تقنية الاسترخاء الذاتي لطرد التوتر

التنفس الموجَّه أحسن وسيلة للتركيز في الامتحان

التنفس الموجَّه أحسن وسيلة للتركيز في الامتحان
الدكتور لحسن بوجناح، المختص في العلاج السلوكي المعرفي وتقنيات الاسترخاء الذاتي
  • القراءات: 586
أحلام محي الدين أحلام محي الدين

قال الدكتور لحسن بوجناح، المختص في العلاج السلوكي المعرفي وتقنيات الاسترخاء الذاتي الممارس لهذه المهنة مدة 30 سنة، والمتحصل على شهادة دولة في العلاج الطبيعي، وإعادة التوظيف الحركي، إن تقنيات التنفس التي يمكن أن يعتمدها الطلبة في الأيام التي تسبق الامتحانات المصيرية، من شأنها تخفيف التوتر، والقضاء عليه للتركيز في الامتحان، واجتيازه بأريحية أكبر؛ من خلال تقنية التنفس الموجّه، المستخرجة من نظام تدريبي كامل، عمل عليه المختص لسنوات.

وأوضح المختص في تصريح لـ«المساء"، أنها طريقة متكاملة تمتد على مدار 12 أسبوعا، لكن يمكن الاستفادة من مزاياها خلال الأيام الأخيرة التي تسبق الامتحانات، مشيرا إلى رغبته في مساعدة الأجيال على الاستفادة منها؛ من خلال تعليمها للمختصين بالمؤسسات التربوية وللأبناء كمقياس. وأكد الدكتور بوجناح أن القلق شبيه بالكولسترول الذي لا بد أن يكون بنسب محددة، مشيرا إلى أنه يُعد ضروريا للتفاعل مع المحيط والإنجاز، لكن هذا النفع ينعكس ويصبح ضارا على عدة أصعدة إذا تجاوز الحدود، وبات يشكل مصدر خطر على باقي أعضاء الجسم. كما إن القلق يؤثر على السعادة ويبددها، موضحا أن "الطريقة التي تتم بها الأشياء في هذا العالم المتسارع الذي بات ينتج القلق، تدفعنا إلى المحافظة على صحتنا النفسية؛ من خلال انتهاج الطرق السليمة في التعامل مع القلق".

وأشار بوجناح: "طريقتنا في التنفس أوتوماتيكية. وفي غالب الأوقات لا نأخذ فيها نصيبنا الكافي والجيد من الأكسجين الذي يساعد في عملية الاسترخاء والراحة"، مردفا أن الإنسان الذي لديه كفاءة للتنفس بإرادته بطريقة جيدة، يكون فعالا في إدارة الحواس، كما يمتلك جاهزية البقاء متماسكا، مما يساعد على حماية القلب؛ لأنه إذا توتر القلب يؤثر على العملية التنفسية، وهذا ما يسمى بالتنسيق القلبي، الذي لا يكون موجودا إلا بالتنسيق التنفسي، مضيفا: "وحتى يكون التنفس الموجه مجديا ومفيدا، يمكننا الاستفادة من الطريقة الموجهة في التنفس، والتي بفعلها تتم عملية الإشباع من الأكسجين، الذي لديه فوائد كبيرة، ونكون بهذا قد خرجنا من طريقة التنفس الأوتوماتيكي؛ لأنه بصعود الأكسجين إلى المخ ترتفع هرمونات الارتخاء، ومنه يشعر الشخص بالراحة". وأشار بوجناح إلى أن تقنية التنفس الموجه، تصل إلى هدفها المنشود بعد 10 دورات تنفسية تتم في خمس دقائق، يصل من خلالها الفرد إلى التشبع، ويحدث معه الارتياح، موضحا أن هذه التقنية شبيهة بالغربال، الذي يصفي كل حالات التوتر النفسي التي تأتي من الخارج. 

وحيال عملية التنفس الموجّه التي قال إنها كفيلة بمساعدة الطالب على الدخول للامتحان في حالة هدوء تام، قال محدثنا: "لتتم عملية التنفس الموجه بالطريقة المطلوبة، لا بد من الضغط على الشفتين في البداية، ثم إخراج النفس لآخر قطرة منه؛ كمن يريد إطفاء شمعة على بعد 50 سم، ثم يكبت الأنفاس ولا يحاول إدخال الهواء لمدة 5 ثوان؛ مما يجعل الطلب على الهواء قويا جدا، وهنا لا بد من أخذ نفَس جيد، لنكون بهذا قمنا بهيكل التنفس الجيد؛ استنشاق، ثم كبت، ثم زفير طويل، ثم استنشاق قوي للهواء. ويتم تكرار العملية 10 مرات، ليجد الشخص نفسه هادئا مرتاحا".

وأكد المختص في حديثه، أن هذه الأيام الأخيرة التي تسبق الامتحانات، يمكن الاستفادة فيها من المراجعة، يقول: "التدريب الذهني لا بد أن ينطلق من بداية السنة. وهذه المسؤولية تقع على عاتق الوالدين، اللذين لا بد أن يفعلا كل ما في وسعهما، لمساعدة الابن على التحصيل الدراسي في وقته وبأريحية؛ لأن الأيام التي تسبق الامتحان يمكن خلالها تحيين المعلومات على أن يضع الطالب نصب عينيه، أن البكالوريا مجرد اختبار يمكن اجتيازه بنجاح".