كان يعاني ضغوطات معيّنة من طرف زملائه؛ لمحاولة حل المشكل وعلاجه. كما إن على أولياء الأشخاص الذين يبدون تصرفات تنمّر، علاجَهم؛ لأن ذلك، أيضا، من الحالات النفسية التي لا بد من أخذها بعين الاعتبار لعلاجها؛ حتى لا يتعجرف الطفل، ولا تبدو عليه مظاهر من التصرف العنيف؛ سواء كان ذلك بالشكل اللفظي أو الجسدي، فلكلاهما قوة وتأثير، لا بد من الحذر منه، حسب تأكيد المختصة.