مختصون في علمي الاجتماع والتربية يؤكدون:

التقسيم الصحيح لوقت فراغ الطفل يلبي كل احتياجاته

التقسيم الصحيح لوقت فراغ الطفل يلبي كل احتياجاته
  • القراءات: 637
رشيدة بلال رشيدة بلال
تطرق مختصون في علمي الاجتماع والتربية إلى إشكالية وقت فراغ الطفل، بعد الوقوف على جهل عدد كبير منهم  للطريقة الصحيحة التي يتم اعتمادها قصد تقسيم وقت الفراغ الذي يقضيه معظمهم متسكعين في الشوارع والأسواق، أو في مشاهدة مختلف البرامج واللعب بالألعاب الإليكترونية دون انقطاع. يرى الدكتور يوسف حنطبلي، مختص في علم الاجتماع ومهتم بالقضايا التربوية والثقافية الذي أشرف على تنشيط يوم إعلامي حول وقت فراغ الطفل بالمركز الإسلامي مؤخرا، «أن وقت الفراغ من المفروض أن يكون وقت التوقف عن ممارسة النشاط، غير أن هذا المفهوم بالنسبة للأطفال غير وارد لأن حياتهم كلها عبارة عن محاولة اكتشاف، ومنه فما يحتاج إليه هو التوجيه نحو نشاط ما ليكون هناك معنى لوقت فراغه.
التحديات التي يعرفها المجتمع الجزائري، حسب الدكتور حنطبلي، تقوم على إشكالية مفادها؛ كيف تنسجم طموحات الأطفال مع توجيهات الأولياء؟ ومن هنا ينبغي للأولياء أن   يكونوا على دراية باحتياجات أبنائهم لمعرفة كيف يمكن استثمار وقت الفراغ بالطريقة التي ترضيهم، ومنه أعتقد أن مشكل الصراع الذي يولد بين ما يرغب فيه الأبناء وما يفرضه الأولياء راجع إلى الوسائط الاجتماعية التي كبر فيها الأطفال، والتي فرضت نمطا معينا من الحياة، لذا أعتقد أننا نحتاج إلى توطيد التواصل بين الأولياء والأبناء للوصول إلى تصور واضح من خلال الدخول في علاقة مرافق وصداقة ليكون وقت الفراغ مفعما بالفائدة التي ترضي كلا الطرفين.
وقت فراغ الطفل في المجتمع الجزائري عادة يسعى إلى ملئه بالتركيز على أشياء كان محروما منها خلال مرحلة معينة، فمثلا، خلال فترة الدراسة يحرم بعض الأطفال من مشاهدة البرامج التلفزيونية أو اللعب ببعض الألعاب الإلكترونية، وبمجرد حلول العطلة نجدهم يركزون على ما حرموا منه بطريقة مبالغ فيها، الأمر الذي ينعكس سلبا على وقت الفراغ الذي يستغل في أمور من دون فائدة، يقول الدكتور حنطبلي ويضيف؛ «أهمية وقت الفراغ تتمثل في جعل الطفل يصل إلى مرحلة يشعر فيها أنه لبى كل احتياجاته، ومن هنا تظهر أهمية تدخل الأولياء ليمكنوا أبناءهم من الشعور بطفولتهم التي لا تتحقق إلا بتمكينهم من كل ما يرغبون فيه بطرقة موجهة.لنعرف كيف نملأ وقت الفراغ الخاص بالأطفال، لابد لنا من تصور مستقبلي لما يريده، وهذا يتطلب أن تكون هناك دراسة لتحديد الرؤية، وفي غياب الدراسة يقول الدكتور حنطبلي؛ أعتقد أن أفضل طريقة لاستغلال وقت الفراغ هي اعتماد إستراتيجية مفادها تقسيم الوقت على عدد من البرامج، فمثلا تخصيص وقت للطاعة والعبادة، وقت لمشاهدة بعض البرامج التلفزيونية المختارة، وقت للعب والترفيه ووقت مثلا لقراءة القصص، هذه البرمجة تجعله يتذوق طعم كل الأنشطة التي يقوم بها ويشعر أنه تمكن من الحصول على كل ما يريده، وهي مسؤولية يتحملها الأولياء.
من جهته، يرى الدكتور تلي عبد الرحمان من جامعة البليدة، مختص في علوم التربية، أن وقت فراغ الطفل يرتبط بمراحل نموه المختلفة، وخلالها يكتسب من والديه الاستعدادات التي تعتبر طاقة كامنة يفجرها في المحيط، ومنه يرتبط  النشاط بما يتوفر للطفل من فرص في محيطه الاجتماعي والأسري خصوصا، ومن هنا، تظهر حاجة الوقوف عند التغيرات التي تحصل للطفل خلال فترة النمو إذ علينا أن نحترم مطالب كل مرحلة ونترجمها على شكل نشاطات وبرامج مفيدة، بالتالي يتفاعل الطفل خارج العطلة أو داخلها ويبقى على المربي أن يكيف هذه التغيرات حتى تستجيب لمطالب النمو.
ولعل أفضل طريقة لتمكين الطفل من استغلال وقت فراغه، حسب الدكتور عبد الرحمان؛ معرفة أهم احتياجاته خلال فترات نموه المختلة وإن حدث وتم تجاهل مرحلة معينة يتولد ما يسمى بالثغرة التي تؤثر في سلوكه النفسي أو المعرفي، لذا أقترح أن يتم توعية الأسر والجمعيات التي تعنى بقضايا الأطفال لتدرك أهمية أن يخصص لكل مرحلة عمرية نوعا معينا من البرامج التي تستجيب لاحتياجاته وتوفر له في محيطه حتى لا يبحث عنها خارجه.