لتخفيف الضغط على الأطفال المصابين بالتوحد

التكفل النفسي جزء من فعالية العلاج

التكفل النفسي جزء من فعالية العلاج
  • 1849
نور الهدى بوطيبة نور الهدى بوطيبة

يعد الاهتمام النفسي والصحي بالطفل، من الأمور الحاسمة التي يحرص عليها الأولياء لسلامة الفرد مستقبلا، لكن يمكن خلال تلك الفترة أن تحدث مشاكل تتعدى طاقة الوالدين بسبب مرض معين، الأمر الذي يستدعي التكفل بالطفل على المستويين الجسماني والنفسي، لتقليل الأضرار التي تخلف مضاعفات أبعد من المرض في حد ذاته.

اختارت الأخصائية النفسانية نادية لوديني، الحديث عن مرض التوحد لدى الأطفال كعينة للتكفل النفسي بالمصابين، على هامش يوم دراسي نظم مؤخرا بالمركز الثقافي "11 ديسمبر" بشارع بلوزداد في العاصمة، حيث أشارت إلى أن تعامل الطفل مع المرض يختلف عن تعامل الراشد معه، تقول "تجهل تلك الفئة الضعيفة معنى المرض، لاسيما عندما تقارن نفسها مع بقية الأسوياء، الأمر الذي يزيد الطين بلة ويدخلها في مشكل حقيقي تجهل كيفية التعامل معه، مما قد يؤثر على شخصية وتفكير الفرد".

أضافت االأخصائية أن مرض التوحد من الأمراض التي أصبحت تصيب الأطفال بشكل كبير، وتثير قلق الأمهات والآباء كثيرا، فرغم أن الأعراض تظهر في سن مبكرة، إلا أنه قد لا يلاحظها الكثيرون، ما يؤخر اكتشاف المرض ويؤثر على علاجه.

ذكرت الأخصائية أن مرض التوحد ينتج عن خلل في وظائف الدماغ، يظهر كإعاقة تطورية عند الطفل، مما يؤثر على مهارات التواصل والسلوك، يظهر من سن الرضاعة إلى ثلاث سنوات غالبا، وقد يتم تشخيصه بعد هذا السن، لصعوبة فهم سلوكيات الطفل في تلك المرحلة ومقارنتها بالسلوك العادي عن السلوك غير العادي.

من أهم السلوكيات التي قد تظهر على الطفل، تضيف لوديني، العجز في استعمال الأساليب غير اللفظية للتعبير، مثل الحملقة في العين، حركات جسمية أو التعامل بالإشارات. كما أن بعضهم لا يبدي خوفا من المخاطر وتظهر أيضا عليه بعض التصرفات العنيفة تجاه ذاته، كشد الشعر أو عض نفسه، القيام بحركات غريبة، مثل رفرفة اليدين، القهقهة بلا سبب وفرك الأشياء، بعضهم يبدي حساسية مفرطة لبعض المثيرات الحسية، مع أنها غير مزعجة للشخص العادي، في نفس الوقت لا ينزعجون من مثيرات أخرى صاخبة مع أنها مزعجة بالنسبة للأسوياء.

أكدت المتحدثة أن الإحصائيات تشير إلى أن 400 ألف حالة طفل مصاب بالتوحد على المستوى الوطني، وما يعادل 500 حالة على مستوى العاصمة تنتظر الكشف عن الإصابة بالتوحد، وهذا يمثل فئة كبيرة من الأطفال المصابين بهذا المرض، لذا يعد وضع مخطط وبرنامج وطني للتكفل بهذه الفئة جد مهم، من أجل التعامل مع صحتهم الجسمانية والنفسية.

في هذا الخصوص، ذكرت الأخصائية أن التكفل النفسي يتلخص في سبل التعامل مع الطفل المصاب، يكون بداية بالتدخل المبكر لتحسين مستوى التحصيل اللفظي والكلامي، بواسطة برامج خاصة من قبل أخصائيين لمعالجة النطق والسمع، ثم بعدها علاج السلوك السلبي والنمطي بواسطة التدريب بوسائل تحسين السلوك لمستوى مقبول، والأهم في كل ذلك، مشاركة الأولياء في تلك المرحلة لتحسيس الطفل بالوجود وعدم الاعتماد فقط على العلاج في المصحات ولدى الخبراء، مما يجعل الطفل يشعر بالمرض والعزلة والاختلاف عن البقية، بسبب تلك السلوكيات المخالفة لبقية الأطفال، كما أن التكفل بأولياء المصابين جزء من العلاج، إذ لابد أن يمر هؤلاء أيضا ببرامج تحسن التفاعل والتواصل مع الأطفال.