الأخصائية النفسانية نادية سعداوي

التكفل النفسي بالمرضى المزمنين ضرورة

التكفل النفسي بالمرضى المزمنين ضرورة
  • القراءات: 2532
أحلام محي الدين  أحلام محي الدين

يشكل سرطان الثدي والأمراض المزمنة الأخرى، صدمة كبيرة للمرضى والمحيطين بهم عموما، ويؤكد الأخصائيون أن الكشف المبكر والالتزام بالعلاج يؤديان إلى الشفاء الكامل في أغلب الحالات، كما يتم التأكيد على أهمية الدعم النفسي للمرأة والدور الفعال في زيادة نسبة الشفاء، وهو ما أقرته الأخصائية النفسانية نادية سعداوي، من المؤسسة الاستشفائية  الدكتور محد بحرا بالرويبة، في تصريح لـ«المساء، إذ نبهت إلى أن الدعم النفسي من قبل الأخصائي والزوج والمحيط والمجتمع عامة، هو السلاح الذي تقف به المرأة بقوة في وجه المرض، خاصة سرطان الثدي.

أشارت الأخصائية إلى أنه يمكن أن تنخفض معدلات الإصابة بسرطان الثدي بمقدار النصف أو أكثر، إذا تم القيام بعملية الفحص والتشخيص المبكرين، مع تحسين أساليب العلاج، إلى جانب العامل النفسي للمصاب بالسرطان، الذي يقتضي دعما نفسيا للمرأة ودور الأسرة والأصدقاء والمجتمع في مساعدتها على التغلب على المرض واجتياز الأزمة بسلام.

أكدت الدكتورة سعداوي، أن التكفل النفسي بمرضى السرطان أو كل المرضى المزمنين من قبل الطبيب النفسي ضرورة، ليتقبل المريض الصدمة التي يعيشها، وهي المرض المزمن، وتشرح قائلة فبدونه يبقى المريض تائها ولا يعرف المرض الذي سيواجهه، فالأخصائي النفساني يشرح له طبيعة المرض ويعرض عليه الوسائل وما سيفعله خلال مساره مع الداء، وحضور الطبيب يكون على ثلاث مراحل، فبعد معرفة الإصابة يكون وجود الطبيب جد ضروري، فهو يشرح للمريض كل ما يتعلق بمرضه وكيفية التعامل معه، وأي باب يمكن أن يطرقه، فالمريض المزمن يكون تائها، وفي حال سرطان الثدي، ستصاب المرأة بالهلع، خاصة إذا سمعت بوجود ورم في الثدي، وهو السرطان الذي يساوي الموت في لاوعي كل واحد فينا،  فنحن لا نسميه حتى اسمه، إذ نصفه بذلك الشيء.

فيما يخص المرحلة الثانية، قالت الأخصائية، إن هذه العلاجات لها تأثير كبير على جسم المريض، إذ يكون متعبا، وهناك من يصل إلى الانتحار ولا يتقبل طبيعة العلاج، لأن المريض سيجد نفسه شخصا آخر لا يستطيع الحديث، ويبقى في الفراش، خاصة إذا كان كثير الحركة، فإن المرض سيفاجئه، وهنا لابد على الطبيب والطبيب النفساني أن يفسر له ويهيئه نفسيا لتقبل مرحلة ما بعد العلاج، وهي مرحلة الغثيان والنزول في الوزن والضعف الآني والرغبة في الدخول للمرحاض والتغوط مرات عديدة، كل هذه الأمور لابد أن يعرفها المريض، خاصة المرأة التي تتغير في حياتها وتصبح غير قادرة على القيام بالكثير من الأمور كالطبخ وتدريس الأطفال والقيام بمجهودها الاعتيادي، فالمرأة أساس البيت والمجتمع، وعندما يقعدها المرض، يسقط معها كل شيء.

يتمثل تأثير الإصابة على الحالة النفسية للمرأة، بالشعور بالإرهاق المستمر، اضطراب العلاقات الشخصية، الشعور بالخوف والقلق والاكتئاب، الخوف من الموت، وقد تدفع المشاعر السلبية المرأة إلى القيام ببعض التصرفات الخاطئة التي تؤدي إلى تفاقم الحالة وتعقيدها، مثل رفض تناول الطعام نتيجة الصدمة، مما يضعف قدرتها على المقاومة، والأرق وعدم أخذ القسط الكافي من الراحة، الابتعاد عن الأقارب والأصدقاء، تجنب العلاج عن طريق رفض الخضوع للجراحة أو تلقي جرعات الكيمائي أو الإشعاعي.

كيف يمكن أن يساعد التكفل النفسي في علاج السرطان؟ تقول الأخصائية يكون ذلك بتقبل المرض، التغلب على التوتر والاكتئاب، مقاومة الخوف من العلاج، مرافقة المرأة بإعطائها توضيحات وتفسيرات حول طبيعة المرض،  ومساعدتها على تقبل التغيرات الجسمية التي ستحدث نتيجة العلاج.

يمكن للأسرة والأصدقاء المساهمة في الدعم النفسي للمرضى، وتقول يلعب الدعم النفسي للأسرة والأصدقاء دورا هاما وفعالا في تقبل المرأة للعلاج وتحمل الألم الناتج عنه، إذ يمكن مساعدةتها على تقبل التغيرات التي ستحدث على مستوى جسمها ومزاجها، فقد يكون للعلاج تأثير سلبي يجعلها عصبية حزينة ومرهقة، وهنا يلعب الزوج دورا مهما في مساعدة الزوجة يعادل نسبة 70 بالمائة من العلاج، وتقول إن الزواج رابطة تربط الإحساس والمشاعر، فهي لا تكتب في الأوراق، لكنها سلوك إنساني، ومرافقة المرأة يلعب دورا كبيرا في شفائها وتحمل الألم، فلابد من وجود كفالة أسرية، وأن لا تترك المريضة وحيدة أو تعزل، لأن العزلة تقتل صاحبها.

أضافت الدكتورة أنه من بين سبل العلاج أيضا، تشجيع المرأة على ممارسة نشاط بدني خفيف، حتى تتغير حالتها النفسية بشكل إيجابي، تخفيف أعباء الحياة اليومية من أعمال المنزل ورعاية الأطفال، مرافقة المرأة لتقبل ما يحدث لها، ضرورة وقوف الزوج إلى جانبها وتطمينها بأنه لن يغير نظرته إليها، وأنه إلى جانبها في رحلة العلاج، مع تشجيعها من قبل الجميع على تلقي العلاج ومساعدتها على تحمل أعراضه الجانبية، وإعطائها فرصة الحديث عما يشغل بالها ويؤرقها.