الأخصائية في العلاقات الزوجية وتربية الأبناء فتوحة سعيد:
التغذية العاطفية للجنين مهمة في تكوين شخصية الطفل

- 931

قدّمت فتوحة سعيد أخصائية في تقوية العلاقات الزوجية وتربية الأبناء ومختصة في علم النفس المدرسي وكذا الوساطة العائلية، عددا من النصائح والإرشادات لتسيير الأسرة بالطريقة الحسنة، على هامش مشاركة مؤسستها "رواحل" لبناء الإنسان وتقوية الشخصية، بمعرض الجزائر الدولي للكتاب؛ حيث تم التطرق للعديد من مواضيع محاور دوراتها التكوينية، في إطار التعامل مع السلوكات الصعبة للطفل، وكيفية تعامل الأبوين مع الأطفال، وحتى بعض المواضيع المتعلقة بعلاقة الأم بجنينها، وكلها من الدورات التدريبية التي تهدف إلى تعزيز السلوكات الإيجابية داخل الأسرة الجزائرية، تحت شعار "نجاح أسرتك طفل متزن.. أسرة متماسكة.. مجتمع منتج".
للإشارة، دربت فتوحة سعيد مئات الأشخاص في مجال التطوير الذاتي والعلاقات الزوجية وتربية الأبناء؛ حيث قدّمت عدة حصص تلفزيونية وإذاعية في العلاقات الزوجية، وتربية الأبناء، كل ذلك في إطار توفيق الأم الجزائرية بصفة خاصة، في بناء علاقات قوية بينها وبين أسرتها؛ باعتبارها ركيزة هذه الأخيرة، وتفوق مداركها؛ يعني تكوين أسرة ناجحة، وضبط العلاقات المتينة بينها وبين أفرادها.
وتطرقت المختصة على هامش مشاركتها في الصالون، لتغذية الأم الحامل جنينها عاطفيا، موضحة أن هذه المهمة من أصعب المهام التي قد تقوم بها المرأة الحامل، خاصة التي ليست لها خبرة حمل سابق، وبالتالي تكون تجربتها جديدة في مجال تقديم للطفل الحنان والمحبة روحيا، قبل أن تحمل الرضيع بين يديها.
كما قدّمت المتحدثة في كتابها الذي عرضت نسخا منه في صالون سيلا، 50 فكرة حول كيفية تقديم ذلك الغذاء العاطفي للطفل، الذي هو في حاجة إليه، مثلما هو في حاجة للأكل والشرب، داخل رحمها.
واختلفت الأفكار بين العديد من المواضيع التي تتعلق بالعلاقة العاطفية التي قد تعيشها المرأة خلال 9 أشهر؛ منذ اكتشافها حملها، إلى غاية وضعه، وبالتالي هي عبارة عن مراحل متتالية، يختلف فيها نمو الجنين من مرحلة لأخرى، ويتغير بذلك غذاؤه العاطفي من مرحلة إلى أخرى كذلك.
وتحدثت المختصة وصاحبة المنصة التعليمية "نادي الأم الحكيمة"، عن مدى تأثير الحالة النفسية والعاطفية للأم الحامل، على نمو الجنين الجسمي والعاطفي، مؤكدة أن هناك علاقة قوية ومباشرة بين هذين المتغيرين. وهي علاقة طردية؛ فكلما كانت صحتها العاطفية والنفسية جيدة، كلما كان نمو الجنين سليما، إلى جانب البحث في العلاقة ما بين اتزان الطفل في مرحلة الطفولة والمراهقة، مع الحالة النفسية للأم أثناء مرحلة الحمل، مشيرة إلى أن حالة الطفل بين الهدوء والعصبية والمحبة والاتزان والقلق والتوتر والتهور، كلها عومل قد يكون الطفل مستقبلا، حملها خلال تواجده في بطن أمه؛ أي سلوكات اكتسبها بالفطرة، لكن لها علاقة بما عاشه خلال فترة حمل أمه به.
وفي الأخير أعطت المختصة عددا من الحلول والاقتراحات الإيجابية لتنجح الأم في مهمة تواصلها مع جنينها، والطرق التي تساعد الحامل في تغذية طفلها عاطفيا. وذكرت أيضا علاقة الأب في كل هذا، موضحة: "يمكن الأبَ أن يكون جزءا من مهمة التغذية العاطفية؛ من خلال مساعدة الأم الحامل على نمو الجنين نفسيا وعاطفيا".
والجدير بالذكر أن فتوحة سعيد صممت "منهاج بناء تقدير الذات للأبناء"، الذي طُبق في عدة مؤسسات داخل الجزائر وفي كندا، وكذا "منهاج مرافقة الأطفال في السلوكيات الصعبة". كما صممت ثلاثة برامج تربوية، وهي برنامج المرافقة للتفوق الدراسي، وبرنامج إدارة المخيمات الصيفية، وأيضا برنامج تأهيل المقبلين على الخطوبة والزواج. وقامت بتأليف سلسلة كتب في بناء الثقة بالنفس عند الأطفال.