الدكتور عبد المالك ميجا رئيس جمعية قدماء الطلبة الجزائريين:

التقاعد لا يقتل الخبرة والعمل الإنساني لا يعترف بالسن

التقاعد لا يقتل الخبرة والعمل الإنساني لا يعترف بالسن
  • القراءات: 716
رشيدة بلال رشيدة بلال

تعد مرحلة التقاعد لدى بعض الأشخاص بمثابة الاستقالة التامة والكلية عن كل الأعمال، حيث يعتكفون بالمقاهي والحدائق العمومية لقتل الوقت، غير أن البعض الآخر أبى هذه الفكرة، وهو حال عبد المالك ميجا، دكتور متقاعد رفض رفقة بعض أصدقائه الذين رفضوا البقاء ساكنين دون القيام بأي نشاط، بل فكروا في نقل خبرتهم المهنية لغيرهم، حيث أسسوا جمعية قدماء الطلبة الجزائريين، أعضاؤها من الطبقة المثقفة المتقاعدة، واتفقوا على تقديم يد العون لكل محتاج. التقته «المساء» مؤخرا ونقلت لكم هذه الأسطر حول فكرة  الجمعية.. الأهداف والتطلعات. 

 

❊ بداية حدثنا عن فكرة تأسيس الجمعية؟

❊❊ في الحقيقة الفكرة جد بسيطة، تولدت نتيجة صداقة عميقة قامت بيني كطالب في سنوات السبعينات وبين عدد من الطلبة في الغربة، وتحديدا «المجر». ورغم أننا كنا ندرس في تخصصات مختلفة كالطب والمياه والبيطرة والبيئة، غير أننا كنا نلتقي ونجتمع حتى لا نشعر بالغربة، وبعد أن أنهينا تعليمنا وانتقلنا إلى الحياة المهنية، حرصنا على الإبقاء على صداقتنا كل في مجال تخصصه، وبعد أن أحلنا على التقاعد فكرنا في  تنظيم أنفسنا، وإنشاء جمعية وقمنا بنقل خبرتنا المهنية بحكم أن الأغلبية هم إطارات مثقفة، ومن هنا ولدت الجمعية وبدأت تنشط بكل ربوع الجزائر.

❊ إذن الغرض من الجمعية نقل الخبرة المهنية وطرد شبح التقاعد؟

❊❊ في الواقع الغرض الأول يتمثل في الإبقاء على الصداقة بيننا، خاصة أننا أمضينا سنوات عديدة في بلاد المهجر طلبا للعلم، والغرض الثاني هو تمكين بعض الفئات من الاستفادة مما نمتلكه من خبرة مهنية وعلمية اكتسبناها على مدار سنوات، ونعتقد أنه من غير الممكن الاحتفاظ بها مادام هناك من هم بحاجة إليها.

❊ حدثنا عن طريقة عمل الجمعية؟

❊❊ في الواقع مخطط العمل يقوم على ما تحويه الجمعية من  تخصصات، بمعنى؛ مثلا إن فكرنا في القيام بنشاط خيري في المجال الطبي، نعتمد على الأعضاء المختصين في المجال من دكاترة وأطباء، وفي هذا الإطار أشرفنا منذ سنوات على قافلة طبية تتجه نحو «اقلي» ببشار للإشراف على بعض العمليات الجراحية كعمليات الختان، كما قمنا بالكثير من الفحوصات المجانية لفائدة الفئات غير القادرة على تحمل نفقات العلاج  وتوزيع الأدوية. وفي مجال البيئة مثلا وبحكم أن لدينا خبراء في الفلاحة والمياه، نشرف أيضا على تنظيم أيام إعلامية لفائدة الفلاحين في كيفية الغرس ومواجهة أمراض النباتات وكيفية تصريف المياه، ولم نكتف بهذا بل نقلنا أيضا خبرتنا للمؤسسات التربوية، حيث يشرف مختصون على تلقين المتمدرسين بعض الأمور التقنية، مثل الاقتصاد في المياه والحفاظ على البيئة في إطار التحسيس والتوعية. 

❊ إلى ماذا تتطلع الجمعية؟

❊❊ جمعيتنا تحوي إطارات في مختلف المجالات والتخصصات،  ورغم أننا تقاعدنا إلا أننا لا زلنا قادريين على العطاء، وبحكم أن مجتمعنا يحوي فئات فقيرة ومعوزة في المناطق النائية وأخرى بحاجة إلى التوعية والتحسيس، قررنا مواصلة المسيرة من باب التطوع وفعل الخير، من أجل هذا نأمل فقط من الجهات المعنية أن تتدخل لتسهيل عملنا بتأمين مقر لنا يجعلنا قادريين على تسطير برنامج وطني، حتى يستفيد كل من هم بحاجة إلى خدماتنا المجانية وتحديدا في تخصصات نعتبرها ضرورية في المجال الطبي، في اقتصاد الماء، في مجال البيطرة وجراحة الأسنان وخبراء في البيئة والثقافة والسياحة والرياضة.

❊ هل من كلمة أخيرة؟

❊❊ التقاعد لا يقتل الخبرة والعمل الإنساني لا يعترف بالسن،   وهو شعارنا، ومادمنا متمكنين من تقديم المساعدة، فإننا سنسعى جاهدين لمؤازرة المحتاجين حيثما وجدوا.