طباعة هذه الصفحة

ألبومات الصور الفوتوغرافية

التكنولوجيا غذت الاستغناء عنها

التكنولوجيا غذت الاستغناء عنها
  • القراءات: 615
❊ نور الهدى بوطيبة ❊ نور الهدى بوطيبة

اختفت إحدى أهم السلوكيات التي كانت تمارسها المجتمعات خلال السنوات الأخيرة، والمتمثلة في استخراج الصور من أجهزة التصوير الفوتوغرافي، سواء من آلة التصوير أو الهواتف الذكية، ووضعها في ألبوم صور يسمح بالغوص في الذكريات الجميلة، حيث تحمل كل صفحة منه صورا مختلفة للعائلة والأصدقاء، وبات الفرد اليوم يكتفي بالحفاظ على صوره في أجهزته الذكية، الأمر الذي تسبب نسبيا في تراجع عمل محلات التصوير الفوتوغرافي.

 

يعد الجلوس مع العائلة من حين لآخر وحمل ألبومات الصور، من الأوقات الجميلة التي كانت العائلة تتشاطرها في بعض المناسبات، لاسيما في العطل المدرسية، بعد حفلات الزفاف، وأحيانا في الليالي الشتوية الدافئة، حيث كانت تأتي ربة البيت بعدد من ألبومات الصور، قديمة كانت أو جديدة، لتنطلق الرحلة مع ذكريات مليئة بالبهجة والفرحة، وأحيانا ينتاب الذين شكلوا حلقة في وسط الغرفة لتناقل الصور، ضحك بسبب بعض الصور والمواقف الطريفة آنذاك، مما يعكس الحنين إلى أوقات السعادة.

رغم إيجابيات التكنولوجيا، وكل ما جاءت به من مزايا للإنسان وسهلت عليه حياته اليومية، إلا أنها لم تخف سلبياتها، وهو ما طال أيضا عالمنا المتعلق بالصور في صيغة الورق، وأصبح الفرد يكتفي بتحميل صوره على هاتفه الذكي، أو في قرص مضغوط، وبدأ يصغر حجم قاعدة التحميل إلى أن أصبحت على شكل ذاكرة خارجية جد صغيرة، لا يمكن رؤية ما فيها إلا بوصلها بجهاز كمبيوتر.

في هذا الصدد، حدثنا المصور الفوتوغرافي أرسلان بن عصمان، من ولاية تلمسان، وصاحب شركة تصوير وإنتاج قائلا العديد من محلات التصوير الفوتوغرافي اختفت تماما، وحول البعض منها إلى أنشطة أخرى، أكثر حركية، بسبب تراجع الإقبال على محلات التصوير، لأن المجتمع بات يكتفي بالتقاط صور بالهاتف الذكي أو بآلات التصوير، وأصبح عمل المصور يقتصر على أخذ صور بورتري الخاصة بالملفات الإدارية والرسمية، بعدما كان سابقا يرتكز على أكثر من ذلك، كتحويل الصور من أشعة إلى صور ورقية، فضلا على عمله من حين لآخر في المناسبات والأفراح، إلا أن كل ذلك سبب نوعا من الركود في نشاطه.

وعن ألبومات الصور، قال أرسلان جيل اليوم لا يدرك تماما أهمية الألبومات، ولن يدرك ذلك إلا عند تقدمه في السن، حين يبحث عن صور يغذي بها حنينه للماضي، وهذا ما نلمسه عند كبار السن، الذين لا زالوا يستمتعون بالتأمل في الصور، ويحافظون على ألبوماتهم في أماكن آمنة، ثم يضيف محدثنا لا يمكن أبدا تعويض ذلك الشعور عند تصفح ألبوم صور، بدل تمرير الصور في هواتفنا الذكية.

ذكر المختص أن الألبوم الوحيد الذي لا زال يلقى الاهتمام؛ ألبوم صور الزفاف، فهو الوحيد الذي لا زالت الفتاة تطالب به لإبقائه كذكرى، ويتم تصفحه مع العائلة مباشرة بعد الزفاف، وهذا أيضا ما تسبب في تراجع مصنعي كتب الصور أو ما يعرف بالألبومات، لاسيما أن بعض المؤسسات الصغيرة تخصصت قبل فترة في تصنيعها، إلا أنها كبحت نشاطها بسبب تراجع استعمالها.