تقرير للاتحاد الأوروبي يكشف

التمييز الذي تعانيه الأقليات المسلمة.. الجزائريون عينة

التمييز الذي تعانيه الأقليات المسلمة.. الجزائريون عينة
  • القراءات: 569
❊ نور الهدى بوطيبة ❊ نور الهدى بوطيبة

كشفت منظمة الاتحاد الأوروبي، على هامش الصالون الدولي للكتاب المقام بقصر المعارض "الصنوبر البحري" مؤخرا، عن تقريرها الخاص بالتحقيق الثاني، الأقليات والتمييز، حيث خصت في دراستها عينة من المسلمين المقيمين في الدول الأوروبية، وما يعيشه هؤلاء من اضطهاد وتمييز في العديد من الجهات التي تؤرق حياتهم وتصعب عليهم العيش في سلام، باعتبار أن الجزائريين يشكلون نسبة معتبرة من هؤلاء المسلمين المهاجرين إلى أوروبا. "المساء"  تعرض قراءة ملخص التقرير الذي حزنا على نسخة منه.

استهل مايكل أوفلاهرتي، محامي إيرلندي متخصص في حقوق الإنسان، ورئيس لجنة إيرلندا الشمالية لحقوق الإنسان منذ عام 2004، ورئيس مركز حقوق الإنسان في جامعة نوتنغهام، تقريره بالحديث عن موقف بسيط قد يواجه أي مسلم في أوروبا، وهو خلال التقدم لمقابلة عمل، حيث أنه من الممكن أن يحدث اسم عربي مسلم بسيط كل التغيير، أو لون بشرته أو ارتدائه رمز من رموز الانتماء الديني المرئي، فمباشرة يحوّل تركيز صاحب العمل إلى انتماء طالب الوظيفة وليس إلى إمكانياته وقدراته المهنية، وأشار مايكل أوفلاهرتي، أن التمييز لا يواجهه مسلمي أوروبا فقط خلال البحث عن العمل، إنما أيضا في جهات أخرى، على غرار المراكز الخدماتية، كالطبيب أو حتى في المطعم، وهنا أيضا يعتبر ارتداء أي رمز من الرموز الدينية البارزة، على غرار ارتداء الحجاب حجة لتعرض المسلمات لوابل من الاعتداءات اللفظية، بسبب الانتماء يصل في بعض الأحيان إلى الاعتداء الجسدي، يضيف المتحدث.

لقد جرى التحقيق في 15 دولة أوروبية، مس خلالها أكثر من 10500 مهاجر من المسلمين، وكشف غياب أي مشروع أو نية مشروع حقيقي لمكافحة التمييز والعنصرية وجريمة الكراهية، التي يروح ضحيتها مئات المسلمين يوميا.

يشكل المسلمون في أوروبا، ثاني أكبر تجمع ديني، ويمثلون نسبة 4 بالمائة من الكثافة السكانية الأوروبية، مع الإشارة إلى أن ما تعانيه تلك الفئة من اضطهاد وتمييز ومضايقة، يعمل على إحباط مشاركة تلك النسبة في التنمية وتأمين وتجسيد انخراطها في المجتمع وتطويره.

حسب مايكل أوفلاهرتي، فإن الهدف من هذا التقرير، هو منح أصحاب القرارات السياسية والحكوميين مجموعة المعلومات الضرورية والخاصة بالمسلمين الذين يعيشون في أوروبا، والقائمة على التحقيق حول العنصرية والاضطهاد، تفتيش الشرطة وغيرها من مشاكل التمييز، التي يمكن أن تكون قاعدة معلومات ونقطة انطلاق لمشروع فعال في مكافحة الأمر، وضمان أمن وسلامة تلك الأقلية في أوروبا.

أوضح القائمون على جناح الاتحاد الأوروبي، على هامش الصالون الدولي للكتاب، أن مشاركة هذا التقرير مع الجزائريين في هذا المعرض، باعتبار وجود العديد من المهاجرين الجزائريين في أوروبا، خصوصا في بعض الدول مقارنة بأخرى، على غرار فرنسا، إسبانيا، بلجيكا، هولندا وإيطاليا، بحكم الموقع الجغرافيا المحاذي لشمال إفريقيا. ويعاني هؤلاء نفس ما يعانيه باقي المسلمين من تمييز، ليس عبارة عن اعتداء لفظي فقط أو جسدي، إنما يمكن أيضا أن يكون تمييزا بنظرة عنصرية، وقد شكل الجزائريون خلال هذا التحقيق، إحدى العينات، إلى جانب الأتراك، المغاربة التونسيين، الباكستانيين، السنغاليين وغيرهم..