لعشاق السفر إلى المناطق الاستوائية وشبه الاستوائية

التلقيح ضد الأمراض المدارية لتفادي عدوى الطفيليات ضرورة

التلقيح ضد الأمراض المدارية لتفادي عدوى الطفيليات ضرورة
الطبيب الأخصائي في الأمراض المعدية، عبد العلي مفتاح نور الهدى بوطيبة
  • القراءات: 755
❊ نور الهدى بوطيبة ❊ نور الهدى بوطيبة

ينطبق على شهر نوفمبر مقولة الهدوء الذي يسبق العاصفة، فهو شهر السياحة في العديد من المناطق الاستوائية التي تشهد مناخا معتدلا ومثاليا لعشاق السباحة في المحيطات، لهذا تستقطب تلك المناطق العديد من السياح من كل ربوع العالم، لاسيما الجزائريين الذين خاضوا مؤخرا في هذا النوع من الوجهات، لكن التوافد على تلك المناطق يتطلّب إجراءات وقائية، حفاظا على صحة السائح خلال تواجده هناك، لتفادي العديد من الأمراض الاستوائية المنتشرة في تلك البلدان.

عن هذا الموضوع، حدث المساء الطبيب الأخصائي في الأمراض المعدية، عبد العلي مفتاح، الذي قال بأن الجزائري خلال السنوات الأخيرة انفتح على مختلف دول العالم، سواء من أجل العمل أو السياحة أو العلاج، لذا يمكن أن يكون شهر نوفمبر فرصة مثالية للمسافرين الذين يرغبون في التمتع بأجواء الهدوء وزيارة وجهات جديدة في فترة أقل ازدحاما.

لكل دولة خصائصها من حيث إجراءات استعداد السفر إليها، يقول المتحدث، مشيرا إلى أن من الدول التي تنتشر بها العديد من الأمراض والأوبئة، سواء بسبب مناخها الاستوائي أو ظروف معيشة سكانها، لهذا تعد معرفة إجراءات الوقاية قبل السفر إليها أمرا ضروريا، وعلى كل فرد معرفتها قبل أن يتوجه إلى البعض منها.

ذكر المتحدث أن أكثر الأمراض المنتشرة في تلك الدول؛ الحمى الصفراء والملاريا، إلى جانب أمراض أخرى تتواجد في دول استوائية دون أخرى، ومعظم تلك الأمراض طفيلية المصدر وتنتشر عن طريق الحشرات، كالبعوض والذباب الأسود والحلزونات وذبابة تسي تسي، وهناك أمراض أخرى تنتشر عن طريق الماء الملوث والتربة التي تحتوي على بيض الديدان، وتشتد حدة تلك الأمراض عندما تكون البيئة ملوثة، بسبب تدني ظروف العيش ومعايير النظافة الشخصية، وقد باتت هذه الأمراض بعدما كانت واسعة الانتشار فيما مضى، تتركز حاليا في الأماكن التي يسودها الفقر المدقع، لاسيما في الأحياء الحضرية الفقيرة أو مناطق النزاعات.

يقول الدكتور بأن إجراءات الوقاية استعدادا للسفر إلى تلك المناطق، تبدأ بالتطعيم ضد أكثر الأمراض انتشارا هناك وأخطرها، وهي الحمى الصفراء التي يتم نقلها بواسطة أنثى البعوض ايجيبتي ايديس، ويمكن أيضا للقِرَدة أن تحملها وتنقل عدواها للإنسان إذا أصابته بخدوش، وتتواجد في دول إفريقيا الوسطى أو الدول المدارية، وكذا بعض دول أمريكا الجنوبية، فضلا عن بعض الدول الأسيوية.   

في السنوات الأخيرة، وبفضل التطوّر العلمي، أصبح هذا التطعيم يتم مرة واحدة في حياة الفرد، وتبقى فعاليته طوال العمر، خلافا لما كان عليه سابقا، حيث كان لابد من تجديده كل خمس سنوات في حال الرغبة في السفر مرة أخرى.

يشير الأخصائي إلى أنّ التلقيح يبدأ من قبل يتم التطعيم ضد الحمى الصفراء قبل عشرة أيام من تاريخ الرحلة، بالتوجّه إلى مراكز التطعيم الدولي المتواجدة على مستوى ولايتهم، وفي العاصمة يكون على مستوى معهد باستور بالحامة، مستشفى القطار، ومستشفى بني مسوس. أكد المتحدث أن العديد من تلك الدول تشترط على الوافدين على أراضيها في ملف طلب الفيزا، وثيقة تثبت تلقيهم تطعيما ضد تلك الحمى، تتمثل في دفتر يقدمه مركز التطعيم الدولي للفرد بعد قيامه بالتطعيم”.

على صعيد آخر، أوضح الأخصائي أنه في تلك الدول الاستوائية وشبه الاستوائية، تنتشر أمراض أخرى لا تقل خطورة عن الحمى الصفراء، وهي الملاريا التي أصلها طفيلي، تنتشر في المناطق الرطبة والأماكن التي ترتفع فيها درجة الحرارة، حيث تتسبب فيها لدغة بعوضة، وتتم الوقاية من هذا المرض بتناول جرعات محددة من دواء يصفه المركز الدولي للتطعيم ضد هذه الأمراض، في نفس اليوم الذي يتم فيه التطعيم ضد الملاريا، في وصفة طبية خاصة يتم اقتناء الدواء بها من الصيدلية المركزية بوادي السمار (الدار البيضاء)، تقدّم للمسافر حسب أيام إقامته هناك، على أن يتم تناول ذلك الدواء بجرعة يومية من ليلة السفر، وتتم في نفس الوقت من كل يوم طيلة فترة الإقامة في تلك الدول، وتتواصل عملية أخذ ذلك الدواء لأسبوع بعد العودة إلى الوطن، وهذا الإجراء الوقائي وجد مهم، وعلى المسافر احترام هذا البروتوكول لتفادي إصابته بالملاريا.

أضاف المتحدث أن هناك بعض أساليب الوقاية الأخرى التي تتمثّل في سلوكيات لابد أن يحترمها المسافر خلال تواجده في تلك المناطق، من أجل وقاية فعالة ضد أي مرض، وتتمثل في ارتداء ملابس فضفاضة بأكمام طويلة خلال الفترة المسائية لتجنب لسعات البعوض، إلى جانب استعمال طارد جلدي للبعوض، وهو عبارة عن دواء يتم بخه على الجلد يطرد الحشرات والبعوض.ط